المحتوى محمي
المحتوى محمي
وجه

شيلا الرويلي المرأة التي تولت دفات القيادة في كبرى المؤسسات السعودية

تمكنت الرويلي من أن تصبح واحدة من أبرز النساء اللواتي يشغلن مناصب رفيعة في المملكة، فهي أول سعودية تشارك في رسم السياسة النقدية السعودية

بقلم


money

شيللا الرويلي، عضو مجلس الإدارة في البنك المركزي السعودي (مصدر الصورة: فورتشن العربية)

تحدت السعودية شيلا الرويلي نفسها وغامرت بتغيير مخططاتها من افتتاح مكتب هندسي إلى دخول أحد مجالات العمل التي يهيمن عليها الرجال، لتستطيع أن تضع علامة فارقة ضمن مجال التمويل والاستثمار مع إحدى أكبر شركات الطاقة والكيميائيات المتكاملة في العالم. 

صقلت شخصيتها وأثبتت جدارتها واستخلصت الدروس من الفرص التي مكنتها من أن تصبح واحدة من أبرز النساء اللواتي يشغلن مناصب رفيعة في المملكة. فهي أول سعودية تشارك في رسم السياسة النقدية السعودية، إذ عُينت في يونيو/حزيران الماضي عضواً في مجلس إدارة البنك المركزي السعودي لتكون أول امرأة سعودية تشغل هذا المنصب.

اختارت الرويلي أن تعمل في مجال الاستثمار والتمويل ولم تقبل إلا أن تخوض تحدياً من العيار الثقيل بالعمل في شركة أرامكو السعودية، إذ تنقلت في الفترة ما بين 1998 و2006 بين عدة مناصب فيها هي: متداولة في أسواق المال، ومحللة للعملات الأجنبية، ثم محللة مالية لتمويل المشاريع، ومن ثم سنحت لها الفرصة بتجربة أول منصب قيادي لها، حين عينت عام 2006 أمينةً لخزانة في شركة أرامكو للخدمات.

فُتحت الأبواب أمامها لتولّي المزيد من المناصب القيادية، وبعد عام فقط من توليها منصب أمينة الخزانة انتقلت إلى رئاسة قسم إدارة الاستثمار وإدارة الخزانة واستمرت بهذا المنصب 8 أعوام من 2008 حتى 2016.

بخطوات متسارعة، تدرجت من إدارة المخاطر في إدارة الخزانة بين 2016 و2017، ثم إلى إدارة التحليل العالمي بين 2018 و2019، لتصبح جزءاً من شركة وصاية العالمية للاستثمار "وصاية" التي تعتبرها "أحد أهم إنجازاتها". مهارات الرويلي القيادية انصهرت مع معارفها في مجال التمويل والاستثمار، ما دفع أرامكو لإشراكها في قيادة فريق إنشاء شركة وصاية العالمية للاستثمار "وصاية" -التي تُعنى بإدارة الاستثمار العالمي واستثمار صناديق التقاعد الخاصة بأرامكو- قبل أن تتولى منصب الرئيس التنفيذي لها في عام 2019.

إضافة إلى رئاستها لشركة وصاية وعضويتها في المركزي السعودي، فإن شيلا التي تبلغ من العمر 56 عاماً، عضو في شركة حصانة الاستثمارية "حصانة" وشركة أرامكو لإدارة الاستثمار، كما أنها تشارك في صياغة سياسات أرامكو من خلال عضويتها في اللجنة التوجيهية للتنوّع والشمول، وسبق أن كانت عضواً في مجلس إدارة البنك الأهلي السعودي بين مايو/أيار 2021 ويونيو/حزيران 2022.

الرويلي عضو مجلس الإدارة في البنك المركزي السعودي، والتي تعمل رئيسة تنفيذية في "وصاية" وعضوة في مجلس إدارة "حصانة" وأرامكو لإدارة الاستثمار جنباً إلى جنب مع بعض "أكثر القادة والخبراء إلهاماً وخبرة" حسب تصريح سابق لمؤسسة هارت إنيرجي، التي تعنى بنشر الأبحاث في مجال الطاقة، اكتشفت بداية تعيينها أنها بحاجة تعزيز بعض الصفات الشخصية لها، إذ قالت: "ككل السيدات اللواتي يدخلن مجال عمل يهيمن عليه الرجال من الضروري أن تبذل المرأة المزيد من الجهد لتثبت قدرتها على تحقيق نتائج مماثلة لأقرانها". مضيفة أنها عملت على تعزيز ثقتها بنفسها، وركزت على أن تكون شخصيتها حازمة وملتزمة ومرنة ومتعاونة أيضاً حتى يتقبلها الآخرون ويتعاونوا معها.

الرويلي حاصلة على بكالوريوس في هندسة العمارة الداخلية من جامعة الملك فيصل في السعودية عام 1987، وبعد عشر سنوات حصلت على شهادة ماجستير في الإدارة المالية من الجامعة الأميركية في بيروت، كما تحمل ماجستير في إدارة الأعمال عام 2018 من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) في أميركا.

المناصب التي شغلتها الرويلي في سنوات عملها الأولى مكنتها من نهل معارف متنوعة منحتها رؤية شاملة في مجال عملها قاطعتها مع مهاراتها الشخصية.

ترى الرويلي، المصنفة ضمن أفضل 25 امرأة مؤثرة في مجال الطاقة 2021 بقائمة هارت إنيرجي، أن عملها في مجال التمويل والاستثمار من أكثر الوظائف إثارة التي لا تترك أي لحظة مملة في اليوم، ويبدو أن الإثارة لم تتوقف عند الوظائف التي حصلت عليها في أرامكو، خاصة أن تعيينها في المركزي السعودي يأتي في وقت تشهد فيه السياسات النقدية لحكومات دول العالم اختباراً جدياً نتيجة صعوبات فرضها الوضع الاقتصادي العالمي الناشئ عن النزاع في أوكرانيا.


image
image