المحتوى محمي
المحتوى محمي
بيئة العمل

ماذا يلزم لمواجهة الاستقالة الكبرى من وجهة نظر العاملين عن بُعد؟

في أبريل/نيسان الماضي، غادر 4.4 ملايين موظف وظائفهم، ومن المرجح أن نشهد المزيد من الاستقالات حيث يفكّر الكثير من الموظفين بخطط للاستقالة.

بقلم


money

(مصدر الصورة: Dustin Chambers - Bloomberg - Getty Images)

تستمر الاستقالة الكبرى على الرغم من تزايد العلامات التحذيرية من  الركود، إذ إنه حتى مع زيادة التضخم الذي يؤثر على تكلفة المعيشة، يستمر الموظفون في مغادرة وظائفهم، وليس الراتب فقط هو ما يدفعهم إلى ذلك.

ووجدت دراسة عالمية من شركة بوسطن كونسلتنغ غروب (Boston Consulting Group) أجريت على أكثر من 7,000 موظف لا مكتبي، وهم الموظفون الذين يعملون في بيئة غير مكتبية، أن ما يصل إلى 37% منهم كانوا يتطلعون إلى الاستقالة في غضون الأشهر الستة المقبلة.

وغالباً ما يُنظَر إلى الاستقالة الكبرى من وجهة نظر الموظفين المكتبيين الذين يعانون من الذهاب إلى المكتب ويتنقّلون بين الوظائف للحصول على رواتب أعلى. ومع ذلك، فإن نحو 75% إلى 80% من القوى العاملة تتكون من موظفين لا مكتبيين ولم يكن لديهم مطلقاً خيار العمل عن بُعد وفقاً لشركة بوسطن كونسلتنغ غروب.

ولا تتمتّع هذه المجموعة من الموظفين غير المكتبيين، الذين يعملون في قطاعات مثل الرعاية الصحية أو البناء أو البيع بالتجزئة، عادةً بالمرونة التي أصبحت أساسية بالنسبة للبعض خلال فترة الاستقالة الكبرى، وكانت الفكرة الرئيسية التي تدور في أذهان هؤلاء الموظفين عند المغادرة هو اختيار الخيار الأفضل لوظائفهم المستقبلية.

فقد أفاد نحو 41% من الموظفين المكتبيين أن نقص فرص التقدم كان السبب الرئيسي الذي يدفعهم إلى التفكير في الاستقالة، وكان الأجر مهماً أيضاً لدى 30% منهم، وكذلك المرونة لدى 28%، كما كان لنقص التوازن بين العمل والحياة دور ملحوظ لدى 22%، بينما قال 15% أنهم، ببساطة، لم يجدوا عملهم ممتعاً.

وكان من المرجّح أن يترك الموظفون الأصغر سناً وظائفهم أكثر من أقرانهم الأكبر سناً في جميع الدول السبعة التي شملها الاستقصاء وهي: أستراليا وفرنسا وألمانيا والهند واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، وكان ما يقل قليلاً عن نصف موظفي الجيل زد (نحو 48%) معرّضين لترك وظائفهم في الأشهر الستة المقبلة، وهو ضعف عدد الموظفين الذين يفكرون في ذلك من مواليد جيل الطفرة (نحو 24%) .

وفي أبريل/نيسان الماضي، غادر 4.4 ملايين موظف وظائفهم، ومن المرجح أن نشهد المزيد من الاستقالات حيث يفكّر الكثير من الموظفين بخطط للاستقالة، وأفاد نحو واحد من كل خمسة موظفين عبر القطاعات المختلفة أنهم سيتركون وظائفهم في عام 2022 على الأرجح، وذلك وفقاً لاستقصاء منفصل أجرته شركة بي دبليو سي (PwC) في مارس/آذار الماضي بعنوان آمال ومخاوف الموظفين عالمياً (Global Workforce Hopes and Fears).

والأجر مهم بالتأكيد لأولئك الذين شملهم الاستقصاء، حيث اعتبره المشاركون أهم عامل في تغيير مكان عملهم، وعلى الرغم من أن التعويض العادل كان مهماً للغاية أو مهماً جداً (بنسبة 71%)، لكنْ هناك عدد لا يحصى من العوامل المؤثرة الأخرى.

ومن ناحيةٍ أخرى، كان للشعور بالتقدير دور مهم، حيث ذكر العديد من المشاركين أهمية الإنجاز الوظيفي (بنسبة 69%)، وأن يكونوا على سجيّتهم في مكان العمل (66%)، والشعور بأن فريقهم يحترم رفاهيتهم (بنسبة 60%).

لكن الراتب لم يكن كافياً للحفاظ على الموظفين في وظائفهم سواءً في القطاعات التي تستخدم مكاتب أو التي لا تستخدمها، حيث يريد الناس أن يشعروا بالتقدير، وأن يتمتعوا بالمرونة، وأن يجدوا، ببساطة، عملهم ممتعاً، وبالنسبة للموظفين الذين ليس لديهم مكاتب، فإن العامل الأهم هو وضوح المستقبل المهني.


image
image