المحتوى محمي
المحتوى محمي
قصة ريادة

كيف تساعد شركة "رانواي" الناشئة المسافرين على السفر بأمان بعد الجائحة؟

تبلغ تكلفة خدمات شركة "رانواي" 30 دولاراً لكل استشارة، وتُسعّر جميع أدوية السفر بسعر 130 دولاراً أو أقل.

بقلم


money

جوش روم، مؤسس شركة "رانواي" (مصدر الصورة: فورتشن العربية)

هذا المقال جزء من سلسلة "ستارت أب يير وان" (Startup Year One)؛ وهي سلسلة مقابلات خاصة مع المؤسسين حول أهم الدروس التي تعلموها في السنة الأولى بعد تأسيس شركاتهم.

لا أحد يريد أن يمرض أثناء الإجازة، لذا تريد شركة الخدمات الصحية عن بُعد الجديدة هذه أن تجعل الرعاية الطبية أسرع وبأسعار معقولة للمسافرين.

انطلقت شركة "رانواي" (Runway) الناشئة مؤخراً، وتصف الشركة نفسها بأنها خدمة للرعاية الصحية عن بعد متاحة في كل زمان ومكان حول العالم طالما هناك اتصال بالإنترنت، وتزوّد هذه الشركة العملاء بوصفات طبية قائمة على استشارات طبية عبر الإنترنت مع أطباء متخصصين، وتغطي الوصفات ما لا يقل عن خمسة من أكثر أمراض السفر شيوعاً، وهي: دوار المرتفعات، ودوار الحركة، والأرق، والملاريا، وإسهال المسافرين.

وتبلغ تكلفة خدمات شركة "رانواي" 30 دولاراً لكل استشارة، وتُسعّر جميع أدوية السفر بسعر 130 دولاراً أو أقل، وتُقارِن الشركة أسعار خدماتها بمتوسط يتراوح بين ​​200 إلى 500 دولار في معظم زيارات العيادات عند السفر.

ومع استمرار تغيُّر القواعد المتعلقة بجائحة كوفيد يومياً (إن لم يكن كل ساعة) من بلد إلى آخر، فإن المنصة الصحية للسفر التي توفّرها شركة "رانواي" عبر الإنترنت تهدف إلى تزويد المسافرين وشركات السفر بمعلومات مبسطة حول الشروط الطبية لدخول البلدان المختلفة، وتوصيات اللقاح، وتوصيات الدواء.

شارك المؤسس جوش روم مؤخراً مع "فورتشن" (Fortune) المزيد حول إطلاق مشروع جديد يمزج بين السفر والرعاية الصحية عن بُعد، ما يجعله من المتوقع أن يكون (أو على الأقل نأمل أن يكون) موسم انتعاش مزدحم لقطاع السفر.

اختُصرَت هذه المقابلة وعُدّلت لضمان الوضوح.

فورتشن: هل يمكنك مشاركة القليل عن خبرتك المهنية قبل إطلاق شركة "رانواي"؟

روم: بدأت مسيرتي المهنية في شركة "أدوبي" (Adobe)، حيث ساعدت الناشرين على رقمنة سير عمل المطبوعات التقليدية من خلال إطلاق منتج جديد يدعى "ديجيتال ببليشنغ سويت" (Digital Publishing Suite)، وكان العمل بعقلية الشركات الناشئة تحت مظلة شركة أوسع تجربة فريدة ومثيرة حقاً، وتعلمت الكثير عن بناء المنتجات والتوسّع فيها وأهمية دمج العمليات والتوثيق من البداية.

