المحتوى محمي
Al-Majarra Al-Majarra Al-Majarra
المحتوى محمي
استثمار

خبير ينصح سوق التكنولوجيا بالتريّث والتحضير للركود بعد فترة رفاه وازدهار شديدة

تأثّر قطاع التكنولوجيا بشدة بظروف السوق الهابطة (سوق الدب) التي بدأت في عام 2022، ومنذ ذلك الحين، أقلق ارتفاع أسعار الفائدة المستثمرين، وعانت أسهم شركات التكنولوجيا المضارِبة أكثر من غيرها.

بقلم


money

مارك بينيوف، الرئيس التنفيذي لشركة سيلز فورس (مصدر الصورة: ستيفان ويرموث- بلومبرغ - غيتي إميدجيز)

كان عام 2021 عام الرخاء والرفاه لشركات التكنولوجيا، والتي قضته بجني المكاسب والتوظيف والتوسّع. إذ حقّق قطاع التكنولوجيا أرباحاً تاريخية بمساعدة أسعار الفائدة المنخفضة. حتى الشركات الصغيرة والناشئة قد نالت قسطها من هذا الرخاء، إذ كان عام 2021 عاماً قياسياً في سياق عمليات الطرح للاكتتاب العام الأولي في البورصة، حيث جمعت أكثر من 900 شركة تمويلاً بما يقرب من 300 مليار دولار من خلال الطرح للاكتتابات الأولية بحلول نوفمبر/تشرين الثاني.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة سيلز فورس (Salesforce) العملاقة للبرمجيات، مارك بينيوف، في مقابلة الأسبوع الماضي مع الصحفية التكنولوجية، كارا سويشر: "كان عام 2021 أفضل عام لقطاع التكنولوجيا على الإطلاق ووفّر أفضل ظروف للشراء". ونُشرت المقابلة في بودكاست أون ويذ كارا سويشر (On With Kara Swisher) التابع لمجلة نيويورك (New York) يوم الاثنين الماضي. لكن الواقع يقول لا شيء يدوم إلى الأبد، حتى بالنسبة لشركات التكنولوجيا الرائدة.

فقد تأثّر قطاع التكنولوجيا بشدة بظروف السوق الهابطة (سوق الدب) التي بدأت في عام 2022، ومنذ ذلك الحين، أقلق ارتفاع أسعار الفائدة المستثمرين، وعانت أسهم شركات التكنولوجيا المضارِبة أكثر من غيرها. وأمضى العديد من الشركات العملاقة، بما فيها أمازون (Amazon) وميتا (Meta) وتويتر (Twitter)، الأشهر القليلة الماضية في تسريح الموظفين وتخفيف توقعات النمو وخفض النفقات كيفما أمكنهم ذلك. وقال بينيوف لسويشر إن الأشهر المقبلة قد تزداد صعوبة بالنسبة للاقتصاد، وسيتعيّن على شركات التكنولوجيا التكيف مع "الوضع الطبيعي الجديد".

وأضاف إن الكآبة التي تسيطر على السوق اليوم يمكن أن تتصاعد أكثر، وقد يكون الانكماش المحتمل مشابهاً لبعض أسوأ الأزمات المالية في العقود القليلة الماضية. وأوضح قائلاً: "الفكرة هنا هي أن هذا الركود المحتمل لن يكون أول ركود أشهده، فقد عشت ظروفاً مماثلة في عامي 2001 و2002، وكانت صعبة للغاية، حيث وجب علينا اتخاذ إجراءات بشأن الوظائف حينئذ، وواجهنا ظروف عامي 2008 و2009 أيضاً والتي كانت مشابهة نسبياً. وها نحن نواجه المصير ذاته حالياً".

نكسة مستمرة لقطاع التكنولوجيا

عندما سيطر التوتر على السوق في العام الماضي مع بدء الفيدرالي الأميركي إجراءات خفض التضخم والسيطرة عليه، شرعت الظروف بالتغيّر بالنسبة لشركات التكنولوجيا التي لم تواجه أي عقبات في السابق. إذ لم يعد النمو الاقتصادي مضموناً، وأصبح قادة الشركات أكثر حذراً، وربما كان أكثرهم حذراً هم المدراء التنفيذيون لشركات التكنولوجيا التي أنفقت الكثير في عام 2021.

وأوضح بينيوف قائلاً: "لجأنا جميعاً إلى زيادة التوظيف للاستعداد لعام آخر من هذا القبيل لأننا اعتقدنا أن هذه الظروف سوف تستمر، لكننا بدأنا نشهد لاحقاً بعض ظروف الاقتصاد الكلي غير الاعتيادية". وأضاف: "أصبح الأثر على الاقتصاد واضحاً مع تذبذب النقد، وشروع التضخم بالارتفاع، والاضطرابات التي سيطرت على سوق الأسهم، والتغيّر الذي طال ظروف الشراء والسوق ككل، حتى إن الرؤساء التنفيذيين قد أصبحوا أكثر دقة وانتباهاً للوضع الراهن".

وقد بلغ الانخفاض في مؤشر ناسداك المركّب (Nasdaq Composite) الغني بالأسهم التكنولوجية حالياً نحو 27% منذ أن وصل إلى أعلى مستوى له في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، وانعكس هذا الانخفاض بشكل خسائر بمئات المليارات في القيمة السوقية لشركات التكنولوجيا الضخمة. وأجبرت هذه الخسائر الشركات التكنولوجية كافة، بما فيها شركة سيلز فورس، على إعادة تقييم استراتيجيات الإنفاق والنمو الخاصة بها.

وعلّق بينيوف قائلاً: "مع اجتماع هذه الظروف والتغيّرات معاً وبصورة مفاجئة، وجب على الجميع التريّث والتفكير وتغيير خططهم لتناسب الوضع الجديد".

فمثلاً، بدأت شركة سيلز فورس بالفعل بخفض التكاليف وتقليل المخاطر، وأعلنت في يناير/كانون الثاني أنها ستسرّح 10% من موظفيها، أي نحو 8,000 شخص. وتخطّط الشركة لخفض النفقات بمقدار 3 إلى 5 مليارات دولار، وذلك وفقاً لتسجيل صوتي من بينيوف نقلته فورتشن (Fortune) في يناير/كانون الثاني. وأحد إجراءات خفض النفقات سيكون تقليل الحيز المكتبي، والذي وسّعته الشركة في عام 2020.

كما غادرت شركة سلاك (Slack)، التي تمتلكها شركة سيلز فورس والتي توفّر خدمة مراسلة للشركات، مقرّها الرئيسي في سان فرانسيسكو الشهر الماضي وانتقلت إلى برج شركة سيلز فورس لخفض التكاليف. وفي بريد إلكتروني أرسله بينيوف إلى الموظفين في يناير/كانون الثاني للإعلان عن التسريح، قال إن هذا التسريح يهدف إلى الاستعداد للمرحلة الاقتصادية المقبلة والتي ستكون مختلفة كثيراً.

إذ كتب فيه: "مع نمو إيرادات شركتنا خلال الجائحة، لجأنا إلى توظيف عدد كبير جداً من الأشخاص، وأدى ذلك إلى الانكماش الاقتصادي الذي نواجهه الآن، وأنا أتحمل مسؤولية هذه القرارات".


image
image