المحتوى محمي
Al-Majarra Al-Majarra Al-Majarra
المحتوى محمي
حكومي

مؤسس شركة فوكس كون يخطط للترشّح لرئاسة تايوان

يخطّط تيري غو للمشاركة بصفة مرشح مستقل في الانتخابات الرئاسية التايوانية في يناير/كانون الثاني المقبل بعد أن باءت محاولته الثانية لقيادة حزب الكومينتانغ المعارض بالفشل مرة أخرى.

بقلم


money

تيري غو، مؤسس شركة فوكس كون ورئيسها السابق (مصدر الصورة: سام يه – وكالة الأنباء الفرنسية- غيتي إميدجيز)

بعد ما يقرب من خمس سنوات من التفكير والتحليل، وفشل محاولَتي الترشيح، أعلن مؤسس أكبر مورّد لشركة آبل عن نيّته الترشّح لمنصب رئيس تايوان.

إذ أعلن مؤسس شركة فوكس كون (Foxconn) ورئيسها السابق، تيري غو، يوم الاثنين أنه يخطّط للمشاركة بصفة مرشح مستقل في الانتخابات الرئاسية التايوانية في يناير/كانون الثاني المقبل بعد أن باءت محاولته الثانية لقيادة حزب الكومينتانغ المعارض (Kuomintang) بالفشل مرة أخرى، وبذلك، يصبح غو واحداً من العديد من المرشحين لخلافة الرئيسة المنتهية ولايتها تساي إنغ وين، والتي لا يحق لها الترشح مرة أخرى بسبب شروط مدة الرئاسة. سيحتاج مؤسس شركة فوكس كون الآن لتأمين 290 ألف صوت من الناخبين بحلول الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني لجعل ترشّحه رسمياً، وذلك بصفة مرشح مستقل.

لكن رئاسة تايون أمر بالغ الأهمية للعالم بأسره وليس فقط للعلاقات الإقليمية بين تايوان والصين، إذ تعتمد الولايات المتحدة على شركات تصنيع الرقائق لدعم صناعاتها عالية التكنولوجيا، ومنها شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات المحدودة (TSMC)، وهي أكبر شركة في شرق آسيا من حيث القيمة السوقية.

اتخذت بكين موقفاً أكثر عدوانية تجاه الجزيرة ذاتية الحكم خلال رئاسة تساي، وتعتبر الحكومة الصينية تايوان مقاطعة انفصالية، ولم تستبعد استخدام القوة العسكرية لمنعها من إعلان الاستقلال الرسمي.

ووجّه غو انتقادات لاذعة للحزب الديمقراطي التقدمي، وهو الحزب الذي يحكم تايوان منذ فوز تساي بالرئاسة في عام 2016، ويتناقض موقف تساي الأكثر مناهضة لبكين مع حزب الكومينتانغ الذي يدعم توثيق العلاقات مع الصين القارية (البر الرئيسي للصين).

وقال غو يوم الاثنين، مشيراً إلى عدم رضاه عن الاقتصاد والدفاع والسياسة الخارجية: “شهدتُ تحوُّل تايوان على مدى السنوات السبع الماضية من دولة مزدهرة إلى أخرى على حافة الهاوية".

وأضاف: "قد نتأخر كثيراً عن إنقاذ تايوان من الانهيار إذا لم نتّخذ أي إجراء سريع، وعلينا الإطاحة بالحزب الديمقراطي التقدمي".

وقال غو إن ترشّحه يهدف لحماية تايوان من أن تصبح "أوكرانيا التالية"، ووعد بإحلال "خمسين عاماً من السلام في البلاد"، وتعهّد بمساعدة الجزيرة في التفوّق على سنغافورة من حيث نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي.

من هو تيري غو؟

أسس تيري غو شركة هون هاي برسيجن إندستري (Hon Hai Precision Industry) المعروفة عالمياً باسم شركة فوكس كون في عام 1974. وافتتحت الشركة المورّدة أول مصانعها في الصين القارية عام 1988، ويعمل مئات الآلاف من العمال والموظفين في مصانعها في البر الرئيسي للصين، بما فيها مجمّعها الضخم في مدينة تشنغتشو الذي تصنع فيه أجهزة آيفون لشركة آبل.

وتبلغ ثروة غو نحو 7 مليارات دولار وفقاً لتقديرات وكالة بلومبرغ (Bloomberg)، ويعد أكبر مساهم في الشركة التي تصنع هواتف آيفون، والتي تعتمد على الصين في ما يقرب من 70% من إيراداتها.

وقد سعى غو إلى الترشّح للرئاسة سابقاً، إذ استقال من منصبه بصفة رئيس مجلس إدارة شركة فوكس كون في عام 2019 قبل الانتخابات الأخيرة. ومع ذلك، فقد حلّ في المركز الثاني حينئذ في الانتخابات التمهيدية الرئاسية لحزب الكومينتانغ. ورفض رجل الأعمال الملياردير الترشح بصفة مرشح مستقل في ذلك الوقت، وخسر الحزب في النهاية أمام الحزب الديمقراطي التقدمي وتساي.

