المحتوى محمي
Al-Majarra Al-Majarra Al-Majarra
المحتوى محمي
قصة ريادة

كيف تغيّر شركة "هيلو تراكتور" الزراعة من خلال ربط المزارعين بالموارد الأساسية؟

أسس أوليفر شركته في نيجيريا باعتبارها الاقتصاد الأكبر في إفريقيا، والأعلى من حيث عدد السكان، كما تحوي أكبر قدر من الأراضي الزراعية غير المستثمرة في العالم. 

بقلم


money

صورة أرشيفية، جيهيل أوليفر، الرئيس التنفيذي ومؤسس هيلو تراكتور (مصدر الصورة: هيلو تراكتور - تعديل فورتشن العربية)

يعمل جيهيل أوليفر في مجال التمويل ويرتدي ثياب أنيقة تلائم من يعمل في التمويل، وليس مزارعاً أبداً، ولا يعمل في الزراعة إلا عندما يعتني بحديقته المنزلية الصغيرة في مدينة نيروبي في كينيا، حيث يزرع بعض الحبق، وهذا ما أخبر الحضور به يوم الأربعاء في مؤتمر "برين ستورم تيك" (Brainstorm Tech) الذي نظمته "فورتشن" (Fortune) في هالف موون باي في كاليفورنيا. لكن بوجود معرفة بالزراعة أو بغيابها، فإن أوليفر مهتم بتغيير حياة المزارعين في إفريقيا.

تعمل الشركة التي أسسها أوليفر وهي "هيلو تراكتور" (Hello Tractor) على ربط مالكي الجرارات (التراكتور)، إن كانوا يمتلكون جراراً واحداً أو أكثر، مع المزارعين الذين لا يمتلكون هذه الأدوات الزراعية المكلفة والضرورية.

وقال أوليفر أنه عندما ترك قطاع البنوك التقليدية، اتجه إلى التمويل متناهي الصغر، ورغب دائماً بممارسة عمل قيّم بالنسبة له، ومن خلال العمل في قطاع التمويل متناهي الصغر، فقد شاهد أكثر الفئات فقراً التي تخدمها بنوك هذا التمويل، في الوقت الذي لا تقدم هذه البنوك حلولاً للزراعة لأنها قطاع محفوف بالمخاطر برأيهم. لذا فكر حينها بطريقة لتأمين الموارد الأساسية للفلاحين ليخرجوا من دائرة الفقر.

وحينها خطرت له فكرة شركة "هيلو تراكتور".

إذ علّق أوليفر أن هؤلاء الفلاحين لا يستطيعون شراء جرارات في الدول النامية، وباعتبار إفريقيا من أقل مناطق العالم بنسبة المكننة، فإن هذه الأسباب أخرت مواعيد الزراعة لدى الفلاحين، وقللت محاصيلهم، فخسروا دخلهم ودخلوا في حلقة من الفقر.

تربط شركة "هيلو تراكتور" بين مالكي الجرارات والفلاحين الذين يحتاجون هذه الآلات الضرورية، يمكن اعتبار العملية بأنها تطبيق "أوبر" للجرارات لكن بدعم من تكنولوجيا "إنترنت الأشياء" (Internet of Things). تتيح هذه الشركة منصة رقمية للقطاع الذي يعتبر بعيداً عن التكنولوجيا، وتقدم لمالكي الجرارات معلومات عن استخدام الوقود، والصيانة، ومعلومات عن الجرارات المستأجرة عن طريق التطبيق. كما يعمل التطبيق بنظام الدفع المسبق مقابل الخدمة للمستخدمين الذي يريدون إدخال مجموعة من الجرارات لنظام التأجير.

ويضيف أوليفر: يمكنك كسر حلقة الفقر هذه من خلال تأمين الموارد اللازمة لزيادة الإنتاجية وتحسين الأمن الغذائي للمجتمعات المحتاجة، وهذا ما دفعنا لحل هذه المشكلة، والجانب الجيد من المكننة هو أنها تحمي المستخدم من العديد من مخاطر الزراعة.

إذ تقي المستخدم من الظروف الجوية، وأمراض النباتات، والجفاف، ومخاطر السوق، وتقلبات أسعار المنتجات المزروعة، لأن الفلاحين يستفيدون من المكننة بشكل مسبق، ويمكن بناء نموذج عمل استناداً إلى هذا المبدأ، وهذا ما فعلته شركة "هيلو تراكتور".

ساعدت الشركة الفلاحين من خلال تيسير استئجار أكثر من 500,000 فلاح جرارات في 17 دولة.

أسس أوليفر شركته في نيجيريا باعتبارها الاقتصاد الأكبر في إفريقيا، والأعلى من حيث عدد السكان، كما تحوي أكبر قدر من الأراضي الزراعية غير المستثمرة في العالم. 

ويؤمن أوليفر أن نيجيريا بحاجة إلى تنمية قطاع الزراعة خاصتها.

وتبلغ الفجوة في المحاصيل بين معدل المحاصيل في العالم ونيجيريا نحو 50%، والسبب؟ عدم امتلاك المزارعين النيجيريين جرارات.

ولكن قبل أن يؤسس أوليفر شركة "هيلو تراكتور"، فقد اتخذ قراراً خاطئاً ومكلفاً، إذ اتجه في البداية إلى قطاع تصنيع الجرارات، وعمل مع مصنع صيني، انطلاقاً من اعتقاده أنه يمكنهم تصنيع جرارات منخفضة الكلفة والقدرة، وبيعهم في القارة والسوق الذي تحتويه.

وكان ذلك خطأً فادحاً، لكن أوليفر ليس نادماً عليه، إذ اتطلع على معارف لم يفكر بها قبل البدء بالمشروع، وهو مسرور لأنه أغلق الشركة القديمة لكنّه في الوقت ذاته استفاد جداً من التجربة.


image
image