المحتوى محمي
المحتوى محمي
وجه

رحلة الرئيس التنفيذي لشركة إيكيا من مساعد إلى قمة الهرم

إن أي مسعى مفيد تقوم به يتطلب الكثير من العمل الجاد والطموح والتحمُّل، سواء كان ذلك المسعى هو الوصول إلى المناصب التنفيذية العليا في عملك أو تجميع قطعة أثاث من متجر ما.

بقلم


money

جيسبر برودين، الرئيس التنفيذي لشركة آي إن جي كيه أيه هولدينغ (مصدر الصورة: فورتشن العربية)

فورتشن كونيكت (Fortune Connect) هو مجتمع تعليمي جديد للجيل القادم من القادة المدفوعين بالغاية، ويوفر للأعضاء الأدوات والدعم والمناصرة التي يحتاجونها لتسريع تطوّرهم المهني، والوصول إلى المناصب التنفيذية العليا، وإحداث تأثير إيجابي في شركاتهم. انضموا الآن إلى الفعاليات المباشرة مع قادة شركات مدرجة على قائمة فورتشن 500 (Fortune 500) وسارعوا لبناء شبكتكم المهنية.

إن أي مسعى مفيد تقوم به يتطلب الكثير من العمل الجاد والطموح والتحمُّل، سواء كان ذلك المسعى هو الوصول إلى المناصب التنفيذية العليا في عملك أو تجميع قطعة أثاث من متجر ما. ولتتأكد من ذلك، ما عليك سوى أن تقرأ رحلة الرئيس التنفيذي لشركة آي إن جي كيه أيه هولدينغ (INGKA Holding)، وهي الشركة الأم لشركة إيكيا (IKEA)، جيسبر برودين. فقد كان طريقه مرصوفاً بالعمل الشاق؛ إذ بدأ مسيرته المهنية منذ أكثر من 20 عاماً بصفة مساعد الرئيس.

ويستذكر برودين بعض النصائح البنّاءة التي نصحه بها أحد مرشديه بينما كان يحمل حقائب رؤسائه ويدوّن ملاحظاتهم، إذ قال المرشد: "أنت هنا لتتعلم، وأمامك فرصة لتثقيف نفسك والمشاركة في دورات واجتماعات شيقة"، مضيفاً نصيحة حكيمة أخرى: ضع النزاهة في مركز كل ما تفعله. أو كما قالها: "لا تتبع الألقاب البرّاقة".

وهذه بالطبع نصائح وإرشادات حكيمة. فالمسميات الوظيفية، من حيث صلتها بواقع العمل، "تعيق الطريق" كما قالت المدربة المهنية لارا هوغان لفورتشن (Fortune) العام الماضي. ومن الأفضل أن تتوقف عن التفكير فيها، والتركيز بدلاً من ذلك على العمل الذي تقوم به ولا تهتم به. وهذا ما فعله برودين، وأدّى في النهاية إلى وصوله إلى منصبه المميز بالطبع.

فبعد تلقّي نصيحة معلمه، اتخذ برودين قراراً واعياً بإعادة توجيه تركيزه إلى ما يجيده وما يمكن أن يوسع مداركه بدلاً من التركيز على الألقاب والتقديرات. واستشهد بأقوال بيتر فانهام من فورتشن خلال جلسة للرؤساء التنفيذيين ضمن فعاليات فورتشن كونيكت (Fortune Connect) وعلّق قائلاً: "لقد أتيحت لي الفرصة لاتخاذ المزيد من القرارات الواعية والمنطقية التي كنت أتجنّبها، وقادني ذلك في نهاية المطاف إلى منصبي الحالي".

بدأت قصة برودين مع شركة إيكيا في عام 1995 عندما تولى منصب مدير المشتريات في مكتب ايكيا الباكستاني الناشئ بعد رؤية إعلان في إحدى الصحف عن الوظيفة، وقال إنه اعتقد أن تلك الفرصة هي الأفضل لإثبات وجوده في الشركة واغتنام الحظ. وكان ذلك صحيحاً، فبعد وقت قصير من وصوله، حصل على ترقية ليصبح مدير المشتريات الإقليمي لجميع دول جنوب شرق آسيا.

