تستعد شركة بيبسيكو (PepsiCo) لتسريح مئات الموظفين في مقارها الرئيسية الثلاثة بالولايات المتحدة في إشارة محتملة إلى أن علاماتها التجارية تواجه تحديات لتمرير المزيد من زيادات الأسعار إلى المستهلكين المثقلين بالديون.
والشركة التي تنتج العديد من المنتجات، من علامة رقائق البطاطس ليز (Lay’s) وكويكر أوتس (Quaker Oats) إلى مشروبات الطاقة غاتوريد (Gatorade)، قد أوضحت للموظفين أن التسريحات سوف تشمل بشكل رئيسي شركات المشروبات لأن شركات الأطعمة قد خضعت بالفعل لعدد من عمليات التسريح، وذلك حسب مذكّرة اطلعت عليها صحيفة وول ستريت جورنال. وأوردت الصحيفة أيضاً استناداً إلى المذكّرة أن هذه الخطوة تهدف إلى "تبسيط الشركة حتى تتمكن من العمل بكفاءة أكبر".
وتوظَّف شركة بيبسيكو أكثر من 125,000 موظف بدوام كامل في جميع أنحاء أميركا الشمالية، واستلمت مؤخراً أول مركبة سيمي (Semi) من شركة تسلا (Tesla) بعد تأخير تجاوز العام. وقال مصدر للصحيفة إن مئات الوظائف سوف تُلغى، ومن المرجح أن تكون فروع الشركة في مدينة بورشيس في نيويورك، وشيكاغو، وبلانو في تكساس هي الأكثر تضرراً. وعلى الرغم من أن تسريح الموظفين سيكون قليلاً نسبياً لكنّه مؤثر وجدير بالملاحظة نظراً للحالات والأخبار اللافتة للنظر اللي انتشرت مؤخراً عن الشركات التي تشدد سياساتها بشأن الإنفاق، وكانت هذه الحالات بشكل رئيسي في قطاعي التكنولوجيا والأصول الرقمية.
إذ إن هذه الشركات هي المستفيد الأول من الحوافز النقدية التي أقرّها الفيدرالي الأميركي والتي حطمت الرقم القياسي، حيث لجأ المستثمرون إلى إغراق الشركات سريعة النمو بالتمويل لتحقيق عائد أفضل عندما تحقق سندات الخزانة فائقة الأمان لأجل 10 سنوات عائداً يزيد قليلاً على 1%.
وبالمقارنة، تميل شركات السلع الاستهلاكية الأساسية مثل بيبسيكو عموماً إلى إضافة الموظفين بوتيرة أبطأ بكثير من شركات مثل ميتا (Meta) أو كوين بيس (Coinbase)، حيث تزداد أحجام المبيعات عادةً بمعدل زيادة إجمالي الموظفين تقريباً.
آثار زيادات الأسعار تطال الجميع
أعلنت شركة بيبسيكو بالنسبة للربع المالي الثالث المنتهي في 3 سبتمبر/أيلول عن زيادة ملحوظة بنسبة 16% في الإيرادات المعدّلة حسب العملة للمنتجات المتماثلة، وكان هذا ناجماً بشكل أساسي تقريباً عن ارتفاع صافي الأسعار في جميع شركاتها.
وشهدت فريتو لاي أميركا الشمالية (Frito-Lay North America)، الشركة الفرعية التابعة لبيبسيكو،، وهي ثاني أكبر قسم في شركة بيبسيكو، ارتفاعاً في إجمالي المبيعات بنسبة 20% على الرغم من انخفاض حجم الإنتاج بنسبة 2% بعد إجراءاتها لتخفيف أثر ارتفاع تكاليف زيت الطهو والبطاطس والذرة.
والسؤال الأهم هو: إلى متى سيبقى المستهلكون قادرين على تحمّل الارتفاعات الملحوظة في الأسعار لمجرد شرائهم رقائق دوريتوس (Doritos) المفضلة لديهم بدلاً من منتجات العلامات التجارية العامة على سبيل المثال؟ وفي سياق متصل، كشفت بيانات نشرها الفيدرالي الأميركي في نيويورك (New York Federal Reserve) أن ديون بطاقات الائتمان في الولايات المتحدة قد ارتفعت بنسبة 15% في الربع الثالث، وهي أكبر زيادة على أساس سنوي منذ أكثر من عقدين.
وأشار الرئيس التنفيذي للشؤون المالية لشركة بيبسيكو، هيو جونستون، خلال اجتماع المستثمرين للربع الثالث من العام الحالي إلى جهود الشركة المستمرة لتقليل النفايات والهدر وأوجه عدم الكفاءة أينما وُجِدت، وذلك " للحفاظ على إمكانية تحقيق الشركة نتائجَ مالية ممتازة حتى لو شهدت تراجعاً في نمو الإيرادات".