المحتوى محمي
المحتوى محمي
بيئة العمل

شركات تتجاهل التحذيرات وتستعيض عن الموظفين بتطبيق تشات جي بي تي

إن "استخدامات تطبيق تشات جي بي تي مثيرة للغاية، ويجب على الموظفين بالطبع التفكير في تأثيره على مسؤولياتهم ومهامهم الحالية نظراً لاتساع وجود هذه التكنولوجيا الجديدة في مكان العمل".

بقلم


money

(مصدر الصورة: نور فوتو - غيتي إميدجيز)

اكتسح تطبيق تشات جي بي تي (ChatGPT) الإنترنت فور إطلاق النسخة الشاملة منه، إذ ملأ الصفحات الرئيسية في تطبيق تويتر ورسائل البريد الإلكتروني الترويجية، وأثار نقاشات أخلاقية في المدارس والجامعات وغرف الأخبار، ووصل إلى الأحاديث اليومية للأفراد، ويبدو ألا مفر منه، وأنه أصبح بالفعل جزءاً من قرارات العديد من الشركات.

وأطلقت شركة أوبن أيه آي (OpenAI) تطبيق تشات جي بي تي في نهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني، لكن النسخة المستقرة من روبوت الدردشة العامل بالذكاء الاصطناعي قد صدرت فعلياً في أوائل شهر فبراير/شباط. وأجرت منصة الاستشارات المهنية ريزيمي بيلدر دوت كوم (ResumeBuilder.com) استقصاءً شمل آراء 1,000 شخص من قادة الأعمال الذي يستخدمون تطبيق تشات جي بي تي أو يخططون لاستخدامه، ووجدت أن ما يقرب من نصف الشركات المشمولة بهذا الاستقصاء قد استعانت بروبوت الدردشة الآلي، وقال نصف هذه المجموعة تقريباً إن تطبيق تشات جي بي تي قد حلّ بالفعل محل بعض الموظفين في شركاتهم.

وتقول كبيرة مستشاري التوظيف في شركة ريزيمي بيلدر دوت كوم، ستايسي هالر، في بيان إن "استخدامات تطبيق تشات جي بي تي مثيرة للغاية، ويجب على الموظفين بالطبع التفكير في تأثيره على مسؤولياتهم ومهامهم الحالية نظراً لاتساع وجود هذه التكنولوجيا الجديدة في مكان العمل. وتُظهر نتائج الاستقصاء أن أصحاب العمل يفكّرون فعلياً بالاستعاضة عن الموظفين البشر بالتطبيق لأداء بعض المهام والأدوار الوظيفية".

وأوضح قادة الشركات التي تستخدم التطبيق لشركة ريزيمي بيلدر دوت كوم أن شركاتهم تستخدم حالياً التطبيق لعدة أسباب، وتنوّعت الاستخدامات على النحو الآتي: 66% من الشركات تستخدمه لكتابة التعليمات البرمجية، و58% لكتابة النصوص والمحتوى، و57% لدعم العملاء، و52% لإعداد ملخّصات الاجتماعات وغيرها من الوثائق.

أما في عملية التوظيف، فقد قالت 77% من الشركات التي تستخدم التطبيق إنها تستعين به للمساعدة في كتابة الوصف الوظيفي، و66% لصياغة طلبات المقابلات، و65% للرد على طلبات التوظيف.

وقالت شركة ريزيمي بيلدر دوت كوم في بيان صحفي: "أُعجِب قادة الأعمال بأداء تطبيق تشات جي بي تي عموماً، إذ قال 55% منهم إن المواد التي ينتجها التطبيق "ممتازة"، بينما قال 34% إنها "جيدة جداً".

لا يخلو الأمر من المشاكل

باعتبار أن قادة الأعمال يركزون حالياً على إمكانيات تطبيق تشات جي بي تي، فمن الضروري أيضاً الإضاءة على المشاكل التي يعاني منها، بما فيها المخاوف المتعلقة بالغش والانتحال والسرقة الأدبية والعنصرية والتحيّز الجنسي ومشاكل الدقة والأسئلة العامة حول كيفية تدريبه على التعلم.

وأوضح إيان بوغوست من مجلة ذي أتلانتيك (The Atlantic) أنه يجب اعتبار التطبيق لعبة وليس أداة، وقال كاتب العمود التكنولوجي في صحيفة نيويورك تايمز (New York Times)، كيفين روز، إن النسخة الجديدة القائمة على الذكاء الاصطناعي من محرك البحث بينغ (Bing) التابع لشركة مايكروسوفت والمدعومة بتكنولوجيا شركة أوبن أيه آي التي أنشأت تطبيق تشات جي بي تي قد أشعرته "بارتياب عميق" وحتى "بالخوف" بعد محادثة استمرت ساعتين، وبدا النظام فيها مشوّشاً وسوداوياً إلى حد ما.

وقد حذّر الرئيس التنفيذي لشركة أوبن أيه آي، سام ألتمان، سابقاً من الاعتماد على تطبيق تشات جي بي تي لأداء أي عمل "مهم"، وأعرب في سلسلة تغريداته الأخيرة عن مخاوفه بشأن المخاطر التي تشكّلها تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، والمشاكل التي يجب الانتباه إليها، قائلاً إنه قلق من نظرة الناس في المستقبل إلينا.

وقالت هالر من شركة ريزيمي بيلدر دوت كوم في بيان: "قد يؤثّر تطبيق تشات جي بي تي على طريقة عملنا بصورة مماثلة لتأثير التكنولوجيا وتطوّرها على مر العقود الماضية، وحلولها محل العديد من الموظفين البشر. وكما هو الحال مع جميع التكنولوجيا الجديدة، سيتطور استخدام الشركات للتطبيق بشكل مستمر، وما زلنا في بداية الطريق".

وأضافت قائلة إن "النموذج الاقتصادي لاستخدام تطبيق تشات جي بي تي آخذ في التطور أيضاً، وسيكون أثر ذلك من حيث توفير النفقات إضافة إلى إعادة تنظيم وظائف معينة ضمن الشركات مثيراً للاهتمام".

فقد صرّحت معظم الشركات التي تستخدم التطبيق إن هذا الاستخدام ساعدها على توفير النفقات، إذ قالت 48% منها إنها وفّرت أكثر من 50,000 دولار، و11% قالت إنها وفّرت أكثر من 100,000 دولار.

ولا توجد حدود واضحة في الأفق لطرق استخدام الشركات لتطبيق تشات جي بي تي وأنظمة الذكاء الاصطناعي الأخرى. ووفقاً لشركة ريزيمي بيلدر دوت كوم، أوضحت 93% من الشركات التي صرّحت باستخدامها التطبيق إنها تخطط لتوسيع استخدامها، بينما قال 90% من الرؤساء التنفيذيين لتلك الشركات إن تطبيق تشات جي بي تي مفيد للباحثين عن عمل إن لم يحل هذا التطبيق محلّهم بعد.


image
image