المحتوى محمي
المحتوى محمي
وجه

ما هواتينج القيادي غريب الأطوار

ما هواتينج، المولود عام 1971 في مقاطعة غوانغدونغ الصينية، أسس في الـ27 من عمره، بالشراكة مع 4 زملاء من "جامعة شنتشن"، "شركة تينسنت".

بقلم


money

ما هواتينج مؤسس شركة "تينسنت" (مصدر الصورة: فورتشن العربية)

مراقبته لنجوم سماء ميناء شنتشن بالقرب من هونج كونج في الصين، حيث كان يعمل والده، حفّزت أحلامه للسعي نحو اكتشاف السماء، ليكون حلمه أن يصبح عالماً للفلك. لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه.

لم يصبح عالماً للفلك، لكن صحبته للنجوم والإبحار بخياله في السماء، وسّعت أفق تفكيره وجعلته في ذات الوقت "غريباً للأطوار" كما وصفه البعض، إلا أنه لم يكترث لذلك ولا لاتهامه بتقليد الأفكار أو ممارسته لأساليب إدارية غير مألوفة، ليصبح لاحقاً الرئيس التنفيذي لواحدة من أكثر شركات التقنية قيمةً في العالم "شركة تينست جولدينجز" والتي حققت إيرادات مقدارها 54.613 مليون دولار خلال 2019.

طفولته وتجاربه

تخرج من "جامعة شنتشن" عام 1993 بدرجة بكالوريوس في علوم الكمبيوتر. وعمل 5 سنوات في عدة شركات، منها "شركة تشاينا موشن تيليكوم ديفيلوبمنت" لخدمات ومنتجات الاتصالات، والتي عمل بها كمسؤول عن تطوير برامج أجهزة النداء الآلي براتب زهيد أقل من 200 دولار وهو ما دفعه لتركها، ليتوجه إلى وظيفة في قسم البحث والتطوير لخدمات الاتصال عبر الإنترنت في "شركة شنتشن رنوكسن للاتصالات المحدودة".

بوني ما هواتينج، أو الملقب بـ"المهر" ابن الحصان، التي تطور شركته لعبة "ببجي" المشهورة، قاد فريقه في رحلة بصحراء جوبي بالصين لمدة يومين، مستهدفاً تعزيز ثقافة الشركة، والتأكيد على أن الشركة تركز على إنجازاتها وأعمالها، وليس سعر السهم.

ما هواتينج، المولود عام 1971 في مقاطعة غوانغدونغ الصينية، أسس في الـ27 من عمره، بالشراكة مع 4 زملاء من "جامعة شنتشن"، "شركة تينسنت"، التي وسمت في البداية بتقليد الابتكارات الأوروبية وتكييفها مع المجتمع الصيني، لتصبح لاحقاً واحدة من أبرز شركات التقنية في العالم، ويتحول صاحب الفكرة إلى أحد أثرياء العالم بثروة تقدر بنحو 36.4 مليار دولار، حسب آخر تحديث لـ"مجلة فوربس" في 12 يوليو/تموز 2022.

تأسيس شركته

ولادة شركة "تينسنت"، التي يعني اسمها عصر الرسائل بسرعة 10,000 حصان، كانت عام 1998، وفي 1999 أطلقت الشركة خدمة "OICQ" التي تتيح إرسال الرسائل المجانية بين مستخدميها، وكانت مشابهة لخدمة "ICQ" لإرسال الرسائل التي أطلقتها شركة "Open ICQ" العالمية عام 1996، وكان هذا سبباً لاتهامه بتقليد المنتجات الغربية وتعديلها لملاءمة السوق الصينية.

