ارتبط اسم رئيس شبكة لينكدإن في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والأسواق الناشئة في إفريقيا وأوروبا، علي مطر، بالكشف عن اتجاهات سوق الوظائف المستقبلية في المنطقة، وعن أبرز خصائص الموظفين التي تبحث عنها الشركات في عملية اصطياد المواهب. هذه التفاصيل باتت مهمة جداً، خاصة في الفترة التي تلت جائحة كوفيد-19، إذ برزت حاجة السوق لخبرات جديدة تتناسب ومتطلبات العمل الهجين أو القائمة على الأتمتة والتي تتناسب مع التقدم التقني والتحول الرقمي المتسارع.
يقول مطر لفورتشن العربية في مقابلة خاصة: "حسب أحدث بيانات لينكدإن للوظائف الأسرع نمواً في المنطقة، فإن 6 من 10 من هذه الوظائف في الإمارات والسعودية قائمة على المهارات الرقمية".
فورتشن: ما هو تقييمك للتحول الرقمي وكيف أثّر على قطاع التوظيف في العالم العربي؟
مطر: شهدنا خلال الأعوام الثلاثة الماضية تطوراً لافتاً على صعيد التحول الرقمي في منطقتنا، وخاصة في الإمارات والسعودية. ورافق ذلك نشاط متزايد لجهات التوظيف التي تبحث عن أفضل المواهب اللازمة للدفع قدماً باستراتيجيات التحول الرقمي من جهة، وازدياد في أعداد منتسبي منصة لينكدإن من جهة أخرى، إذ لدينا الآن أكثر من 45 مليون عضو في منطقة الشرق الأوسط.
وساهمت السياسات الحكومية الجديدة في المنطقة، والتي تعتمد العديد منها على آليات التحول الرقمي، في إيجاد فرص عمل جديدة تتطلب مهارات تقنية عالية. المنتدى الاقتصادي العالمي أكد أن زيادة الأتمتة ستقضي على 85 مليون وظيفة بحلول عام 2025، وذلك بالتزامن مع وجود حوالي 150 مليون وظيفة تقنية جديدة على مدى السنوات الخمس المقبلة، ما سيجعل من المهارات العملة الجديدة لوظائف المستقبل.
فورتشن: ما هي أسرع الوظائف نمواً وما هي تلك الأكثر طلباً خاصة بالنسبة للجيل زد؟
مطر: في الإمارات نتوقع أن تشهد الوظائف التي تعتمد على التكنولوجيا تزايداً أكبر في الطلب خلال السنوات المقبلة، ما سيحفز الشباب على تنمية وتطوير مهاراتهم الرقمية لمواكبة سوق العمل.
في الإمارات شملت قائمة الوظائف الأسرع نمواً الوظائف التالية:
- منسق المحتوى
- مطور الواجهات الخلفية
- عالِم البيانات
- مسؤول تطوير الأعمال
- منسق التجارة الإلكترونية
أما بالنسبة للسعودية، فالوظائف الخمس الأكثر نمواً هي:
- أخصائي أمن سيبراني
- أخصائي قانوني
- أخصائي عمليات الموارد البشرية
- أخصائي استقطاب المواهب
- مصمم تجارب المستخدمين
فورتشن: ما رأيك بالعمل عن بعد أو العمل الهجين وأيهما أفضل برأيك؟ وهل تظن أنّ شركات المنطقة تفضل العمل الحضوري؟
جعلت جائحة كوفيد-19 من العمل المرن جزءاً أساسياً من منظومة العمل الحديث، ونعتقد في لينكدإن بأن منح الموظف بعضاً من الحرية في الاختيار يخلق بيئة عمل صحية تحترم احتياجات الموظفين وتزيد من إنتاجيتهم. وأظهر أحد أبحاثنا العام الماضي الذي استطلعنا فيه 1,006 موظفين و504 من مديري التوظيف في الإمارات والسعودية، أن 7 من كل 10 مهنيين يفكرون في ترك وظائفهم بسبب نقص المرونة في وظائفهم الحالية. لذلك، نود أن ندعم الحوار حول المرونة، ما يجعل الوصول إلى المهن المُرضية أكثر سهولة للجميع.
فورتشن: ما الدور الذي تلعبه منصة لينكدإن في المنطقة؟
تهدف رؤيتنا في لينكدإن لتوفير فرص اقتصادية لكل أفراد القوى العاملة في العالم، وتتجسد هذه الرؤية من خلال مهمتنا التي تكمن في ربط المهنيين لجعلهم أكثر إنتاجيةً ونجاحاً. وبالإضافة لدورنا الداعم لشركائنا من المنظمات الحكومية والشركات من خلال حلول توظيف المواهب وتطويرها وحلول التسويق، فإننا نسعى لخدمة أعضائنا على المنصة، إذ نربط مثلاً صناع المحتوى بمجتمعاتهم، والباحثين عن عمل بجهات التوظيف، والبائعين بالمشترين. يهمنا كذلك أن نكون مصدراً موثوقاً لدعم الشباب وكل من يبحث عن وظيفة في المنطقة، ونقوم بذلك من خلال مجموعة من مساقات التعلم الذاتي عبر لينكدإن ليرنينغ (LinkedIn Learning) لتمكين المهنيين من اكتساب مهارات تتيح لهم إيجاد وظيفتهم التالية.
وتشمل المساقات "تكوين انطباع أول رائع"، و"نصائح للمقابلات عبر الفيديو"، و"إيجاد وظيفة عن بُعد"، و"إيجاد وظيفة في شركات تتبنى التنوع والشمول"، وغيرها من المساقات التعليمية المتوفرة على منصتنا.
فورتشن: ما أبرز أهدافكم المستقبلية وكيف تتعاونون مع شركات المنطقة بهدف دفع المواهب قدماً؟
لدينا شراكة مع مايكروسوفت (Microsoft) لمساعدة القوى العاملة اليوم في الحصول على المهارات التي يحتاجون إليها للنجاح من خلال مبادرات جديدة منها: توسيع إتاحة الوصول إلى دورات التعلم المجانية، ومساعدة الشركات على تفعيل التوظيف القائم على المهارات وغيرها. كما نعمل مع شركائنا الحكوميين، كمكتب التطوير الحكومي والمستقبل في حكومة دولة الإمارات، والذي أطلقنا بالشراكة معه مبادرة "شراكات المستقبل" لتعزيز مشاركة القطاع الخاص في تصميم وتنفيذ المستقبل، وذلك من خلال برنامج "المهارات المستقبلية للمرأة" لتزويد 2,000 من الشابات في دولة الإمارات بمهارات المستقبل، بما يمكّنهن من أداء دور فاعل في جهود بناء مستقبل الدولة.
وقمنا لاحقاً بتوسيع البرنامج ليشمل الجميع. نريد أن نؤكد التزامنا بتوفير الموارد اللازمة لدعم تطوير المهارات لدى الجميع، في كل مكان، ومساعدتهم على إبراز مهاراتهم بشكل أفضل للوصول إلى الوظائف التي يحلمون بها.