انضممت بعد ذلك إلى شركة "باتاغونيا للصناعات الدوائية" (Patagonia Pharmaceuticals)، وهي شركة ناشئة أسسها أبي وأخي قبل بضعة أشهر فقط من انضمامي، وهي شركة صناعات دوائية متخصصة تطوّر علاجات موصوفة مبتكرة لأمراض الجلد النادرة، تولّيت في هذه الشركة مهمة قيادة تطوير الأعمال ونجحت في تأمين صفقة ترخيص دولية بقيمة تزيد عن 100 مليون دولار، ثم الحصول على منحة من "إدارة الغذاء والدواء" الأميركية (FDA) بقيمة 1.5 مليون دولار، وفي نهاية المطاف بيع أصول شركة "باتاغونيا" الرئيسية لتصبح شركة أمراض جلدية عامة في عام 2019.

لطالما كنت مسافراً ومغامراً شغوفاً طوال حياتي، حيث زرت أكثر من 60 دولة في ست قارات، وأبحرت حول العالم ضمن برنامج "فصل دراسي في البحر" (Semester at Sea) الأكاديمي الذي تنظّمه "جامعة ولاية كولورادو" الأميركية، وتسلّقت جبالاً مشهورة مثل كليمنجارو وتوبكال،

كما أن السفر من سماتي المميزة، لذلك سعيت إلى مواءمة ذلك الشغف بشكل أفضل مع حياتي المهنية، فأطلقت في عام 2019 وكالة "سيتي سبيك" (CitySpeak)، التي بدأت بشكل نشرة إخبارية يومية عن السفر وتحولت لاحقاً إلى وكالة سفر صغيرة.

وانضممت إلى واحدة من أكبر شبكات وكلاء السفر في الولايات المتحدة وبدأت في توسيع شبكتي في مجال السفر، حيث كنت ألتقي بصورة يومية بشركات تنظيم رحلات سياحية من جميع أنحاء العالم، وأصحاب فنادق أطلقوا عقارات جديدة ومثيرة، ورحّالة آخرين يشاركونني شغف السفر، ومستشاري سفر.

ومن خلال مسيرتي المهنية التي تغطي قطاعات التكنولوجيا، والأدوية، والسفر، كان لدي خبرة فريدة ساعدتني في تأسيس شركة "رانواي". على الرغم من انخفاض معدّل السفر خلال الجائحة، شهد قطاع الخدمات الصحية عن بعد نمواً غير مسبوق، ما الذي ألهمك لتأسيس شركة "رانواي" التي يتقاطع فيها المجالان المذكوران؟ بعد الخروج الناجح من شركة الصناعات الدوائية، ظهرت فكرة شركة "رانواي" حتى قبل الجائحة، حيث كانت الفكرة نتيجة للحاجة التي وجدتها أثناء إدارة وكالة السفر الخاصة بي، فبعد حجز إجازة شهر عسل في بالي، أو رحلة سفاري عائلية، أو رحلة أب وابنه لاستكشاف مدينة ماتشو بيتشو الأثرية، فإن السؤال الأول الذي يطرحه العميل هو بشأن احتياجات الدواء أثناء الرحلة.

وفي تلك الفترة، كل ما أمكنني فعله هو أن أقترح عليهم "التحدث إلى طبيبهم" أو "الاتصال بعيادة محلية للمسافرين". لكن البنية التحتية لعيادات السفر ضعيفة للغاية لدرجة أنني لم أستطع التوصية بعيادة معينة، وبصفتك مستشاراً للسفر، فإن وظيفتك هي أكثر بكثير من مجرد حجز الفنادق والرحلات الجوية، إذ يجب أن يكون لديك فهم كامل لأسلوب سفر عملائك، وتوقّع احتياجاتهم، وتقديم اقتراحات من شأنها تحسين تجربة سفرهم، قبل الرحلة، وخلالها، وبعدها.

وقد طُرِح هذا السؤال عليّ كثيراً لدرجة أنني قررت البحث في البيانات أكثر، واكتشفت أن فئة "صحة السفر" حازت في الواقع اهتماماً أكبر من الضعف الجنسي وتساقط الشعر مجتمعين، ونظراً لأنني كنت على دراية بالنمو المذهل لمنصات الرعاية الصحية عن بُعد الأخرى التي توفّر خدماتها للمستهلكين مباشرة، فقد اعتقدت أن هناك فرصة فريدة لبناء علامة تجارية تتعلق بصحة السفر.

