المحتوى محمي
Al-Majarra Al-Majarra Al-Majarra
المحتوى محمي
أخبار

مصادرة اليخوت الروسية تؤثر سلباً على عموم سوق اليخوت الفاخرة

أدى اندلاع النزاع في أوكرانيا إلى انخفاض في طلبات شراء اليخوت منذ الربع الثاني من عام 2022 واتخاذ الأفراد ذوي الثروات الفائقة نهجاً حذراً وتأجيل طلباتهم. 

بقلم


money

(مصدر الصورة: يوجين تانر - وكالة فرانس برس - غيتي إميدجيز)

لطالما اعتبر المحللون أن قطاع تجارة اليخوت لا يُقهر، وذلك لأن عملاءه فاحشو الثراء لدرجة أنهم لا يتأثرون بمشاكل مثل التضخم والركود، كما أن عدد أفراد الفئة القادرة على شراء اليخوت في ازدياد مستمر، وهم أصحاب الثروات الفائقة التي تزيد ثرواتهم عن 50 مليون دولار. وتوقع بنك كريدي سويس (Credit Suisse) في عام 2022 أن تعداد هذه الفئة حول العالم سيزداد بمقدار 121,000 شخص على مدى السنوات الخمس المقبلة ليصل إلى 385,000 شخص. 

لكن مع ذلك، لم يكن القطاع بأفضل حالاته مؤخراً، إذ تنخفض النسبة المئوية لمالكي اليخوت من فئة أصحاب الثروات الفائقة منذ عام 2017، ما يشير إلى أن الأفراد الجدد ضمن فئة الثراء الفاحش، والتي تزيد ثروة أفرادها عن 50 مليون دولار، قد لا يكونون مهتمين بشراء اليخوت.

كما يمكن أن يكون الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022 قد أسهم في هذه الحالة جزئياً، حسبما ورد في مذكرة بحثية أعدها بنك بيرينبرغ (Berenberg Bank) ونقلته صحيفة فايننشال تايمز (Financial Times) يوم الخميس، إذ سيضطر الأثرياء إلى التفكير ملياً بمشاكل السُمعة التي قد تواجههم عند شراء يخت.

وأوضح بنك بيرينبرغ أن "اندلاع النزاع في أوكرانيا قد أدى إلى انخفاض في طلبات شراء اليخوت منذ الربع الثاني من عام 2022 واتخاذ الأفراد ذوي الثروات الفائقة نهجاً حذراً وتأجيل طلباتهم. ومنذ ذلك الحين، عانت شركات تصنيع اليخوت الفاخرة المدرجة من انخفاض مستوى الاهتمام من المجتمع المالي، وذلك استناداً إلى فكرة أن قطاع اليخوت متاح بصورة كبيرة أمام العملاء الروس".

لم يوفر بنك بيرينبرغ البيانات الخاصة بالانخفاض الحاصل في المبيعات بدقة، لكنه أشار إلى أن النسبة المئوية لمالكي اليخوت من أصحاب الثروات الفائقة قد بلغت ذروتها في عام 2014 عند 3.6%، وانخفضت إلى 2% في عام 2021، وهو آخر عام تتوفّر بياناته. ويوضّح الانخفاض أن التغيّر في عادات شراء اليخوت لدى الأثرياء والمشاهير هو اتجاه طويل الأمد سبق الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ في عام 2022. 

تعد أميركا الشمالية موطن الشريحة الأكبر من فئة أصحاب الثروات الفائقة عند نحو 145,000 شخص، تليها أوروبا بنحو 41,000 شخص والصين بـ 35,000 شخص. وبلغت حصة الأميركيين ضمن هذه الفئة من سوق اليخوت حول العالم نحو 25% بحلول عام 2021، لكن فكرة اليخوت مرتبطة بروسيا أكثر على الرغم من أن 9% فقط من اليخوت مملوكة للروس، وذلك لأن اليخوت تعد جزءاً مشهوراً من نمط حياة الأوليغارشيين الروس.