وفي عام 1999، أصبح برودين مساعداً لمؤسس شركة إيكيا، إنغفار كامبراد، والرئيس التنفيذي حينئذ، أندرز دالفيغ، وذلك قبل أن يشقّ طريقه إلى منصب المدير الإداري لقسم عروض المنتجات والطلب في شركة إيكيا في السويد، والذي أسهم في تطوير مجموعة المنتجات وسلسلة التوريد للعلامة التجارية إيكيا، وكانت هذه محطته الأخيرة قبل أن يصبح الرئيس التنفيذي في عام 2017.

المحطة التالية: منصب الرئيس التنفيذي

كان لا بد من تغيير العقلية وطريقة التفكير في أثناء الصعود إلى منصب الرئيس التنفيذي. قال برودين: "كنت بحاجة لأن أرى نفسي شخصاً قادراً على مواجهة التحديات المختلفة التي تواجه الشركة، وذلك بعدما كنت أحمل الحقائب وأدوّن الملاحظات في هذه الشركة فقط".

ولا يعد الانتقال من منصب مساعد إلى منصب الرئيس التنفيذي أمراً شائعاً، لكن هناك حالات مميزة مشابهة لتجربة برودين. ومنها أورسولا بيرنز، وهي أول امرأة ذات بشرة داكنة تتولّى رئاسة شركة مدرجة على قائمة فورتشن 500 (Fortune 500)، والتي عملت بصفة مساعِدة تنفيذية لمدير أول في شركة زيروكس (Xerox) في أوائل التسعينيات، وسرعان ما حصلت على ترقيات عديدة أوصلتها إلى منصب الرئيس التنفيذي في عام 2009.

كما أن دالفيغ، الذي كان الرئيس التنفيذي لشركة إيكيا في الماضي وأحد المرشدين الأوائل لبرودين في الشركة، قد عمل في منصب المساعد ذات مرة. وسرعان ما وجد الاثنان سمات مشتركة من تجاربهما الصعبة، والتي قال برودين إنه وجدها مفيدة بشكل خاص. إذ قال: "بالنسبة لي على الأقل، أعتقد أنه من الضروري أن يكون هناك سمات مشتركة بين الطرفين، مثل اهتمامات أو فضول مشترك، واحترام متبادل".

وحتى في أنظمة العمل عن بُعد أو الهجينة، وفي الوقت الذي أصبح فيه التنقّل بين الوظائف أمراً شديد الشيوع، لم تتغير أهمية وجود مرشد لترسيخ الحضور في وظيفة ما. وعلّقت الرئيسة التنفيذية للنمو في شركة ديلويت (Deloitte)، ستايسي جانياك، أن الإرشاد هو أفضل رهان للعديد من الشركات لتشجيع الرضا الوظيفي والولاء.

وقالت جانياك لفورتشن: "عندما تستطيع شركة ما إشراك الموظفين، سواء بصفة مرشدين أو متدربين (متعلّمين)، فإن ذلك سيفيد أيضاً في تعزيز الشعور بثقافة الشركة، وبمزيد من التقدير، كما يمنحهم ثقة في قدرتهم على قيادة مسار حياتهم المهنية داخل الشركة. ويرغب معظم الموظفين بالتمكين في المجالات التي تهمهم بالدرجة الأولى: وهي العمل الذي يقومون به وكيف يؤدي ذلك إلى زيادة الرضا الوظيفي في أثناء تقدمهم بحياتهم المهنية".

وفي نهاية المطاف، فإن الجانب الأكثر أهمية في المرشد هو التأثير الذي يُحدِثه، خاصة بشكل حكمة حقيقية نابعة من تجربة، فبعد كل شيء، كانت هذه الحكمة جانباً مهماً من رحلة برودين إلى منصبه التنفيذي العالي الحالي. 

ولدى برودين بعض النصائح للموظفين المتفائلين الذين قد يضطرون للعمل لعقود قبل الوصول إلى المناصب التي يتطلّعون إليها. إذ قال: "ابحث عن نقطة التقاطع بين ما تجيده وما يجعلك سعيداً حقاً، وإذ نجحت في ذلك، ستكون على الطريق الصحيح. وحتى لو لم تجد القواسم المشتركة بين الطرفين، لا تيأس واستمر بالبحث".


image
image