تسير السعودية نحو 2030 بخطوات متسارعة لتحقيق اقتصاد متنوع ومستدام وبيئة جاذبة ومريحة لقطاع الأعمال، واعتمدت ضمن هذا المسعى استراتيجية المدن الذكية يوم الثلاثاء 8 فبراير/شباط والتي قد تكون استراتيجية منافسة في المنطقة، وتدعم الاقتصاد الرقمي والمعرفي.
وتشهد المدن السعودية نمواً سريعاً، حيث تجاوز عدد سكان المدن الـ85%، ما يزيد من التحديات والضغوط على المرافق والخدمات ووسائل النقل.
ويمكن للاستراتيجية الجديدة أن تحقق عدة فوائد، منها:
- تحويل خدمات القطاع البلدي والسكني إلى التقنيات الرقمية وإنترنت الأشياء.
- توفير خدمات وبيئة تحتية جاذبة ومعززة للتنوع الاقتصادي.
- تحقيق الاستدامة البيئية.
- الإشراف الحكومي الفاعل.
- حل مشاكل النقل والازدحام المروري
- توفير الطاقة
- الرفاهية
وتساهم المدن الذكية أيضاً، بجذب مستثمرين رقميين، وتعزز الصناعة وتزيد من انتاجيتها باستخدام التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي، وهي محرك قوي للنمو حيث تمثل المدن الذكية نحو 80% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
وحتى عام 2030، ستطلق وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان ضمن الاستراتيجية أكثر من 50 مبادرة في 9 قطاعات، منها: المواقف الذكية، الأنظمة الذكية للمحافظة على البيئة والتخلص من النفايات، الإسكان والإدارة المجتمعية الذكية، الأنظمة الذكية لإدارة الأراضي والأصول، الأنظمة الذكية لتحسين المشهد الحضري، والتخطيط العمراني.
وضعت الوزارة 3 أهداف لاستراتيجية المدن الذكية، هي:
- تحسين جودة حياة المواطنين.
- تحقيق الاستدامة المالية.
- تحسين جودة الخدمات المقدّمة.
وبدأت السعودية في التوجه نحو المدن الذكية منذ عام 2017، عندما أطلقت منظومة الشؤون البلدية والقروية، مبادرة "تطبيق مفاهيم المدن الذكية" استطلعت خلالها 17 مدينة رئيسية يشكل عدد سكانها نحو 72% من إجمالي السكان، وأظهر الاستطلاع أن مدن المملكة تتفاوت في جاهزيتها للتحول إلى مدن ذكية، حيث جاءت مدينة مكة المكرمة في المرتبة الأولى تليها مدينة الرياض، ثم مدينة جدة، فالمدينة المنورة.
وفي 2018 حددت وزارة الشؤون البلدية والقروية المشاريع التي يمكن تنفيذها في 5 مدن رئيسة ذكية حتى عام 2020، وهي الرياض، مكة المكرمة، المدينة المنورة، جدة، حاضرة الدمام، لتحتل الرياض المرتبة 30 عالمياً والثالثة عربياً في المؤشر الدولي للمدن الذكية عام 2021، وجاءت المدينة المنورة في المؤشر كثاني مدينة سعودية، محتلة المرتبة 73 عالمياً والرابعة عربياً، بينما تصدّرت أبوظبي ودبي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ربما تكون مهمة السعودية التي تبدو طامحة نحو التصدر في المدن الذكية، أسهل في بناء مدن من الصفر مثل مدينة نيوم وذا لاين، لكن مهمة إصلاح المدن القائمة على أسس غير ذكية هي الأصعب، لننتظر ونرى النهج الذي ستتبعه المملكة.