المحتوى محمي
المحتوى محمي
قصة ريادة

"باي موب" شريكة المنافسين نحو مجتمع غير نقدي

تحاول "باي موب" تحقيق الشمول في حلول الدفع الرقمي والتحول إلى مجتمع غير نقدي. 

بقلم


money

آلان الحاج، إسلام شوقي، مصطفى منيسي، مؤسسو باي ماب (مصدر الصورة: فورتشن العربية)

منذ 7 سنوات بدأت محاولات شركة "باي موب" المصرية للعمل على بناء مجتمع غير نقدي يعتمد حلول الدفع الرقمي في مختلف تعاملاته.

ولتحقيق هدفها، وجهت الشركة المصرية عملها في منحيين أساسيين، هما: إعداد بنية تحتية لشركات الاتصالات تتيح لها إطلاق محافظ الدفع الرقمي، ومساعدة التجار والشركات الصغيرة والمتوسطة في تحصيل مدفوعاتهم رقمياً، إضافة إلى تقديم خدماتها للأفراد.

الطموح الذي تسعى "باي موب" لتحقيقه تكونت أولى ملامحه عندما حاول المؤسسون، إسلام شوقي وإلين الحاج ومصطفى المنيسي، إنشاء متجر إلكتروني، لكنهم تراجعوا عندما واجهوا صعوبة في مسألة الدفع الرقمي والتعامل مع البنوك في هذا الصدد، فوجهوا أنظارهم إلى العمل لتأسيس شركة تحل المشكلة التي واجهوها في تنفيذ الفكرة الأولى، لتنطلق الشركة المصرية بشكل رسمي في 2015.

تتركز مهمة الشركة في مساعدة التجار بتحصيل أموالهم عبر الدفع الرقمي من خلال الهواتف المحمولة بدل الدفع الكاش ولا سيما عند البيع أونلاين عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثل "إنستغرام" و"فيس بوك"، إضافة إلى أن الشركة تدعم من لديهم متاجر على الأرض.

توسيع قاعدة الدفع الرقمي

رغم احتدام المنافسة في سوق حلول الدفع الرقمي الذي ينمو بتسارع ويشهد ولادة العديد من المنصات والشركات والتطبيقات في مصر والمنطقة، إلا أن لمؤسسي "باي موب" منظوراً مختلفاً حول فكرة المنافسة، حيث يرون الدفع النقدي هو المنافس، والعاملين في المجال شركاء في مشروع التحول إلى الدفع الرقمي لا منافسين. 

وفي سباقها للتحول إلى مجتمع غير نقدي، تحاول "باي موب" تطبيق هدفها الرئيسي معتمدة إلى جانب توجهها الأساسي بتقديم خدمات الدفع الرقمي عبر المحافظ الإلكترونية، على عدة أمور:

  • الوصول إلى شريحة كبار السن والأرامل عبر مساعدتهم بالحصول على معاشاتهم رقمياً. ومن أجل ذلك أطلقت الشركة المصرية خدمة "فودافون كاش" بالتعاون مع "بنك ناصر الاجتماعي" وشركة "فودافون".
  • إطلاق منصة "أكسبت" في 2019 والتي تستهدف تسهيل الدفع الرقمي للأعمال التجارية المختلفة، بحيث يمكن للزبائن الدفع عن طريق انترنت أو بالمحلات أو عند توصيل الخدمة، ويمكن لأصحاب الأعمال التجارية تتبع المدفوعات من خلال بوابة "أكسبت" الإلكترونية. 
  • تنويع الحلول الرقمية المقدمة لأصحاب الأعمال التجارية مثل: أنظمة الدفع الرقمي بالتقسيط، وتتاح للعملاء وحتى لمن لا يملكون حسابات بنكية. وخدمات دفع الأجور والمدفوعات الشهرية رقمياً التي تتناسب مع عملية دفع الشركات لرواتب العاملين سواء الموجودين في الشركة أم المستقلين. إضافة إلى مساعدة المشاريع والشركات بدمج حلول الدفع الرقمي في تعاملاتها.

عام التحول

في السنوات الأولى من انطلاقها، كانت "باي موب" تسير بخطوات صغيرة على طريق تحقيق هدفها المتمثل بـ "مجتمع غير نقدي"، ففي البدايات انطلقت برأسمال قدره 10 آلاف جنيه مصري (حوالي 540 دولاراً).

وتسارعت خطوات الشركة المصرية الناشئة تدريجياً، لكن المرحلة الفاصلة في تضاعف نموها كان في 2020، وقد يكون لما أفرزته جائحة كوفيد–19 أثر في ذلك من حيث التوجه أكثر لإنجاز الأعمال رقمياً في مختلف القطاعات ومن ضمنها التعاملات المالية.

ودخلت "باي موب" عام 2020 بـ 1,000 تاجر، وأنهته بـ 25 ألف، ووصلت لأكثر من 10 بنوك في مصر وبلغ حجم العمليات المالية التي تمت عبر الشركة 5 مليارات دولار، وفق حديث شوقي لـ "جريدة المال تي في" في أبريل/نيسان 2021. وهذا النمو المتسارع وجه أنظار المستثمرين إلى الشركة المصرية الناشئة أكثر.

وقد وصل التمويل الذي جمعته العام الماضي 2021 إلى 18.5 مليون دولار حصدته في جولة تمويلية على دفعتين الأولى 3.5 مليون دولار في 2020، والثانية 15 مليون دولار العام الماضي، بقيادة شركة "غلوبال فنتشرز" الإماراتية للاستثمار وبمشاركة من "أيه 15" ( A15) و "إف إم أو" (FMO). 

وفي مايو/أيار الجاري 2022، حصدت 50 مليون دولار بقيادة "بايبال فنتشرز" (PayPal Ventures) و"كورا كابيتال" (Kora Capital).

نمت الشركة وتوسعت لتصل نسبة أعمالها في معالجة البنية التحتية لمحافظ الهاتف المحمول الرقمية إلى أكثر من 85% من حصة السوق في حجم المعاملات بالسوق المصرية وزاد عدد موظفيها ليصل لحوالي 560 موظفاً، بعد أن كانوا 3 هم المؤسسون في 2015، وكذلك على المستوى الجغرافي توسعت خارجاً لتصل إلى فلسطين والأردن وباكستان وكينيا، مع طموح لدخول السوق الخليجية التي تحتدم فيها منافسة شركات الدفع الرقمي والتقنية المالية.

من تجربة "باي موب"

تلخص تجربة "باي موب" المصرية درسين في ريادة الأعمال ونجاح المشاريع الناشئة، الأول بالمرونة العالية التي يجب أن يتحلى بها رواد الأعمال وعدم التمسك بأول فكرة بالضرورة إن واجهت عقبات يمكن أن يكون العمل على حلها عبارة عن مشاريع أنجح، فسمة الشركات الناشئة الناجحة إيجاد الحلول للمشكلات. والدرس الثاني هو النظر إلى العاملين في ذات المجال في السوق وكأنهم شركاء يمكن الاستفادة منهم في الوصول إلى الهدف المشترك والذي يعود بالفائدة على جميع المشاركين في هذا السوق.


image
image