كنت أريد رؤية كيف يتغير السفر بشكل مباشر في مرحلة ما بعد الجائحة، لذا أنهيت عقد الإيجار في مانهاتن بنيويورك وحزمت أمتعتنا في السيارة مع زوجتي، وطفلنا البالغ من العمر ستة أشهر، وكلبنا من فصيلة "لابرادوودل" (labradoodle).

وأمضيت الأشهر الثمانية عشر التالية أجوب الولايات المتحدة، كما عشت في المكسيك، وقضيت بعض الوقت في البرتغال، اكتشفت بسرعة أن وعينا تجاه صحتنا وسفرنا سيتغير إلى الأبد.

وأدركت أننا في خضم تحوّل نموذجي سيدفعنا إلى أخذ الاعتبارات المتعلقة بالصحة أثناء السفر بالحسبان دائماً، وعلى الرغم من أنني كنت واثقاً خلال الجائحة أن قطاع السفر سيتعافى بصورة هائلة، إلا أن النمو المتزامن للرعاية الصحية عن بُعد ولا سيما الرعاية الصحية عن بُعد للمستهلكين مباشرةً قد منحني فرصة فريدة في وقت ملائم لتأسيس شركة تتوافق تماماً مع شغفي.

فورتشن: من المتوقّع أن يعود السفر كما كان هذا الصيف، ولكن لا يزال هناك الكثير من قيود كوفيد المتفاوتة بين الدول، كيف يمكن أن تساعد شركة "رانواي" في هذه الحالات؟

روم: ليس متوقعاً أن يعود السفر كما كان فحسب، بل إننا نشهد بالفعل أكثر موسم سفر ازدحاماً على الإطلاق، والمناطق التي أُغلِقت لسنوات مضت تفتح مرة أخرى لأول مرة، وبدلاً من التركيز على المناطق المحظورة، فإننا نسلط الضوء على البلدان المنفتحة التي تتوقع طلباً قوياً على السفر.

من خلال إنشائنا لمنصة السفر التي توفّر تجربة متخصصة لكل وجهة سياحية، فإننا نعمل على تطوير منصة للمسافرين ومزوّدي الرحلات ونخطط لتصبح هذه المنصة المصدر الأول للمعلومات المتعلقة بصحة السفر، لنفكّر بالمنصة كالآتي: تخيّل أن يجتمع "مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" (CDC) مع موقع الحكومة الأميركية المتخصص في السفر "travel.state.gov" من خلال منتج سهل الاستخدام.

نظراً لأننا نعمل في هذا القطاع، فإننا ندرك تماماً الحاجة إلى مثل هذه المنصة ونحن متحمسون للاستفادة من مواردنا لتقديم نظرة ثاقبة حول المتطلبات الطبية لدخول البلدان المختلفة، والتوصيات المتعلقة باللقاحات والأدوية، بالإضافة إلى معلومات وتوصيات إضافية بشأن السفر.

وفي ظل تغيّر شروط السفر باستمرار بسبب الجائحة، فقد صمّمنا منصتنا الخاصة للسفر من أجل عرض محتوى يعالج الأسئلة الشائعة بشأن هذه الشروط ويقدم النصائح وفقاً لذلك، ولدينا حالياً مع إطلاق الشركة 20 صفحة، كل واحدة منها مخصصة لبلد معين، ونعمل باستمرار على زيادة المحتوى بسرعة.

فورتشن: كيف تموًّل الشركة؟ هل هي ممولة ذاتياً أم أنك حصلت على تمويل من مستثمرين؟ كيف كانت عملية جمع التمويل لشركتك؟

روم: دخلت شركة "رانواي" منذ اليوم الأول لها في شراكة مع شركة "باريتو هولدينغز" (Pareto Holdings)، وهي شركة استثمار واحتضان أسسها جون أورينغر وإدوارد لاندو.

