المحتوى محمي
المحتوى محمي
مقابلة

مونديليز للوجبات الخفيفة تتحدث عن استراتيجياتها لتَصدُّرِ سوقٍ قيمتها نحو 4 مليارات دولار في الخليج العربي

إن زيادة الناتج المحلي الإجمالي والنمو السكاني، وأنماط حياة المستهلكين بشكل عام، والتوسع الحضري المتزايد، هي عوامل تلعب دوراً في تحفيز نمو قطاع الوجبات الخفيفة في دول مجلس التعاون الخليجي.

بقلم


money

زياد عبلة، مدير عام مونديليز الدولية للوجبات الخفيفة في الخليج والأسواق الجديدة (مصدر الصورة: فورتشن العربية)

"في دول مجلس التعاون الخليجي، يقود عدد كبير من المغتربين اتجاهات استهلاك الغذاء. ومع نسبة الارتفاع الملحوظة في دخل الفرد، شهد الطلب على الوجبات الخفيفة ذات القيمة المضافة طفرة على مر السنين في المنطقة. يضاف إلى ذلك، ارتفاع كبير في الوعي بالأطعمة الصحية في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك الوجبات الخفيفة"، حسب مدير عام مونديليز الدولية للوجبات الخفيفة في الخليج والأسواق الجديدة، زياد عبلة. 

وفي حديثه مع فورتشن العربية، شرح عبلة أنّ الحكومات في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية تعمل مع ممثلي قطاع الغذاء لتعزيز الاستهلاك الصحي للوجبات الخفيفة. ولذلك، أصبحت سوق الوجبات الخفيفة الصحية أكثر جاذبية مع اتجاه المنطقة نحو الأكل الصحي.

وأضاف: "تسهم بعض العوامل أيضاً في ذلك، مثل تمايز المنتجات وإطلاق المنتجات الجديدة ذات الابتكارات المختلفة وكذلك الاستثمار في البحث والتطوير، بالإضافة إلى الشراكات والتعاون التي تسعى إلى تعزيز المنتجات الصحية في دول مجلس التعاون الخليجي".

فورتشن: كيف تقيّم تطوّر ونمو سوق الوجبات الخفيفة في المنطقة؟ 

عبلة: من المتوقع أن ينمو قطاع الوجبات الخفيفة على المستوى الدولي من 584.6 مليارات دولار عام 2022 إلى 838.6 مليارات دولار بحلول عام 2029، وذلك بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 5.3%. أما في دول مجلس التعاون الخليجي، فإن زيادة الناتج المحلي الإجمالي والنمو السكاني، وأنماط حياة المستهلكين بشكل عام، والتوسع الحضري المتزايد، هي عوامل تلعب دوراً في تحفيز نمو قطاع الوجبات الخفيفة. ففي عام 2022، بلغ حجم القطاع في المنطقة حوالي 3.8 مليارات دولار أميركي وفقاً لتقارير متعددة بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ حوالي 3.1%. 

عوامل عدة تسهم في دعم وتيرة هذا النمو الذي يدور حول استيعاب فرص مختلفة لاستهداف تزايد التركيبة السكانية، وتمايز المنتجات، والدفع بشراكات متنوعة، وتقليص الفجوة بين الاستمتاع الشخصي بالوجبات الخفيفة والصحة، إضافة إلى تلبية احتياجات المستهلكين في كافة المناسبات، إلى جانب الاستدامة والحاجة إلى الابتكار. 

وفي التقرير السنوي التي تُعده شركة مونديليز الدولية حول الوجبات الخفيفة، والذي يتناول اتجاهات المستهلك والرؤى والأفكار التي تركز على الآلية التي يتبعها المستهلكون لاتخاذ قراراتهم فيما يتعلق بتناول الوجبات الخفيفة، يتبين أن الوجبات الخفيفة تُشكل عنصراً رئيسياً حول العالم، إذ إن 71% من المستهلكين يتناولون الوجبات الخفيفة مرتين في اليوم على الأقل. هذا ويتزايد توجه المستهلكين نحو استبدال الوجبات الخفيفة بوجباتهم، الأمر الذي يعكس ارتفاع احتمال تناولهم وجبة خفيفة خلال الأوقات المخصصة لوجبات الطعام الرئيسية الثلاث. 

