الاتجاه نحو اعتماد وتطبيق الاستدامة على صعيد الشركات والحكومات أصبح أكثر رواجاً في منطقتنا، هذا ما أكده الرئيس التنفيذي لدى شركة إنوڤا، رينو كابري، في حديثه مع فورتشن. تنشط إنوڤا في مجال إدارة الطاقة والخدمات التقنية المتعددة، وهي وليدة شراكة انطلقت في العام 2002 بين شركة ماجد الفطيم، التي تنشط في قطاع التجزئة ومراكز التسوق في المنطقة، وفيوليا (Veolia)، وهي شركة عالمية في إدارة الموارد وتصميم وتوفير حلول إدارة المياه والنفايات والطاقة التي تساهم في التنمية المستدامة للمجتمعات والصناعات.

ويقول كابري: "تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا اهتماماً متزايداً بمفهوم الطاقة النظيفة والاستدامة، وقد تمثل ذلك في مبادرات عديدة، مثل تخصيص معرض إكسبو 2020 دبي قسماً خاصاً بالاستدامة، واستضافة مصر مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP27)، واستعداد الإمارات لاستضافة النسخة التالية من المؤتمر (COP28) خلال العام الحالي". ويضيف: "تأتي الضيافة والترفيه والتجزئة في طليعة القطاعات من حيث نشر حلول الطاقة النظيفة، تليها قطاعات التصنيع والمواصلات والرعاية الصحية والمباني الحكومية".

فورتشن: ما أهمية أسبوع أبوظبي للاستدامة الذي انعقد من 14 إلى 19 يناير/كانون الثاني في تسليط الضوء على المبادرات المختلفة في هذا المجال؟

كابري: القمة العالمية لطاقة المستقبل (وهي جزء من أسبوع أبوظبي للاستدامة) هي حدث دولي يعمل على تسريع جهود الاستدامة والتحول العالمي إلى الطاقة النظيفة، وهو بمثابة منصة مهمة تجمع بين المعارض المتخصصة والتكنولوجيا المتطورة، وجهود الترويج للاستثمار والأعمال، وتجمع القمة نخبة من القادة والمبتكرين وأصحاب الرؤى لتشكيل مستقبل الطاقة المستدامة. وشهدت قمة هذا العام العديد من الفعاليات الرئيسية حول الطاقة النظيفة والطاقة الشمسية والمياه والمدن الذكية والنفايات البيئية والمناخ والبيئة.

فورتشن: كيف ساعدت شركة إنوڤا الشركات لتحقيق الاستدامة والالتزام بالطاقة النظيفة؟

كابري: أسهمت شركة إنوڤا على مر السنوات العشرين الماضية في خفض انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون الصادرة عن عملائها بأكثر من 420 ألف طن. المشكلة العالمية المتمثلة في ندرة الموارد الطبيعية يجب أن تشكل فرصة مهمة لدفع جهود الابتكار.

تتمثل رؤيتنا ضمن شركة إنوڤا في قيادة جهود التحول نحو الطاقة النظيفة وإدارة الطاقة، وترسيخ مكانتنا في تقديم أفضل الخدمات التي تسهم في تحقيق أهداف الاستدامة. توفر إنوڤا حلول إدارة الطاقة والمرافق بكفاءة وفعالية، ما يساعد العملاء على تحقيق أهدافهم البيئية وأهدافهم المالية والتشغيلية، وتسخير الابتكار والرقمنة لتحقيق ذلك. 

ونجحت شركتنا على مدار السنوات العشرين الماضية في تحقيق توفير إجمالي قدره 370 مليون درهم إماراتي (100.7 ملايين دولار) في التكاليف لعملائنا. ومنذ تأسيسها، شهدت أعمال شركة إنوڤا معدل نمو سنوي مستمر يبلغ حوالي 20-25%. 

يعمل لدى الشركة ما يصل إلى 5,000 موظف من 50 جنسية مختلفة. وتدير الشركة أكثر من 25 عقداً من عقود الهندسة والمشتريات والبناء في مختلف دول المنطقة.

فورتشن: ما مدى التزام الشركات في المنطقة بمبادئ الاستدامة والحياد الصفري؟ وما أبرز التحديات التي ما تزال قائمة في هذا المجال؟

كابري: هناك اهتمام وإقبال كبيرين على الاستثمار بالاستدامة والتحول نحو الطاقة النظيفة. ويعود النمو المتسارع لأعمال إنوڤا في المنطقة إلى التبني المتزايد لخدمات شركات إدارة الطاقة في دول الخليج العربي وخارجها، ومع نجاح الشركات في تمويل استراتيجيات إدارة الطاقة الخاصة بهم من خلال الوفورات التي تنجح في تحقيقها.

حرصت دول الشرق الأوسط على تبني جهود التحول الرقمي التي باتت تمثل جزءاً لا يتجزأ من استراتيجياتها الوطنية. وبالتالي، تشهد كل من الجهات الحكومية والخاصة حالياً مرحلة تحول سريع في هذا الاتجاه. 

فورتشن: ما مدى تأثير شركات خدمات الطاقة الكبرى (السوبر إيسكوز Super ESCOs) في أسواق مثل الإمارات العربية المتحدة (ومنها على سبيل المثال شركة الاتحاد لخدمات الطاقة)؟

كابري: تعد شركات خدمات الطاقة الكبرى "السوبر إيسكوز" من الكيانات الحكومية المستقلة. وأسهمت على سبيل المثال شركات مثل شركة الاتحاد لخدمات الطاقة "الاتحاد إيسكو" في دبي، وشركة أبوظبي لخدمات الطاقة في أبوظبي، بتوفير حلول باتت تسهم في تسريع جهود التحول نحو خفض الانبعاثات والوصول إلى الحياد المناخي.

أسهم دخول الشركات المتخصصة بخدمات الطاقة الكبرى "سوبر إيسكوز" في جعل سوق الطاقة أكثر تنظيماً. من خلال عملها على تسهيل تمويل المشاريع، تسمح الشركات المتخصصة بخدمات الطاقة الكبرى للشركات الخاصة مثل إنوڤا بتوفير خبرتها واقتراح الحلول الجاهزة التي تغطي المراحل الكاملة من التصميم إلى التنفيذ. 

ويمكن أن تؤدي هذه الخطوات إلى تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسب تتراوح بين 20-40%، كما يمكن دمجها مع تقنيات الطاقة الشمسية، والطاقة الكهروضوئية، والتقنيات الأخرى التي توفر من استهلاك الطاقة. 

فورتشن: ما أهدافكم المستقبلية وخطط التوسع؟

كابري: تخطط شركة إنوڤا لتعزيز أعمالها في دولة الإمارات العربية المتحدة والدول المختلفة التي تنشط فيها، بما فيها السعودية ومصر والبحرين وقطر وعمان ولبنان وتركيا. وتتطلع الشركة لتوسيع خطوط أعمالها الرئيسية الثلاثة: إدارة المرافق، وإدارة الطاقة، وتقنيات توليد الطاقة الشمسية في جميع الدول التي تعمل بها.

تدير إنوڤا حالياً أكثر من 35 مشروعاً للطاقة الشمسية وفق عقود الهندسة والمشتريات والبناء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بما فيها تلك التي تديرها الشركة في دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان والسعودية والبحرين وقطر ومصر ولبنان.