بين تباطؤ نمو الإيرادات والمستقبل الضبابي المتزايد لشركات التكنولوجيا بشكل عام، تريد شركة جوجل من موظفيها المزيد من الإنتاجية.
ويمكن القول إن قطاع التكنولوجيا كان الأسوأ أداءً وسط انكماش أكبر في السوق خلال الأشهر القليلة الماضية.
وتستعد المزيد من الأسهم المضاربة، مثل أسهم التكنولوجيا، للأسوأ مع تزايد الأحاديث حول حدوث انكماش اقتصادي حتمي في المستقبل القريب، حيث سرّحت شركات التكنولوجيا الآلاف من موظفيها.
أما في شركة جوجل، إحدى أكبر الشركات التكنولوجية في السوق اليوم، يحثّ المدراء التنفيذيون الموظفين على تحمل المزيد من المسؤولية.
وحسب ما ورد، قال الرئيس التنفيذي لشركة ألفابت، الشركة الأم لشركة جوجل، سندار بيتشاي للموظفين الأسبوع الماضي: "لدينا مخاوف فعلية من أن إنتاجيتنا ككل ليست كما يجب أن تكون بالنسبة لعدد الموظفين لدينا".
أهداف شركة جوجل
قال بيتشاي في اجتماع بين المدراء التنفيذيين والموظفين في شركة جوجل إن إنتاجية الشركة أقل من أهدافها بالنظر إلى عدد موظفيها، حسب ما أفادت شبكة سي إن بي سي (CNBC) بعد التحدث مع الحاضرين ومراجعة المستندات الداخلية.
كما طلب بيتشاي من الموظفين المساعدة من خلال تحويل ثقافة الشركة لتصبح "مدفوعة بالمهمة، وتركز على المنتجات، وموجهة نحو العملاء" بصورة أكبر، وفقاً لما ورد.
وأضاف: "يجب أن نفكر في كيفية تقليل عوامل التشتيت ورفع مستوى التميز في المنتج والإنتاجية". ولم تردّ شركة جوجل فوراً على طلب فورتشن (Fortune) للتعليق.
وحسب ما ورد، فقد أعرب موظفو شركة جوجل عن مخاوفهم بشأن التسريح المحتمل للموظفين خلال الاجتماع المذكور، حيث أصدر بيتشاي في الشهر الماضي مذكرة داخلية للموظفين أعلن فيها أن الشركة "ستبطّئ وتيرة التوظيف لبقية العام".
وكتب بيتشاي في المذكرة إن الشركة يجب أن تصبح "ريادية أكثر" وأن تعمل "بإلحاح أكبر، وتركيز أكثر حدة، وتوقٍ أكثر للإنجاز مما شهدته في أوقات الرخاء".
وبدأت الشركة رسمياً بعد أسبوع من ذلك فترة إيقاف توظيف لمدة أسبوعين من المقرر أن تستمر هذا الأسبوع. كما ورد أن بيتشاي أعلن عن مبادرة جديدة من شأنها تسهيل تلقّي ملاحظات الموظفين والترحيب بالأفكار الجديدة، وذلك للمساعدة في تعزيز الاتجاه الريادي للشركة وفقاً لشبكة سي إن بي سي.
وستكون هذه المبادرة على شكل استطلاع، إذ تفيد التقارير أن المبادرة تسعى للحصول على آراء الموظفين حول كيفية زيادة الكفاءة والإنتاجية، وكيفية خلق ثقافة أكثر تركيزاً على أهداف النمو المشتركة.
تحديات اقتصادية
حذّر بيتشاي في مذكرته للموظفين الشهر الماضي من أن شركة جوجل ليست محصّنة ضد "التحديات الاقتصادية" التي تجتاح عالم التكنولوجيا بشكل تسريح الموظفين وتجميد التوظيف.
فقد أعلنت العديد من شركات التكنولوجيا الأخرى -بما فيها شركات أوبر وميتا- منذ مايو/أيار عن إيقاف التوظيف مؤقتاً في أقسام معينة، وأقرّت شركات أخرى مثل شركة نتفليكس تسريحاتٍ للموظفين هذا العام.
وقد تكون هذه التحديات جزءاً من سبب مطالبة بيتشاي الموظفين بزيادة تركيزهم على الإنتاجية، حيث لم يعد النمو غير المقيّد في مجال التكنولوجيا ضماناً وسط تراجع السوق هذا العام.
وأصدرت شركة ألفابت، الشركة الأم لشركة جوجل، نتائج أرباحها للربع الثاني الأسبوع الماضي، وبينما توقع الخبراء تقارير تعيسة لشركات التكنولوجيا، كانت نتائج شركة ألفابت مشجّعة نسبياً، ويرجع ذلك إلى حد كبير لزيادة عائدات الإعلانات من عمليات محرك بحث جوجل المتعلقة بقطاعي البيع بالتجزئة والسفر اللذين استعادا نشاطهما.
ولكن في حين أن الإيرادات قد ارتفعت بشكل طفيف، فإنها انخفضت عموماً منذ الأيام الأولى للجائحة. وكانت عائدات شركة ألفابت في الربع الثاني من عام 2022 أعلى بنسبة 13% عن الفترة نفسها من العام الماضي، وهو تباطؤ كبير بعد قفزة إيرادات الشركة بنسبة 62% العام الماضي، ويرجع ذلك الانخفاض إلى حد كبير لارتفاع النفقات في أقسام البحث والتطوير والمبيعات والتسويق.