علاوة على ذلك، في ظل التطور السريع الذي يشهده العالم الرقمي، أصبح التخصيص أمراً متوقعاً. والوجبات الخفيفة ليست استثناءً، حيث تُظهر الدراسة أن 9 من بين كل 10 مستهلكين حول العالم يدركون أن لكل شخص احتياجات غذائية مختلفة، بينما يفيد 84% من أفراد العينة أن الوجبات الخفيفة يجب أن تلبي الاحتياجات الغذائية المتنوعة. 

فورتشن: كيف انعكس التوجه نحو الأكل الصحي الذي أضفته جائحة كوفيد-19 على هذه السوق وكيف تطورت على إثرها؟

عبلة: أثرت جائحة كوفيد-19 بشكل إيجابي على صناعة الأغذية والمشروبات؛ إذ أسهمت بشكل ملحوظ في زيادة معدلات الاستهلاك. ومن ضمن التغييرات التي طرأت في تلك الفترة، زيادة وعي وإدراك المستهلك بإدراج مكونات الغذاء الوظيفي [أي الغذاء المُدعَّم بوظيفة إضافية، وغالباً ما تكون مرتبطة بتعزيز الصحة أو الوقاية من المرض عن طريق إضافة مكونات جديدة أو الإكثار من المكونات الموجودة] في الوجبات الغذائية اليومية، الأمر الذي نتج بشكل مباشر بسبب قضاء وقت أطول في المنزل خلال فترة الإغلاق. 

ونظراً لأننا نعمل على تمكين الأفراد من تناول وجباتهم الخفيفة بشكل سليم، فإننا فخورون بالدور الذي نلعبه في حياة المستهلكين في كل مكان، وذلك من خلال توفير بيئة للاستمتاع والاتصال وتوطيد الروابط الاجتماعية.

نعلم أنه خلال الجائحة، ركز المستهلكون على الوجبات الخفيفة التي تمكّنهم من اتباع أنماط حياة أكثر صحية وتعزز الرفاهية العاطفية لديهم، مع التأكيد على أهمية تناول الوجبات الخفيفة بشكل متزن والتحكم في أحجامها، بالإضافة إلى الوجبات التي تضم مكونات تساعد على تعزيز المناعة. 

وفي التقرير الذي أعدته الشركة حول دور الوجبات الخفيفة في قائمة العادات الغذائية للمستهلكين، أشار 78% منهم إلى أنهم يخصصون مزيداً من الوقت لتذوق الوجبات الخفيفة اللذيذة، في حين قال 61% إنهم يأخذون وقتاً لتقسيم الوجبات الخفيفة قبل تناولها، وللتحقق من الملصقات الغذائية على الوجبات الخفيفة قبل شرائها.

فورتشن: ما التحديات التي تواجه مونديليز في هذه المنطقة وكيف تواجهها؟

عبلة: نعتقد أن عادات المستهلكين في منطقة الخليج تتطور بشكل كبير، ما يمثل مجموعة من الفرص والتحديات في الوقت نفسه. على سبيل المثال، تستمر اتجاهات استهلاك الوجبات الخفيفة الصحية في النمو، ونتيجة لذلك، فإنه من المتوقع أن يؤدي توفر هذه المنتجات إلى ازدهار قطاع الوجبات الخفيفة في المنطقة. ولأن الحكومات تقوم بتدابير لتعزيز الاستهلاك الصحي للوجبات الخفيفة، فإننا نعتقد أنه ما يزال هناك اتجاه تصاعدي نحو نمو هذا القطاع، حيث نقدّم باستمرار مزايا صممت خصيصاً لتلبية احتياجات المستهلكين المتطورة، وذلك ضمن خطتنا في أن نصبح رواداً في قطاع توفير الوجبات الخفيفة في المنطقة.

فورتشن: كيف تنافسون الصناعات المحلية للوجبات الخفيفة في دول الخليج؟

عبلة: تقدم شركة مونديليز علامات تجارية عالمية ومحلية في الأسواق التي تتبع وحدة أعمالها بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وباكستان، والتي تسهم بشكل مباشر في تعزيز نجاح الشركة في الفئات المختلفة التي تقدمها، مثل الشوكولاتة والبسكويت ومسحوق المشروبات. ففي بعض الأسواق داخل منطقتنا، مثل مملكة البحرين على سبيل المثال، تتميز عملياتنا في كونها مركزاً للتصدير، حيث تقوم الشركة بتوريد المنتجات إلى مناطق داخل دول مجلس التعاون الخليجي وأستراليا والمشرق العربي وإفريقيا وجنوب شرق آسيا.