وبالإضافة إلى شركة "باريتو"، كنت أرغب في توسيع جدول رأسمال الشركة (أي زيادة عدد المستثمرين) لدينا من خلال العمل مع مستثمرين استراتيجيين عبر مجموعة واسعة من القطاعات، وأنا فخور بأن أخبركم أننا تلقّينا استثمارات من مجموعة مذهلة من المؤسسين والمدراء التنفيذيين من شركات رائدة في مجالاتها مثل "آر إكس بار" (RXBar)، و"سويتغرين" (Sweetgreen)، و"أليس هوسبيتاليتي" (Alice Hospitality)، و"سوفت بنك" (Softbank)، و"جيري ميديا" (Jerry Media)، و"سيلينا" (Selina)، و"بلايد" (Plaid)، و"أنتيلو" (Intello) وغيرها.

فورتشن: بالنظر إلى المستقبل في غضون خمس سنوات، كيف تريد أن تنمو شركة "رانواي"؟ هل ستضيف خدمات رعاية صحية إضافية عن بُعد (أو بشكل شخصي)؟

روم: نرى أن مجال صحة السفر هو سبيلنا إلى الدخول إلى قطاع السفر ككل، وإلى جانب الرعاية الصحية، يعد السفر أيضاً قطاعاً هائل القيمة ومرناً تجاه الزعزعة.

شركة "رانواي" هي مصدر للمعلومات، والمنتجات، والمحتوى معاً، ونريد في مرحلة إطلاق الشركة تقديم أدوية موصوفة للعديد من أمراض السفر الأكثر شيوعاً، ونعمل عن كثب مع شبكتنا المتنامية من شركاء خدمات السفر والرحلات لريادة هذه الفئة.

وتتنوع الشبكة من مستشاري السفر الذين يزيد عددهم عن 150,000 مستشار في الولايات المتحدة فقط، إلى منظمي الرحلات، ومنصات الحجز، وشركات التأمين على السفر، وغيرها.

وقد دخلت منصتنا بشكل مباشر في الوثائق التي يقدمها هؤلاء الموردون لعملائهم ضمن إضافات الخدمة، ما يوفر وصولاً أسهل للأدوية والمعلومات الأساسية وبأسعار معقولة. هدفنا المباشر هو استبدال نموذج عيادة السفر القديمة من خلال توسيع عروضنا ضمن فئة صحة السفر، بما في ذلك إضافة منتجات الوصفات الطبية الجديدة، والأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية، والمكملات، وكذلك إتاحة الوصول إلى لقاحات السفر في النهاية، وإلى جانب تطوير مجموعة منتجاتنا، سنستمر في بناء منصة صحة السفر الخاصة بنا لضمان استمرار شركة "رانواي" كمصدر أساسي للمعلومات المتعلقة بصحة السفر لكلٍّ من المسافرين ومزوّدي خدمات السفر.

ومن المهم بالنسبة لنا أن نحافظ على تركيزنا على بناء قاعدة عملائنا، ومعرفة احتياجاتهم، وتطوير حلول مميزة ومبتكرة لهم إن كانوا مسافرين أو مزوّدي خدمات سفر.

فورتشن: سأختم المقابلة بسؤال جانبي لطيف، نظراً لأنك شغوف بالسفر، أين تتطلع إلى السفر لاحقاً مع إعادة فتح المزيد والمزيد من الحدود؟

روم: لا أطيق الانتظار للعودة إلى اليابان التي كنت محظوظاً لزيارتها ثلاث مرات، وهي واحدة من الأماكن القليلة التي لا أكتفي منها.

ودائماً ما أصف اليابان بأنها البلد الذي يمكّنك من السيطرة على نفسك ولكن بأفضل طريقة ممكنة، وهناك الكثير من التفاصيل التي أحبها في اليابان، من الطعام والثقافة إلى لطف السكان المحليين، سواء كنت تستمتع بهدوء مدينة كيوتو أو بالأجواء الساحرة في طوكيو، فإن اليابان وجهة مميزة للسفر.


image
image