المحتوى محمي
المحتوى محمي
مقابلة

شركة يلو دور إنيرجي تدعو حكومات المنطقة لدعم مشاريع الطاقة المتجددة

بينما نثني على حكومات المنطقة لالتزاماتها في خطط تحقيق صافي الانبعاثات الصفرية، كما في حالة الإمارات والبحرين وعمان، ما زلنا نعتقد أنه يمكن فعل المزيد.

بقلم


money

جيريمي كراين، الرئيس التنفيذي لشركة يلو دور إنرجي (مصدر الصورة: فورتشن العربية)

"تنعم منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بأشعة الشمس على مدار العام، وتتمتّع بقوى عاملة خبيرة متحمّسة للعمل، وسياسات راسخة تتيح الاعتماد السريع على الطاقة الشمسية"، هكذا استهل الرئيس التنفيذي لشركة يلو دور إنرجي (Yellow Door Energy)، المتخصصة بالطاقة البديلة ومقرها الأردن، جيريمي كراين، حديثه مع فورتشن العربية. 

وفي حين تسعى دول المنطقة إلى مزيد من الاستدامة على صعيد الطاقة، يبرز التعاون بين القطاعين العام والخاص من أجل إرساء أفضل الممارسات للتوصّل إلى تقليل الانبعاثات وإنتاج الطاقة بأفضل الطرق المتاحة، وفي هذا الصدد توسعت فورتشن العربية بالحديث مع كراين، وكان اللقاء التالي: 

فورتشن: هل ترى المبادرات والتعهدات الحكومية فيما يتعلق بتبني أجندات واستراتيجيات أكثر استدامة كافية للانتقال إلى المستوى المقبل من الاستدامة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؟ وما الذي يجب فعله أيضاً؟

كراين: بينما نثني على حكومات المنطقة لالتزاماتها في خطط تحقيق صافي الانبعاثات الصفرية، كما في حالة الإمارات والبحرين وعمان، ما زلنا نعتقد أنه يمكن فعل المزيد. وفي حين ما تزال الكهرباء واحدة من أكثر القطاعات التي تلقى دعماً من الحكومات، نعتقد أن تقليل هذا الدعم أو إزالته إن أمكن سيدفع القطاعات المختلفة لتصبح أكثر كفاءة في استخدام الطاقة والتحول إلى الطاقة المتجددة.

وأظهرت الأبحاث مراراً وتكراراً أن الطاقة المتجددة، ولا سيما الطاقة الشمسية الكهروضوئية، ذات كلفة منخفضة في سياق إنتاج الكهرباء بالمقارنة مع الموارد التقليدية (أي النفط والغاز). وبالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام أموال الدعم لأغراض أخرى مثل زيادة الوعي حول مصادر الطاقة المتجددة وتشجيع الابتكار وزيادة الاستثمار في البحث والتطوير وما إلى ذلك.

فورتشن: ما هي الدول الرائدة في المنطقة في قطاع الطاقة المستدامة ولماذا؟

كراين: أعتقد أن دول المنطقة عموماً تسير في الاتجاه الصحيح وتفعل ما هو منطقيّ في سياق أوضاعها الجغرافية والسياسية والاقتصادية. وأرى أن دولة الإمارات تقود حركة الاستدامة بلا شك، فهي أول دولة في المنطقة تنضم إلى اتفاقية باريس وتلتزم بهدف صافي الانبعاثات الصفرية بحلول عام 2050.

كما أنها ستستضيف مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي 28 (COP28) العام المقبل، وهو تقدّم ملحوظ للمنطقة بعد استضافة مصر الدورة 27 من المؤتمر هذا العام. كما التزمت كل من السعودية والبحرين وعمان بتحقيق أهداف صافي الانبعاثات الصفرية بحلول عام 2060. وعلى وجه الخصوص، أعلنت السعودية عن بعض المشاريع الطموحة ضمن مبادرة السعودية الخضراء (Saudi Green Initiative). ويقود صندوق الاستثمارات العامة (PIF) السيادي في المملكة، طموحات الاستدامة بما فيها إبراز مدينة نيوم (NEOM) بصفتها المدينة البيئية للمستقبل، وتسليط الضوء على الهيدروجين الأخضر باعتباره المصدر الجديد البارز للطاقة النظيفة.

فورتشن: هل تعتقد أن القطاع الخاص أكثر استعداداً لتبنّي الاستدامة؟ وماذا يحتاج هذا القطاع لتحقيق ذلك؟

كراين: القطاع الخاص جاهز، لكن يجب أن تكون الشركات والجهات المالية جاهزة أيضاً، إذ يعد الوصول إلى التمويل أحد التحديات الأساسية أمام الطاقة الشمسية. فهذا يتطلب استثمارات كبيرة، ونحن محظوظون لأن مساهمينا يدركون أهمية رأس المال الصبور، ويستثمرون في البنية التحتية المستدامة طويلة الأجل.