فورتشن: من هم أبرز منافسيكم في المجال، وما قيمتكم المضافة؟

عبلة: لدينا العديد من المزايا التنافسية الرئيسية في المنطقة، والتي تشمل تاريخ الشركة الطويل وشبكة سلاسل التوريد القوية والبنية التحتية المتطورة والاستثمار في استراتيجية الطريق إلى السوق، إذ نستثمر بشكل مباشر في علاماتنا التجارية الأساسية، فضلاً عن الاستمرار في تلبية احتياجات المستهلكين المتطورة. ومن خلال موقعنا الريادي ضمن فئات منتجاتنا المتنوعة، وتواجدنا الجغرافي، وقوة علاماتنا التجارية الشهيرة، نحن في وضع جيد لتحقيق نمو أقوى. بالإضافة إلى ذلك، فإن المرونة التي أظهرها فريقنا خلال السنوات القليلة الماضية تُظهر ثقافتنا الرابحة وقدرتنا على إدارة عملياتنا على الرغم من التقلبات المختلفة.

في حين أن منطقة الخليج تمتاز بالتنوع، إلا أننا مرتبطون عبر مختلف الاقتصادات والمستهلكين من خلال مهمتنا لتوفير وجبات خفيفة مناسبة في الوقت المناسب وبالطريقة الصحيحة. فنحن، كشركة، نواصل إعطاء الأولوية لثلاث ركائز ضمن استراتيجيتنا، وهي النمو والتنفيذ المتقن بالإضافة إلى التطوير المستمر للثقافة الداخلية، من خلال الاستثمار في قدرات التسويق والمبيعات المتمايزة، مع تعزيز نموذج تشغيل يعمل على توفير متطلبات السوق المحلية لزيادة تمكين موظفينا وتعزيز ثقافة النمو لديهم. 

ولأن الشركة تدرك التحديات الملحّة التي تواجه البيئة والمجتمعات التي تعمل من خلالها، قامت مونديليز أيضاً باعتماد الاستدامة لتصبح ركيزة رابعة في استراتيجية النمو على المدى الطويل، من خلال تعزيز جهودنا الرامية إلى توفير وجبات خفيفة آمنة وذلك عبر اعتماد الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، بما يسهم في إحداث تغيير إيجابي على نطاق واسع وخلق قيمة مضافة طويلة الأجل. ومن أولوياتنا الأساسية في المنطقة، مواكبة التطور في مجال التجارة الإلكترونية من خلال التعامل مع مجموعة متنوعة من المنصات والاستراتيجيات لمساعدتنا في الوصول إلى أهدافنا. 

نحن نواصل الاستفادة من التجارة الرقمية لتطوير عمليات التسويق والابتكار، وزيادة الاستثمار من خلال التعامل المرن والاستمرار في تحسين نهجنا. وهذا يعني دمج الأدوات المتاحة عبر الإنترنت من خلال مسار التسويق الخاص بنا لتعزيز رسائل علامتنا التجارية، وتتبع نتائجنا في الوقت الفعلي لتقديم تجربة تسويقية سلسة ومتكاملة تجذب المستهلكين في كل نقطة اتصال.

فورتشن: كم يبلغ حجم أعمال مونديليز في المنطقة، وما آفاق توسعكم خلال العام الحالي؟

عبلة: في الخليج والأسواق الجديدة، تتواجد شركة مونديليز في أكثر من 10 أسواق. ويوفر لنا هذا النطاق الجغرافي فرصة فريدة لتمكين الأفراد من تناول الوجبات الخفيفة بشكل صحيح وترسيخ مكانتنا من خلال العلامات التجارية الشهيرة لدينا، مثل أوريو (OREO) وكادبوري ديري ميلك (Cadbury Dairy Milk) وتوبليرون (Toblerone) وريتز (RITZ) وغيرها. نذكر أيضاً موقعنا في مملكة البحرين، حيث تستفيد الشركة من منشأة صناعية عالمية المستوى وسلسلة توريد تم تصميمها لتبسيط العمليات وزيادة المرونة وتحسين الإنتاجية وتلبية متطلبات النمو لعلاماتنا التجارية الرئيسية في المنطقة، بالإضافة إلى القدرة على التصدير إلى مناطق متعددة. كما يعمل المصنع كمركز رئيسي لتصدير علاماتنا التجارية الشهيرة مثل أوريو وبارني (Barni) بالإضافة إلى مشروب تانغ (Tang) لجميع أنحاء منطقة الخليج، بهدف أساسي وهو التركيز على تقليل تكاليف التوصيل وتحسين جودة المنتج.