العلاقات الإقليمية لتايوان

يدعم غو توثيق العلاقات مع بكين، ودعا في مقال رأي كتبه لصحيفة واشنطن بوست (The Washington Post) في يوليو/تموز إلى استئناف المحادثات بين بكين وتايبيه تحت إطار "الصين الواحدة"، والذي ينص على أن الصين القارية وتايوان هما دولة واحدة، وذلك على الرغم من أن الطرفين يختلفان على معنى المصطلح وما ينص عليه تماماً.

وقال الصحفي ومحلل الأخبار المقيم في تايوان، هيلتون ييب، إن غو "أقل عدائية" تجاه بكين من الحزب الديمقراطي التقدمي، "خاصة أن شركته هون هاي هي واحدة من أكبر الشركات في الصين القارية". وأضاف قائلاً إنه "ليس من المستغرب أن يصرّح غو عن نيّته تحسين العلاقات مع الصين التي ساءت بشكل كبير خلال فترة ولاية تساي إنغ وين".

من ناحية أخرى، تتهم بكين الحزب الديمقراطي التقدمي بالسعي إلى الاستقلال الرسمي، وهو ما تعتبره أمراً مرفوضاً تماماً، كما فرضت الصين القارية عقوبات اقتصادية ودبلوماسية على الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي، وأجرت تدريبات عسكرية في محيطها.

أعرب الحزب الديمقراطي التقدمي عن أنه يمتلك بالفعل الحق في إقامة علاقات مستقلة مع الحكومات الأخرى، لكنه لم يصل إلى حد إعلان الاستقلال رسمياً. كما أن الولايات المتحدة تقرّ بموقف بكين بشأن تايوان، على الرغم من أنها لا "تؤيده"، ولا تعترف بالجزيرة بصفة دولة مستقلة.

ومع ذلك، تعمل واشنطن على تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية الوثيقة مع تايبيه، بما في ذلك عمليات بيع الأسلحة، كما زار سياسيون أميركيون، تايوان مثل رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، ومن جانبها، تنتقد بكين أي تعامل أميركي مع تايوان وتعتبره "تدخلاً" في ما تسمّيه شؤونها الداخلية.

انقسامات في صفوف المعارضة

يُتوقَّع أن يواجه الحزب الديمقراطي التقدمي ومرشحه، نائب الرئيس لاي تشينغ تي، انتخابات صعبة في العام المقبل، إذ كان أداء الحزب ضعيفاً في الانتخابات المحلية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وذلك بعد انتقادات لسياساته الداخلية، بما فيها طريقة تعامله مع جائحة كوفيد-19.

ومع ذلك، فإن نجاح غو في الترشّح رسمياً للرئاسة قد يصب في مصلحة الحزب التقدمي الديمقراطي إذ يقول ييب إن غو إذا نجح في الترشّح رسمياً، فإن ذلك "سيؤدي إلى انقسام المعارضة التي سيصبح لديها ثلاثة مرشحين رئيسيين من خارج الحزب الديمقراطي التقدمي". كما حلّ الحزب الديمقراطي التقدمي في المركز الأولفي استطلاعات الرأي الأخيرة، متقدماً على كل من كو وين جي عن حزب الشعب التايواني (Taiwan People’s Party)، وهوا يو إيه عن حزب الكومينتانغ.

دعا غو في إعلان حملته الانتخابية مرشحي المعارضة الثلاثة إلى الاتحاد ضمن حملة واحدة للإطاحة بالحزب الديمقراطي التقدمي، والسؤال الأهم هو ما إذا كانت المعارضة تريد الفوز حقاً، وقال غو يوم الاثنين: "علينا الاتحاد والتعاون إذا أردنا الإطاحة بالحزب والفوز فعلياً".

وعلّق ييب قائلاً: "لست متأكداً من أن بكين ستكون سعيدة برؤية انقسام المعارضة، إذ إن الحزب الديمقراطي التقدمي هو المستفيد الأول من هذا الانقسام". أثار الانتشار الكبير لشركة فوكس كون في الصين القارية مخاوف من أن بكين قد تضغط على الشركة للتأثير على قرارات غو.

ولم تستجب الشركة على الفور لطلب فورتشن (Fortune) للتعليق، لكنها أشارت في بيان لوكالة بلومبرغ إلى أن "غو قد غادر دفة القيادة بالفعل قبل أربع سنوات ولم يعد يشارك في إدارة الشركة بصورة واقعية".

وأشار مؤسس شركة فوكس كون في إعلانه إلى أن بكين لن تهدد الشركة لأن ذلك من شأنه أن يردع المستثمرين الأجانب عن استثمار أموالهم في الصين.

لكنّه أعرب عن استعداده لتحمُّل تهديدات الصين، وقال: "إذا هدد النظام الشيوعي الصيني بمصادرة ممتلكات الشركة في الصين، لن أردعه عن ذلك، بل سأكون سعيداً؛ لا أمانع التضحية بثروتي الشخصية مقابل إحلال السلام في تايوان".


image
image