ونجري حالياً محادثات مع البنوك الإقليمية والدولية لتعزيز تمويل مشاريعنا المختلفة، والنبأ السار هو أن الاستثمارات البيئية والاجتماعية واستثمارات حوكمة الشركات (ESG) تكتسب شعبية بسرعة في المنطقة، إذ بلغت قيمة الصكوك والسندات والقروض الخضراء في الإمارات نحو 17 مليار دولار، بينما وصل هذا الرقم إلى 1 تريليون دولار على الصعيد العالمي في عام 2020.

فورتشن: أخبرنا المزيد عن شراكاتكم المختلفة في مجال التعامل التجاري بين الشركات.

كراين: شركة يلو دور إنيرجي تساعد الشركات على خفض تكاليف الكهرباء، والتحول إلى الطاقة النظيفة من خلال اتفاقيات شراء الطاقة الشمسية الخاصة بها. ولدينا حتى الآن مشاريع تنتج أكثر من 200 ميغاواط في الشرق الأوسط وإفريقيا وباكستان، كما أن لدينا علاقات وشراكات قائمة مع قاعدة عملاء كبيرة تضم أكثر من 50 شركة، بما فيها الشركات متعددة الجنسيات مثل نستله (Nestlé) وماجد الفطيم ودي إتش إل (DHL) وموندليز (Mondelēz) ويونيليفر (Unilever).

ونهدف إلى تطوير ما يزيد عن مليار دولار من أصول الطاقة الشمسية في السنوات الخمس المقبلة، ومساعدة الشركات والبلدان على تحقيق أهداف صافي الانبعاثات الصفرية.

فورتشن: كيف تتعاون شركة يلو دور إنيرجي مع الحكومات في المنطقة؟ وهل لديكم مشاريع جديدة؟

كراين: نتعاون بشكل وثيق مع الحكومات لأن قطاع عملنا خاضع للتنظيم الكامل، ونعتمد على الحكومات في وضع أهداف طموحة لصافي الانبعاثات الصفرية وتوفير أطر تنظيمية واضحة لقطاع إنتاج الطاقة المتجددة، لا سيما بشأن الإنتاج الموزّع.

وأقمنا أيضاً مشاريع مع بعض الجهات الحكومية مثل وزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية، ويتضمن المشروع تركيب 105,000 مصباح من نوع إل إي دي (LED) في شوارع ثلاث محافظات، ما سيقلل فواتير الكهرباء بنسبة 80%، ويخفض انبعاثات الكربون بمقدار 34,000 طن متري. وبالإضافة إلى حلول الطاقة الشمسية الكهروضوئية وكفاءة الطاقة، نوفّر أيضاً أنظمة هجينة للشركات، ومحطات شحن المركبات الكهربائية (EV) وغيرها من الحلول.

فورتشن: لقد أعلنتم مؤخراً عن إغلاق صفقة لزيادة حقوق ملكية الشركة بقيمة 400 مليون دولار لتطوير مشاريع طاقة مستدامة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، هلّا أخبرتنا بالمزيد عن الصفقة والمشاريع المحتملة التي ستعملون عليها.

كراين: إن القسم الأكبر من التمويل هو من أحدث مساهمينا وأكبرهم من حيث الحصة، شركة أكتيس (Actis) المتخصصة بالاستمارات، كما رفع مساهمون حاليون آخرون مثل مؤسسة التمويل الدولية (IFC)، وشركة ميتسوي وشركاه المحدودة (Mitsui)، إحدى أكبر شركات التجارة في اليابان، والشركة العربية للاستثمارات البترولية (APICORP) مساهمات التمويل الخاصة بها. ونركّز حالياً على تنفيذ حلول الطاقة المستدامة على مدى السنوات الخمس المقبلة، مع محفظة استثمارية من المتوقع أن تتجاوز قيمتها مليار دولار، وسوف تموَّل هذه المحفظة من خلال مجموعة من الأوراق المالية للأسهم والدين. وسيتيح لنا هذا الاستثمار التوسع بسرعة في بلدان جديدة وسوف نعلن عن خططنا قريباً.

فورتشن: أين ترى شركتكم في السنوات الخمس المقبلة وما هي خططكم للنمو والتطوير؟

كراين: نركّز على التوسع جغرافياً وفي مجال عروض المنتجات معاً، ونحلل أيضاً بعض فرص الاستحواذ والمشاريع المشتركة. ونوسّع منتجاتنا وخدماتنا في أسواقنا الأساسية، مثل الإمارات والأردن وباكستان والبحرين والسعودية، لتشمل حلول تخزين الطاقة الهجينة ومحطات شحن السيارات الكهربائية (EV) وغيرها، ونحن الآن بصدد التوسع في أسواق جديدة مثل جنوب إفريقيا وغيرها. وسوف نقدّم في الأسواق الجديدة منتجنا الأساسي وهو اتفاقية شراء الطاقة الشمسية، بالإضافة إلى حلول الطاقة المستدامة الأخرى. وفيما يتعلق بعمليات الاستحواذ وفرص المشاريع المشتركة، فإننا نرحّب بالأطراف المهتمة للتواصل معنا ومناقشة الشراكة.


image
image