وعلى نطاق أوسع، يكمن هدفنا في زيادة الإيرادات والمكاسب السوقية في المنطقة؛ من خلال إعطاء الأولوية لزيادة انتشار علامتنا التجارية وتنويع المنتجات في مختلف فئات الوجبات الخفيفة الأساسية من الشوكولاتة والبسكويت والوجبات الخفيفة المخبوزة، وكذلك قنوات التوزيع المتزايدة لتلبية كافة الاحتياجات.

فورتشن: ما هي الفرص التي ما يزال القطاع يوفّرها في المنطقة؟

عبلة: من ضمن الاتجاهات الملحوظة التي شهدناها في المنطقة هي رغبة المستهلك بخيارات الوجبات الخفيفة الصحية واستجابة الشركات من خلال طرح منتجات متطورة وإرشادات جديدة، بالإضافة إلى تحول استهلاك الوجبات الخفيفة عادةً في أثناء الوجود خارج المنزل إلى الاستمتاع بها داخل المنزل، ما شكّل فرصاً لشركات الوجبات الخفيفة لتقديم منتجات تلبي احتياجات خاصة لكافة المناسبات. 

ويعد نمو التجارة الإلكترونية أحد أكبر التطورات التي نلحظها في المنطقة، إذ إنّ مستويات انتشار الإنترنت في المنطقة هي الأعلى في العالم: 94% في المتوسط في دول مجلس التعاون الخليجي مقابل 59% في العالم، حيث تتقدم كل من الإمارات العربية المتحدة، وقطر، والكويت، والبحرين التي تبلغ معدلات انتشار الإنترنت فيها ما يقرب من 100%، وهذا يعني وجود قاعدة جماهيرية كبيرة.

وبالإضافة إلى النكهات ومجموعة الخيارات، يتمتع المستهلكون بشهية لتناول وجبات خفيفة يتم تصنيعها بطريقة أكثر استدامة. ويتم تحقيق ذلك من خلال جهود الشركات في تطوير مكونات مستدامة، وتقليل النفايات في التعبئة والتغليف، ومعالجة تغير المناخ وإحداث تأثير إيجابي بشكل عام على الأفراد ومجتمعاتهم.

فورتشن: ما أبرز أهداف الاستدامة التي تعملون وفقها، وأين ترى مستقبل القطاع؟

عبلة: قمنا في مونديليز بتصميم نهج متكامل في مجال الاستدامة، يمكّننا تحقيق تغيير طويل المدى وذلك من خلال تحديد الأولويات التي من الممكن أن تُحدث تأثيراً على مستوى أكبر، بالإضافة إلى التركيز على الحلول المبتكرة والقابلة للقياس، والتعاون لدفع التحول الكامل تجاه الاستدامة على مستوى القطاع.

وكانت الشركة قد أعلنت مسبقاً عن التزامها بتحقيق صافي انبعاثات صفرية من الغازات الدفيئة عبر كافة عملياتها الكاملة بحلول عام 2050. وكجزء من هذا الالتزام، وقعت الشركة على مبادرة طموح قطاع الأعمال للحد من الاحترار بحدود 1.5 درجة مئوية، وهي أهداف قائمة على العلم، بما يتوافق مع رؤية وأهداف الشركة. 

وقد انضمت مونديليز أيضاً إلى حملة الأمم المتحدة "للسباق إلى الصفر" وذلك من ضمن مساعي الشركة للمساهمة في بناء اقتصاد خال من الكربون. فمثل هذه الالتزامات تمثل خطوة فعالة في نهجنا نحو الاستدامة، الأمر الذي يساعد على تقديم حلول مبتكرة ودائمة لأعمالنا وللمجتمعات التي نعمل من خلالها. 

وتضم بعض أهداف الشركة للاستدامة على المستوى الدولي الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المطلقة بنسبة 10% مقارنة بخط الأساس لعام 2018، وذلك بحلول عام 2025، والحصول على 100% من الحجم المطلوب لعلاماتنا التجارية من الشوكولاتة التي يتم تطويرها من مكونات مستدامة، بالإضافة إلى 100% من عمليات التعبئة والتغليف القابلة لإعادة التدوير، وتوفير المعلومات اللازمة للمستهلكين حول كيفية إعادة التدوير.


image
image