على الرغم من وصول التوترات بين الولايات المتحدة وروسيا إلى أعلى مستوياتها منذ عقود على الأرض، سوف يستمر التعاون بين البلدَين في محطة الفضاء الدولية مدة 5 سنوات أخرى على الأقل.
فقد أعلنت وكالة ناسا (NASA) يوم الخميس أن روسيا وافقت على مواصلة المشاركة في محطة الفضاء الدولية حتى عام 2028 على الأقل. ويأتي ذلك بعد عام تقريباً من تهديد رئيس برنامج الفضاء الروسي بالتوقف عن العمل مع الدول الأخرى في المحطة، وذلك مع دخول العقوبات المفروضة على روسيا إثر الغزو الروسي لأوكرانيا حيز التنفيذ.
وأوضحت وكالة ناسا في البيان أن "محطة الفضاء واحدة من أعقد أشكال التعاون الدولي، إذ صُمِّمت لتكون مترابطة بشدة يعتمد عملها على إسهامات جميع الشركاء، ولا يملك أي طرف ضمن الشراكة حالياً القدرة على تشغيل المحطة الفضائية بمفرده".
أكّدت الولايات المتحدة واليابان وكندا والدول المشاركة في وكالة الفضاء الأوروبية (European Space Agency) أنها ستدعم عمليات المحطة الفضائية المستمرة حتى عام 2030، ومن المقرر أن تتوقف محطة الفضاء الدولية عن العمل بحلول عام 2031.
وقال المُشرِف على وكالة الفضاء الروسية، ديمتري روغوزين، العام الماضي بلهجة حادة إن الولايات المتحدة ستضطر إلى البحث عن وسائل أخرى للسفر إلى الفضاء بعد أن صرّحت روسيا أنها ستتوقف عن إمداد الشركات الأميركية بمحركات الصواريخ. لكن وكالة ناسا خفّفت حدة تعليقاتها حينئذ، وقال مديرها بيل نيلسون: "هذه هي طبيعة ديمتري روغوزين ببساطة، يحب الإدلاء بالتعليقات بين الحين والآخر، لكننا في نهاية المطاف نعمل جميعاً معاً".
كانت وكالة ناسا تعمل على وضع خطط طوارئ في حال انسحبت روسيا من محطة الفضاء الدولية تشمل احتمال سحب روّادها من المحطة، وذلك قبل بدء المشاكل التي تهدد التعاون. ومع ذلك، فقد غيّرت الوكالة يوم الخميس توقعاتها لتصبح أكثر تفاؤلاً.
وقالت مديرة قسم محطة الفضاء الدولية في مقر وكالة ناسا في واشنطن، روبن غيتنز، في بيان: "تمثّل محطة الفضاء الدولية شراكة مهمة ذات هدف مشترك لتطوير العلوم والاستكشاف، واستمرار عملنا على متن هذه المنصة الجبارة مدة أطول سيتيح لنا تحقيق نتائج التجارب والاكتشافات التكنولوجية التي استمرت أكثر من عقدين من الزمن، فضلاً عن الاستمرار في التوصل إلى اكتشافات أعظم في المستقبل".