إن معرفة معنى الانكماش المستند إلى التضخم شيء، والتحذير منه في متجر البقالة شيء آخر. يشير مصطلح "الانكماش المستند إلى التضخم" (Shrinkflation) إلى الشركات التي تمنح العملاء كميات أقل من منتجاتها بالسعر نفسه (أو حتى بسعر أعلى). وقد أصبح هذا الأسلوب واسع الانتشار بين موردي السلع الاستهلاكية في ظل ارتفاع معدلات التضخم.
والآن، تعرض سلسلة متاجر كارفور الفرنسية أمثلة عليه للمتسوقين، مع ملصقات على الرفوف كُتب عليها: "تناقص حجم هذا المنتج أو وزنه، وارتفع السعر الفعلي الذي يتقاضاه المورّد". ووفقاً لوكالة رويترز، وُضِعت هذه الملصقات على عشرات المنتجات منذ يوم الاثنين.
صرّح مدير التواصل مع العملاء في كارفور، ستيفن بومبايس، للوكالة: "الهدف من وضع ملصقات على هذه المنتجات هو أن تعيد الشركات المصنِّعة النظر في سياستها للتسعير". ستدخل كارفور قريباً في مفاوضات الأسعار السنوية مع نستله ويونيليفر وبيبسيكو وغيرها من مالكي العلامات التجارية المعروفة.
من بين الأمثلة على الانكماش المستند إلى التضخم التي تُظهرها الشركة للمتسوقين: حليب الأطفال الصناعي غايغوز (Guigoz) الذي تنتجه شركة نستله، وزجاجة من شاي ليبتون المثلج الخالي من السكر بنكهة الخوخ الذي تنتجه شركة بيبسيكو.
قال الرئيس التنفيذي لكارفور، ألكسندر بومبارد، إنه على الرغم من انخفاض تكلفة المواد الخام، فإن شركات السلع الاستهلاكية لم تتعاون مع الجهود المبذولة لخفض الأسعار. وقد وجد حليفاً له، فقد حث وزير المالية الفرنسي، برونو لو مير، الشركات الكبرى على خفض الأسعار، وأشار إلى أن يونيليفر ونستله وبيبسيكو لم تمتثل.
بالطبع، اتهمت مجموعات المستهلكين شركات البيع بالتجزئة باتباع ممارسة الانكماش المستند إلى التضخم في منتجاتها الخاصة، ومن بينها كارفور. ولكن تحاول فرنسا ودول أوروبية أخرى مساعدة المستهلكين على التصدي لارتفاع تكلفة المعيشة بعدة طرق، منها الضغط على الشركات الكبرى لخفض الأسعار.