ويمتلك الروس بعضاً من أكبر اليخوت في العالم وأغلاها، ويُقال إن تكلفة يخت فلاديمير بوتين تصل إلى 700 مليون دولار. كما أن أكبر يخت في العالم من حيث الحمولة الإجمالية، والذي تبلغ قيمته نحو 800 مليون دولار، يملكه الأوليغارشي الروسي أليشر عثمانوف، ويتضمن مسبحاً داخلياً وطائرة هليكوبتر ومهبطين للطائرات وطاقماً مكوناً من 96 شخصاً.

لذا فإن اليخوت تمثّل مكانة ورمزاً سياسياً لهذه الفئة في روسيا يجعلان الأثرياء الآخرين يخشون امتلاكها الآن، حتى الأثرياء من دول أخرى. 

وقال مؤلف كتاب رأسمالية المحسوبية في روسيا (Russia’s Crony Capitalism)، أندرس أسلوند، لشبكة إنسايدر (Insider): "لا يمكنك أن تكون جزءاً من الأوليغارشية الروس وألا تمتلك يختاً، تهتم هذه المجموعة بالمظاهر جداً".

وصل الرابط بين اليخوت والأوليغارشية الروسية، وتحديداً فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، إلى ذروته عندما فرضت الدول الغربية عقوبات على المليارديرات الروس المُقرّبين من الكرملين وصادرت يخوتهم في عام 2022، وعلى الرغم من أن السلطات صادرت أيضاً قصوراً وحسابات مصرفية وطائرات خاصة، فقد تصدّرت أخبار حجز اليخوت وصورها عناوين الأخبار. وقد حلّ أكثر من 400 يخت روسي على قائمة العقوبات على الرغم من أن الغالبية العظمى منها لم تُصادَر فعلياً لعدم إمكانية تتبّعها أو لأنها قد نُقِلت بالفعل من الدول التي تتعرّض فيها لخطر الحجز.

وأوضح بنك بيرينبرغ أن الانخفاض الأخير في مبيعات اليخوت يتزامن أيضاً مع الاضطراب الاقتصادي الناجم عن ارتفاع أسعار الفائدة ومخاوف من الركود، فقد أدّت الأزمة المصرفية الإقليمية في الولايات المتحدة إلى جانب بعض الاضطرابات في سويسرا إلى تفاقم حالة عدم اليقين، وأشار البنك إلى أن الانخفاض قد يُعزَى أيضاً إلى أن الأثرياء لا يرغبون في الشراء بمبالغ هائلة في الظروف الاقتصادية السيئة الحالية.

ومع ذلك، فإن مبيعات اليخوت تميل بصورة ملحوظة إلى اليخوت الكبيرة، ومن المتوقع أن تصبح نسبة اليخوت الأصغر أقل، وهي اليخوت التي يمكن أن تصل أسعارها إلى بضع مئات الآلاف من الدولارات. وهذه اليخوت أيضاً تُصنَغ من مواد مركّبة مثل الألياف الزجاجية، وشكّلت 67% من إجمالي اليخوت في السوق في عام 2016، لكن من المتوقع أن تتقلص نسبتها إلى 52%. ومع ذلك، يُتوقَّع أن تزداد قيمة مبيعاتها بنسبة 51% لتصل إلى 7.4 مليارات دولار بحلول عام 2026.

وفي الوقت نفسه، توقّع بنك بيرينبرغ أن حصة اليخوت الضخمة في السوق ستنمو بنسبة 14.2% لتصل إلى 3 مليارات دولار في عام 2026، وستشكّل ما يقرب من 21% من إجمالي سوق اليخوت مقارنة بـ 17% في عام 2021، واليخوت الضخمة هي اليخوت التي تكلّف أكثر من 30 مليون دولار بسبب تصاميمها المخصصة واستخدام الهياكل الفولاذية في صنعها بدلاً من الألياف الزجاجية المستخدمة في اليخوت المصنوعة من مواد مركبة.


image
image