المحتوى محمي
Al-Majarra Al-Majarra Al-Majarra
المحتوى محمي
قصة ريادة

فلوراناو تقود رقمنة قطاع الزهور من الإمارات والسعودية إلى العالمية

كان قطاع الزهور يدار بطرق تقليدية ويتضمن حلقات كثيرة لا تضيف قيمة بدءاً من قطف الزهرة حتى وصولها لمحل الزهور، وكل حلقة تضيف تكلفة ووقتاً وتؤثر على جودة المنتج لأنها تستغرق وقتاً طويلاً، ومن هنا انطلقت فلوراناو.

بقلم


money

شريف مزايك، المؤسس والرئيس التنفيذي في منصة فلوراناو (مصدر الصورة: فورتشن العربية)

تأسست منصة فلوراناو (Floranow) في 2017 بالإمارات، لرقمنة قطاع الزهور الذي يصل حجمه بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى 1.15 مليار دولار وفقاً لدراسة للسوق قامت بها الشركة التي تستهدف أن تكون اللاعب رقم واحد في هذا القطاع بالمنطقة والانطلاق للعالمية، وفقاً للمؤسس والرئيس التنفيذي شريف مزايك.

البداية المبكرة مع الزهور

بدأ مزايك في العمل بقطاع الزهور في سن مبكرة، حسب حديثه مع فورتشن العربية، إذ إن والده ووالدته أنشآ محل زهور باسم أليسار فلاورز (Alisser Flowers) في الأردن عام 1979، ثمّ تحول إلى سلسلة محلات مازالت تعمل حتى الآن.

عمل مزايك مع أسرته في محل الأزهار إلى أن التحق بالجامعة لدراسة الهندسة الصوتية والإخراج السينمائي بالولايات المتحدة الأميركية، ولم يعمل في مجالي دراسته سوى فترة قصيرة عقب التخرج، وعندما عاد إلى الأردن بعد الدراسة في عام 1993 جذبه قطاع الزهور مرة أخرى، فقرر أن يعمل به لمدة لفترة محددة، لكنه لم يستطع أن يتركه حتى الآن.

يشير مزايك إلى أنه عمل في كل ما له علاقة بقطاع الزهور، كالتعامل مع المزارع والتصدير ومبيعات التجزئة وتزويد المزارعين بالمواد الأوّلية للزراعة، وأصبحت لديه خبرة بكل تفاصيل قطاع الزهور.

انطلاق فكرة فلوراناو

البداية المبكرة لمزايك في قطاع الزهور جعلته يطلع على كل تحديات القطاع، حسب حديثه، حيث كان العمل بالقطاع يتم بأدوات قديمة، من ناحية العمليات التجارية والاتصال بين البائع والمشتري أو المزارع مع أصحاب المحلات. التعامل بالطرق التقليدية داخل القطاع من خلال انتظار المزارع للمشتري أو بحث المشتري عن المَزارع التي تورد الزهور، جعل هناك حلقات كثيرة لا تضيف قيمة بدءاً من قطف الزهرة حتى شحنها لمحل الزهور، وتلك الحلقات، من تخزين الزهور والبحث عن مشترين ثم البحث عن وسائل شحن، كلها تضيف تكلفة ووقتاً قد يطول لأسبوع ما يؤثر على جودة الأزهار؛ بسبب عدم تخزينها بطرق صحيحة وطول الوقت الذي يستغرقه وصولها إلى محل الزهور.

انطلاقاً من ذلك، فكر مزايك في إطلاق منصة إلكترونية مدعومة بالتكنولوجيا الحديثة تربط المزارع بالمشتري بأسرع وقت، وتوفر ظروف تبريد أفضل للزهور وتقدم أفضل سعر.

يقول مزايك "نظراً لأنني عملت بأدوار مختلفة، كمزارع وبائع ومزود للمواد الزراعية ومزود لمحلات التجزئة، استطعت فهم مشاكل القطاع، ولذلك أطلقت فلوراناو لتحل جزءاً كبيراً من تلك المشاكل".

