ترك بصمة في الشركة السعودية للصناعات الأساسية "سابك" إحدى أبرز الشركات الصناعية السعودية، وعمل فيها في أوقات لم تكن الرواتب جيدة بما يكفي، وساهم في تطوير أعمالها من خلال توليه مناصب إدارية، فيها أو ضمن شركاتها التابعة.

اتسمت مناصب يوسف البنيان في "سابك" بالتنوع، وتولى أول منصب له أخصائي تطوير أعمال عام 1987، ثم انتقل إلى قطاع الإعلام والاتصال. بعد ذلك تولى منصب المدير التجاري للشركة في الولايات المتحدة الأميركية وأميركا اللاتينية بين 1994 و2002، ثم المدير العام لشركة سابك آسيا الباسيفيك بي تي في سنغافورة منذ 2002 حتى 2005، ثم مدير عام الشركة في منطقة الأميركيتين حتى عام 2007. بعد ذلك، عُين نائباً للرئيس التنفيذي للموارد البشرية بين 2008 و2013 ورئيساً تنفيذياً لوحدة العمل الاستراتيجية للكيماويات من 2013 حتى 2014 ثم نائب الرئيس التنفيذي للمالية وذلك حتى 2015.

وفي عام 2015، تسلم البنيان مجموعة من المناصب في وقت واحد، إذ أصبح عضواً بمجلس إدارة مجموعة تداول السعودية والسوق المالية السعودية "تداول"، ورئيساً لمجلس إدارة شركة سابك للمغذيات الزراعية، ورئيسا تنفيذياً ونائباً لرئيس مجلس إدارة "سابك"، والتي استمر بها حتى عام 2022. وإلى جانب مهامه السابقة عمل رئيساً لمجلس إدارة شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات "ينساب" بين 2015 و2020، ورئيساً لمجلس إدارة الشركة السعودية للحديد والصلب "حديد" منذ 2017 حتى 2019.

يشغل البنيان أيضاً رئاسة مجلس إدارة كل من الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات "جيبكا" وشركة سابك للاستثمار المحلي وتنمية المحتوى "نساند للاستثمار"، ولجنة مصنعي البتروكيماويات، كما أنه رئيس مجموعة الأعمال (B20) لمجموعة العشرين (G20).

ولديه عضويات في عدة مجالس عالمية وسعودية وهيئات، منها عضوية المجلس التأسيسي لمشروع تطوير قطاع مستقبل التنقل، ومجلس إدارة الهيئة العامة للموانئ، ومجلس الأعمال العالمي المنبثق عن منتدى بلومبرغ العالمي للأعمال، إذ كان العضو الوحيد من القطاع الخاص في الشرق الأوسط والمنطقة العربية الذي يحمل هذه العضوية.

يوم التحول

كان يوم 27 سبتمبر/أيلول 2022 يوم التحول بالنسبة إليه، إذ انتقل إلى قطاع مختلف يعتبر من أهم القطاعات في أولويات رؤية المملكة 2030، حيث عُيّن وزيراً للتعليم ليمارس خبرته في صناعة كادر بشري مؤهل يقود المرحلة القادمة من طموح المملكة في الاستثمار بالبشر والاقتصاد المعرفي.

وفي الوقت الذي تطمح السعودية إلى تنمية الصناعة المحلية وتقترب من إعلان استراتيجية وطنية صناعية، سيكون على البنيان، ذي الخلفية الإدارية في القطاع الصناعي، مسؤولية تنشئة جيل قادر على تنفيذ تلك الاستراتيجية بكفاءة عالية وإدارتها بسوية عالية لحمل المملكة نحو أهدافها.

البنيان من الأشخاص الذين يولون التعلم أهمية كبيرة ويتجلى ذلك في النصائح التي أسداها خلال إحدى الفعاليات الخاصة ببرنامج نساند في عام 2019 -مبادرة "سابك" لتقديم الدعم اللازم لرواد الأعمال- حين استعرض ثلاثة دروس استخلصها من مسيرته المهنية في الإدارة أولها الاستمرار في التعلم مهما كانت الشهادات التي يحملها الإنسان ومهما كان ذكياً، أما الدروس الأخرى فهي أن يكون لدى الشخص قيم في العمل، كما نصحهم بعدم الخوف من المستقبل؛ "لأنه أحلى وأجمل لكنه يعتمد على كيف ينظر الشخص إليه".

قطاع التعليم ليس جديداً كلياً على البنيان؛ فهو عضو المجلس الاستشاري لجامعة الملك سعود والمجلس الاستشاري العالمي لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن منذ 2019 كما أنه عضو في مجلس إدارة مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، والبرنامج الوطني لتطوير التجمعات الصناعية.

فلسفته في الإدارة 

قد يعتقد البعض بأن كل ما يبحث عنه الموظف هو الراتب العالي والميزات، لكن البنيان يرى ذلك خاطئاً، فهو يرى أن الإنسان "الطموح يبحث عن منظومة متكاملة، من ضمنها الراتب والنمو والتدريب والتطوير، وأهمها إعطاء الثقة، حسب تصريحه ضمن برنامج "في صورة" على قناة روتانا خليجية. كما تحدث عن الدروس التي تعلمها من أول رئيس لمجلس إدارة "سابك"، غازي القصيبي، وأبرزها أن الرئيس الذي لا تتعلم منه لا يعتبر رئيساً، بالإضافة إلى أهمية احترام الوقت.

البنيان حاصل على بكالوريوس في الاقتصاد من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وماجستير في الإدارة الصناعية من جامعة بريدجبورت في أميركا، وشهادة تنفيذية من كلية سلون للإدارة التابعة لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.

احتل البنيان المرتبة السابعة في قائمة أقوى الرؤساء التنفيذيين بالشرق الأوسط لعام 2021 ضمن قائمة فوربس العالمية، وذلك على أثر تسجيل "سابك"، في أثناء توليه منصب نائب رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي، إيرادات بلغت 31.1 مليار دولار خلال عام 2020، فما الذي ينتظر قطاع التعليم السعودي؟