اعتقد البشر على مر الزمان أنه يمكنهم توقع مستقبلهم من خلال التنجيم. لكن التنجيم لا يعد أمراً محورياً في حياة معظم الناس في الوقت الراهن، ومع ذلك، ما يزال هواة هذا المجال يعتقدون أن تاريخ ولادة الأشخاص يمكن أن يؤثر على جوانب مختلفة من حياتهم، من علاقاتهم الشخصية والعاطفية إلى مساراتهم الوظيفية.
وهذا ما يجعل 70 مليون أميركي يقرؤون أبراجهم كل يوم يعتقدون أنها قد تكون السبب في أنهم ليسوا فاحشي الثراء، أو أنهم في طريقهم للشهرة، وهناك دراسة حديثة من شأنها أن تضفي بعض المصداقية على تلك المعتقدات.
فقد حلّل بنك الإقراض البريطاني كاش فلوت (Cashfloat) بيانات تاريخ الميلاد لأول 300 شخص على قائمة مجلة فوربس للمليارديرات لعام 2022 (Forbes Billionaires)، وصنّف الأبراج حسب احتمالية تحقيق الثروة استناداً إلى تلك البيانات.
ووفقاً للدراسة، فإن برج الميزان يعد الأكثر شيوعاً ضمن العينة المذكورة حيث يمثّل البرج 32 شخصاً منهم، وهو البرج الذي يوافق الأشخاص المولودين بين أواخر سبتمبر/أيلول وأواخر أكتوبر/تشرين الأول. بينما كان برج الجدي هو الأقل شيوعاً ويمثّل 15 شخصاً من العينة فقط، وهو البرج الذي يوافق الأشخاص المولودين بين ديسمبر/كانون الأول ويناير/كانون الثاني.
وهذه هي النسبة التي يمثّلها كل برج ضمن أغنى 300 شخص على القائمة المذكورة:
- الميزان 12%
- الحوت 11%
- الثور 10%
- الأسد 9%
- الحمل 8%
- العذراء 8%
- الجوزاء 8%
- الدلو 7.5%
- السرطان 7.5%
- القوس 7.5%
- العقرب 6%
- الجدي 5.5%
وفي حين أن برج الميزان كان الأكثر شيوعاً في العينة، إلا أنه لم يكن من أبراج أغنى 10 مليارديرات في قائمة مجلة فوربس، وكان تمثيله محدوداً ضمن أغنى 20 مليارديراً.
والشخص الذي يتمتع بأعلى ثروة ضمن مواليد برج الميزان في القائمة هو الابنة الوحيدة لمؤسس شركة وول مارت (Walmart)، سام والتون، وثاني أغنى امرأة في العالم، أليس والتون، حيث تبلغ ثروتها الصافية 65.3 مليارات دولار.
وكان برج الحوت ثاني أكثر الأبراج شيوعاً بين المليارديرات، إذ يمثّل 29 شخصاً في قائمة فوربس، وقد احتل المؤسس المشارك لعملاق المنتجات الفاخرة شركة إل في إم آتش (LVMH) وأحد مواليد برج الحوت، برنار أرنو، المرتبة الثالثة في قائمة فوربس للمليارديرات لعام 2022 لكنّه حالياً أغنى شخص في العالم.
أما مؤسس شركة فيسبوك، مارك زوكربيرغ، والذي أصبح أصغر ملياردير عصامي في العالم في عمر 23، فهو من مواليد برج الثور، وقال بنك كاش فلوت إنه ثالث أكثر الأبراج شيوعاً. ولطالما قوبل التنجيم باعتراض من الخبراء قائلين إنه لا يستند إلى أسس علمية.
ومع ذلك، يعتقد واحد من كل ثلاثة أميركيين أن التنجيم هو مجال علمي "للغاية" أو "نوعاً ما"، بل إن بعض قادة الأعمال يتمادون في ذلك ويسمحون للتنجيم بالتأثير على قرارات التوظيف.
وفي الوقت نفسه، يلقي بعض مناصري التنجيم باللوم أيضاً على أبراج مدرائهم عند مرورهم بتجارب سيئة في العمل. وقد ازدهر سوق التنجيم في السنوات الأخيرة، حيث ارتفعت إيرادات التطبيقات القائمة على التنجيم في الولايات المتحدة بنسبة 65% تقريباً ووصلت إلى 44 مليون دولار عام 2021.
وفي ظل الازدهار الأخير بهذه السوق، لا سيما بين جيل الألفية، ترى بعض الشركات في تشجيع الأحاديث البسيطة عن الأبراج في مكان العمل وسيلة لإيجاد مساحة للتواصل بين الموظفين الذين يتّبعون هذه الأفكار.