أطلق مزايك فلوراناو بالإمارات العربية المتحدة، وبالتحديد في مركز دبي للزهور بمطار دبي الدولي، وعن سبب اختياره الإمارات لإطلاق منصته أشار إلى أن هذا المركز تم بناؤه خصيصاً للتعامل مع المواد الطازجة أو القابلة للتلف، وقد كانت شركة العائلة أليسار من أوائل الشركات العربية التي تواجدت في المركز عام 2006. تلك التجربة شجعته على إطلاق المنصة من نفس المركز، كما أن دبي تعتبر مركزاً إقليمياً للشحن والخدمات اللوجستية، وتوفر البنية التحتية لإنشاء الشركات واستقطاب المواهب، وفقاً لوصفه.

تحدي تغيير عقلية المزارعين والمشترين

واجهت الشركة تحدياً في تحويل نمط الشراء والعرض من نظام تقليدي غير مؤتمت إلى رقمي، حسب مزايك، إذ يشير إلى أن إقناع البائع والمشتري بالتعامل من خلال منصة رقمية جديدة كان صعباً في البداية، ولكن فكرة تقليل المنصة للمدة التي يستغرقها وصول الزهور من المزرعة لمحل الزهور إلى 3 أيام بعد أن كانت من 6 إلى 7 أيام جذبتهم في النهاية للتعامل مع فلوراناو.

تعرض فلوراناو منتجات المزارعين عبر منصتها إلكترونياً، ليختار البائعون ما يريدونه، ثم تقوم المنصة بشراء الزهور المختارة ونقلها من خلال شاحنات مخصصة للنقل المبرد من المزارع إلى البائع.

يضيف مزايك إن توفير سلسلة التبريد وشركات الشحن والتوصيل، غيرت من عقلية المزارعين والمشترين، إذ وجدوا أن التعامل بينهم يتم بأسرع وقت، وأثبتت المنصة أن فكرتها سليمة وتحل مشاكل واضحة وتقدم حلولاً عملية وفعالة للقطاع.

أما عن تحديات السوق بشكل عام، فيشير إلى عدم كفاية حلول تمويل مشتريات الشركات الصغيرة والمتوسطة، إذ تحتاج تلك الشركات أحياناً إلى من يمولها حتى تستطيع شراء المنتجات التي تحتاجها، كما كان ثمة تحدٍّ في ارتفاع أسعار الشحن الجوي عقب انتشار كوفيد-19، ولكن هناك بعض التحسن مؤخراً حيث بدأت الأمور تتجه للوضع الصحيح.

أرقام حققتها الشركة

استطاعت الشركة منذ تأسيسها ربط شبكة عالمية من المزودين بالزهور من كينيا وهولندا وكولومبيا وإثيوبيا والأكوادور وجنوب إفريقيا مع المشترين، وفقاً لمزايك الذي يشير إلى أن المنصة أصبحت تعرض أكثر من 12 ألف منتج من خلال منح مساحة لكل مزرعة لعرض منتجاتها، واستطاعت التعامل مع أكثر من 1,200 شركة عاملة في قطاع الزهور بالإمارات والسعودية والكويت، ووصلت إلى مشترين في حوالي 20 دولة يشترون من شبكة المزارعين التي توفرها فلوراناو، وقامت المنصة بأكثر من 150 ألف طلب.

جذبت الشركة استثمارات بقيمة 8 ملايين دولار، حسب مزايك، إذ يشير إلى أن أول استثمار حصلت عليه كان مليون دولار في 2018، ثم 3 ملايين دولار في 2019، وأخيراً 4 ملايين دولار في 2021.

وأضاف إن خبرته هو وفريق عمله وقدرتهم على إثبات نجاح فكرة الشركة ساعدتا على جذب رؤوس الأموال.

