شهد مؤسّس شركة الوساطة، الملياردير تشارلز شواب، انخفاضاً في ثروته الشخصية في أعقاب انهيار بنك سيليكون فالي خلال عطلة نهاية الأسبوع. إذ فقد شواب نحو 3 مليارات دولار من ثروته الشخصية عقب انهيار البنك، وذلك وفقاً لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات (Bloomberg Billionaires Index)، الذي يتتبّع ثروات أغنى الأغنياء بالعالم بصورة آنية.
وتبلغ ثروة شواب حالياً 9.99 مليارات دولار وفقاً لتقديرات وكالة بلومبرغ، وهو الذي أسّس شركة تشارلز شواب للوساطة والخدمات المالية في عام 1971، ويحتل المرتبة 183 بين أغنى أغنياء العالم.
ويُظهِر مؤشر بلومبرغ للمليارديرات أن ثروة شواب قد انخفضت بنسبة 7.7% يوم الاثنين نتيجة انخفاض سعر سهم شركة الوساطة، ما يعني خسارة شخصية قدرها 828 مليون دولار.
وكشفت البيانات المنشورة أن شواب قد فقد منذ 8 مارس/آذار الحالي 3 مليارات دولار من ثروته الصافية، بينما بلغت خسائره منذ بداية عام 2023 ما يقرب من 3.5 مليارات دولار، ما يعني أن ثروته قد انخفضت أكثر من أي ملياردير أميركي آخر هذا العام. ويستمدّ شواب الكثير من ثروته من أسهمه (حصّته) في شركته التي تحمل اسمه، والتي يشغل منصب رئيس مجلس إدارتها.
وانخفضت أيضاً أسهم شركة تشارلز شواب بنسبة 12% تقريباً يوم الاثنين، حيث أدى انهيار بنك سيليكون فالي إلى عمليات بيع ضخمة للشركات في القطاع المالي. ويُذكَر أن أسهم الشركة قد انخفضت بأكثر من 20% في وقت ما خلال جلسة تداول يوم الاثنين.
ويخشى المستثمرون بشكل خاص من أن تضطر شركات ضخمة مثل تشارلز شواب، التي تمتلك حيازات سندات كبيرة ذات آجال استحقاق طويلة، إلى بيع هذه الأصول بخسارة لتغطية الطفرات في عمليات سحب الودائع، وبالتالي الوقوع في الفخ نفسه الذي وقع فيه بنك سيليكون فالي.
فقد اضطُرَّ البنك إلى بيع سنداته الحكومية الطويلة الأجل في وقت مبكّر بسبب عدم امتلاكه سيولة كافية لتغطية الزيادة الهائلة في عمليات سحب ودائع العملاء. ولتوضيح فكرة بيع تلك السندات، فإن احتفاظ المُقرِض بهذه السندات حتى موعد استحقاقها يعني استعادة رأس ماله، لكن بيعها قبل نهاية فترة الاستحقاق يعني تفريغ هذه الأصول بخسارة بسبب انخفاض قيمتها نتيجة زيادة أسعار الفائدة المتزايدة.
تطمينات من شواب
انخفضت أسهم شركة تشارلز شواب يوم الاثنين على الرغم من تطمينات شواب نفسه والرئيس التنفيذي للشركة، والت بيتينغر.
حيث سعى الثنائي إلى تهدئة العملاء والمستثمرين من خلال الحديث عن المحفظة الاستثمارية للشركة في بيان صدر في 13 مارس/آذار، والتأكيد لأصحاب المصلحة أن الشركة ما تزال "آمنة وصامدة".
وقال شواب وبيتينغر في البيان: "ما تزال السمعة الطويلة الأمد لشركة شواب بصفتها ملجأً آمناً في أوقات الاضطرابات سارية وصحيحة، وهذه المكانة مدفوعة بأداء الشركة الذي سجّل مستويات قياسية، والميزانية العمومية المتحفّظة، وحالة السيولة الممتازة، والقاعدة المتنوعة من المستثمرين التي تضم أكثر من 34 مليون صاحب حساب يستثمرون مع شركة شواب يومياً". وأضافا: "اعتماداً على ذلك، نجدّد ثقتنا في نهجنا وقدرتنا على مساعدة العملاء في الظروف الاقتصادية كافة". وقد ارتفعت أسهم شركة تشارلز شواب بنحو 9% في تعاملات ما قبل السوق يوم الثلاثاء.