المحتوى محمي
Al-Majarra Al-Majarra Al-Majarra
المحتوى محمي
نفط وطاقة

مكاسب شركات الطاقة التي استفادت من أزمة النفط والغاز تهوي بنسبة 50%

فرضت الحكومات الأوروبية ضريبة غير متوقعة في محاولة لضمان عدم استغلال شركات النفط أزمتَي الطاقة وتكاليف المعيشة اللتين تلوحان في الأفق لتحقيق مكاسب غير عادلة.

بقلم


money

(مصدر الصورة: جون ثيز - وكالة فرانس برس - غيتي إميدجيز)

تمتّعت شركات النفط والغاز بأداء تاريخي في عام 2022، وكان ذلك نتيجة نقص المعروض بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، ما رفع الأسعار إلى مستويات قياسية جديدة. وعلى الرغم من ارتفاع معدلات التضخم وعمليات التسريح الجماعي للموظفين في القطاعات الأخرى، برزت شركتا شل (Shell) وتوتال إنرجيز (TotalEnergies) الأوروبيتان بصفتهما الأكثر ربحاً واستفادة من تلك الظروف المواتية. لكن هاتين الشركتين تواجهان حالياً مشاكل نتيجة انخفاض أسعار النفط والغاز. فقد أعلنت شركتا الوقود الأحفوري العملاقتان أرباحهما يوم الخميس، وكانت النتائج دون التوقعات.

بلغت الأرباح المعدّلة للربع الأول من أبريل/نيسان إلى يونيو/حزيران لشركة شل البريطانية 5.1 مليارات دولار، وهذا يشكّل انخفاضاً بنسبة 56% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. ولم تسلَم شركة النفط الفرنسية توتال إنرجيز من الكارثة، إذ انخفضت أرباحها بنسبة 49% أيضاً على أساس سنوي.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة شل، وائل صوان، في بيان: "حققت شركة شل أداء تشغيلياً وتدفقات نقدية جيدة في الربع الثاني على الرغم من الأسعار المنخفضة للسلع".

وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة توتال إنرجيز أن أرباح الشركة كانت وفيرة بالنظر إلى "الظروف المواتية لكن المحدودة في سوق النفط والغاز".

ما الذي تغيّر في سوق النفط والغاز؟

انخفضت أسعار الغاز الطبيعي وخام برنت في أوروبا إلى مستويات أقل حتى من مستويات ما قبل الحرب الأوكرانية من فبراير/شباط 2022، وهذا يشير إلى خيبة أمل محتمَلة للمساهمين الذين فوّتوا إمكانية الاستفادة من المكاسب الهائلة غير المتوقّعة في العام الماضي.

كما فرضت الحكومات الأوروبية ضريبة غير متوقعة في محاولة لضمان عدم استغلال شركات النفط أزمتَي الطاقة وتكاليف المعيشة اللتين تلوحان في الأفق لتحقيق مكاسب غير عادلة.

وأدّى ضعف الطلب من الصين إلى استمرار انخفاض أسعار النفط، كما أن البلدان حول العالم ما تزال تعاني من ارتفاع حاد في الأسعار وتقلبات اقتصادية.

بدورها، أعلنت منظمة أوبك+ (OPEC+)، وهي التحالف العالمي للدول المنتجة للنفط، في الشهر الماضي أنها ستخفض إنتاج النفط بمقدار مليون برميل يومياً، وهذا تسبّب في انحسار الإمدادات وأفسح المجال لمزيد من التغييرات في أسعار النفط في الأشهر التالية.

وعلّق الرئيس التنفيذي لشركة الاستثمار سميد كابيتال مانجمنت (Smead Capital Management)، كول سميد، لفورتشن (Fortune) قائلاً: "الاتجاه الرئيسي الذي يجب التركيز عليه هو انخفاض الأسعار خلال هذا العام إلى يومنا هذا".

وأضاف: "سيكون متوسط سعر النفط في الربع التالي أقل من السعر قبل عام، وأقل أيضاً من سعره في بداية العام الحالي".

وعلى الرغم من انخفاض أسعار النفط، ما يزال المحلّلون يراقبون مليّاً الاتجاهات التي تؤثر على قطاع النفط والغاز في ظل استمرار مآزق العرض.

وفي العام الماضي، قال الرئيس التنفيذي لشركة شل آنذاك، بن فان بيردن، إنه لا يتوقع انتهاء أزمة الطاقة في المستقبل القريب. وأضاف: "لا أعتقد أن هذه الأزمة ستقتصر على شتاء (عام) واحد فقط، بل قد تستمر لأعوام عديدة وتدفعنا للتكيّف من خلال كفاءة الادخار والتوفير والتقنين والبحث المستمر عن البدائل".

نجح الاتحاد الأوروبي في تفادي أزمة الطاقة حتى الآن بعد اضطراب إمدادات النفط والغاز إثر غزو روسيا أوكرانيا، إذ كانت الأولى مصدر معظم النفط الذي تستورده أوروبا. وساعد الشتاء المعتدل نسبياً المنطقة على زيادة مخزوناتها من موارد الطاقة، ما جعلها في وضع أفضل بكثير الآن مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وعلّق كبير المحللين في شركة ريشتاد إنيرجي (Rystad Energy)، د. باتريسيو فالديفيسو، لفورتش:  "نتوقع ارتفاع الأسعار في الأشهر المقبلة بسبب عجز أساسي في الإمدادات، وذلك لأن الطلب العالمي كان مرتفعاً بصورة مدهشة في الآونة الأخيرة، وكان انخفاض الطلب أقل حدّة من المتوقّع على الرغم من تباطؤ النشاط الاقتصادي في الصين وأوروبا في الربع الثاني".


image
image