التوسع بالسعودية

في يونيو/حزيران 2023، استحوذت فلوراناو على شركة بلوماكس (Bloomax)، أكبر موزّع بالجملة للزهور في السعودية، ويشير مزايك إلى أنها ثاني عملية استحواذ تقوم بها فلوراناو بالسعودية، إذ استحوذت في 2021 على مزارع أسترا (Astra Farms)، أكبر منتج للزهور في الشرق الأوسط وواحدة من أكبر اللاعبين في السوق السعودية، والتي كانت مدخل فلوراناو للوجود بالسوق السعودية.

يضيف مزايك إن شركته عندما قررت التوسع بشكل أكبر في المملكة السعودية أجرت دراسة للسوق، ووجدت أن بلوماكس من أكبر اللاعبين بقطاع الزهور، وهي رقم واحد في مناطق كبيرة بالمملكة وتقدم خدماتها في 7 مدن، ولديها شبكة توزيع كبيرة وقدرة شرائية مرتفعة، ورأى مزايك أن الاستحواذ عليها يعطي فلوراناو الفرصة للتوسع بالمناطق التي تقدم بلوماكس خدماتها فيها وتصبح الشركة بذلك اللاعب رقم واحد بالسوق السعودية.

تعتبر بلوماكس أكبر موزع بالجملة للزهور في المملكة العربية السعودية، ولديها إمكانية الوصول إلى مجموعة واسعة من الزهور لتلبية احتياجات عملائها من محلات بيع الزهور.

المنافسة

يشير مزايك إلى أن فلوراناو كانت سبّاقة في قطاع الزهور من ناحية ظهورها قبل أي منصة أخرى إضافة إلى حجم المنتجات التي تعرضها، ولا ينكر ظهور منصات رقمية تحاول أن تبني على النموذج الذي قدمته، ويرى أن ذلك عامل إيجابي؛ إذ إن فلوراناو قد فتحت الطريق أمام القطاع ليتجه نحو التحول الرقمي بدلاً من الأساليب القديمة، وظهور منصات أخرى بالقطاع يعد تأكيداً على نجاح النموذج الذي قدمته فلوراناو.

تقدم فلوراناو خدماتها للشركات (B2B)، ولا تخطط للتعامل مع المستهلك مباشرة، إذ يشير مزايك إلى أن الشركة تفضل تمكين الشركات، كما ترفض الشركة أن يكون لديها مزارعها التي تعتمد عليها لبيع الزهور للشركات، حيث يرى مزايك أن فلوراناو يجب أن تحافظ على موقع محايد بين المزارعين، ولا تضع نفسها في موقع المنافس لهم، فكان قرارها عدم شراء مزارع خاصة.

خطط المرحلة القادمة

الشركة بصدد بناء مراكز توزيع بالسعودية والكويت، وتخطط لتوسيع شبكة التوزيع لديها، وفقاً لمزايك، إذ يقول إنه يريد التوسع بفلوراناو ببقية دول مجلس التعاون الخليجي، وبالتحديد قطر وسلطنة عُمان، بينما ستكون موجودة بباقي دول الشرق الأوسط رقمياً، حيث يمكن تشبيك مزارع في كينيا مع مشترٍ بمصر أو أي مكان آخر، كما توفر خدمات الشحن لأي مكان دون أن يكون لديها وجوداً على الأرض.

لدى فلوراناو هدفان تسعى لتحقيقهما، حسب مزايك، الأول هو خلق لاعب إقليمي يوحّد قطاع الزهور عبر جمع البائع والمشتري وإتاحة الشحن في مكان واحد، ويوفر له سلاسل التبريد التي تحافظ على جودة المنتج، ويحسّن من الوضع الحالي بشكل جذري، ويعمل على رقمنة القطاع.

الهدف الثاني هو الخروج بالمنصة إلى خارج المنطقة العربية، والاستمرار في ربط شبكة المزارعين العالمية الموجودة على فلوراناو بمشترين في السوق العالمية.

يؤكد مزايك أنه ليست هناك حدود لما يمكن أن تصل إليه فلوراناو، إذ إنها تمتلك المنتج والتكنولوجيا والمنصة وحلول النقل، وبالتالي لديها فرصة كبيرة للوصول إلى مشترين في أكبر عدد من الدول على مستوى العالم.


image
image