بذل هواتينج كل جهده من أجل إبقاء الشركة على قيد الحياة، من خلال مهام مختلفة تولاها فيها بدءاً من العمل كبواب إلى مصمم لمواقع الويب، ولكن تكاليف التشغيل المرتفعة دفعته للبحث عن ممولين وأقنع شركة باسيفيك سينتشري سايبر وروكر "بي سي سي دبليو" للاتصالات التي تتخذ من هونج كونج مقراً لها بشراء 40% من "تينست" مقابل 2.2 مليون دولار، كما تمكن لاحقاً من إبرام صفقات مع مشغلي الاتصالات من أجل تقاسم رسوم الرسائل.

واجه عام 2000 دعوى قضائية من "شركة أميركا أون لاين" التي اشترت تطبيق "ICQ"، مدعية لـ"منتدى التحكيم الوطني" في أميركا أن أسماء نطاقات QICQ.com و QICQ.net تنتهكان حقوق الملكية الفكرية لـ"ICQ"، ما اضطره لتغيير اسم الخدمة إلى QQ، وأصبح اسم النطاق QQ.com.

وسع ما هواتينج من نشاط خدمة "QQ"، ومكن مستخدميها من لعب الألعاب الجماعية عبر الإنترنت، وبحلول عام 2004، أصبحت "QQ" أكبر خدمة مراسلة فورية صينية بحصة 74% من السوق، مما دعمه لإدراج الشركة في "بورصة هونغ كونغ" بعد جمع 200 مليون دولار في الاكتتاب العام الأولي.

في 2004، أطلقت "تينست" منصة ألعاب عبر الإنترنت وبدأت في بيع سلع افتراضية لدعم الألعاب المنشورة على تلك المنصة، ورموز تعبيرية ونغمات رنين، ثم أطلقت الشركة في 2005 منصة "C2C Paipai.com" للتجارة الإلكترونية، المنافسة لـ"منصة علي بابا".

تطوير لعبة "ببجي"

بذلت "تينست" جهداً مميزاً في تطوير لعبة "ببجي" لتصبح واحدة من أكثر الألعاب نجاحاً حول العالم بأرباح أكثر من 1.3 مليار دولار خلال 2020. واعتمدت الشركة في تطوير اللعبة على محاكاة حركات شخصيات اللعبة مع حركات ممثلين حقيقيين، بالإضافة إلى أخذ معيار كل سلاح على حدة، حيث يعمل فريق متكامل من الشركة على تنظيم هيئة كل سلاح ومكوناته وجزيئاته الصغيرة والأصوات الصادرة منه والبعد الخاص به والرصاصات وقدراتها.

لم يتوقف ما هواتينج على محاكات منتجات الأخرين بل لجأ لتقليد أساليب الإدارة، وفي 2010 قلد مؤسس "شركة مايكروسوفت" بيل جيتس، حيث أنشأ فريقين متنافسين وكلفهما بإنشاء منتج جديد ومبتكر، لتطلق الشركة في 2011 خدمة "Weixin" أو "WeChat" للدردشة الجماعية والتجارة الإلكترونية والتي تتيح أيضاً لعب الألعاب الجماعية عبر الإنترنت، ما جعل منها خدمة صعب الاستغناء عنها، فهي عبارة عن مزيج بين خدمات مشابهة لفيسبوك وواتساب وإنستجرام.

يخفي ثاني أغنى صيني في قائمة فوربس لأثرياء الصين، أفكاره ويجعلها سرية، ما يدفعه لأن يكون صاحب ظهور نادر على وسائل الإعلام، فهو مؤمن بالمثل القائل "الأفكار ليست مهمة في الصين - التنفيذ المهم".

يملك ما هواتينج، الذي يحتل أيضاً المركز 34 في "قائمة فوربس لمليارديرات العالم 2022"، 8.6% من "تينسنت" المدرجة في "بورصة نيويورك"، بالإضافة لممتلكات في هونغ كونغ وقطع فنية بقيمة 150 مليون دولار، ومسكناً فخماً أعيد تطويره على مساحة 19,600 قدم مربع في هونغ كونغ.


الوسوم :   ريادة الأعمال
image
image