المحتوى محمي
المحتوى محمي
حكومي

بيل كلينتون: توقعت غزو روسيا لأوكرانيا منذ زمن طويل

قال كلينتون: إن بوتين كان قد عارضه بشأن صفقة أبرمها مع الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين. وتضمّن الاتفاق الذي توسّطت فيه الولايات المتحدة تعهد روسيا باحترام سيادة الأراضي الأوكرانية مقابل تخلي كييف عن قوتها النووية.

بقلم


money

بيل كلينتون، الرئيس الثاني والأربعون للولايات المتحدة (مصدر الصورة: جينا موون - بلومبرغ - غيتي إميدجيز)

وصل حجم الدمار في أوكرانيا إلى مستوى لم يتوقعه ملايين الناس في جميع أنحاء العالم، لكن رئيساً سابقاً للولايات المتحدة ليس منهم، إذ قال إنه لطالما توقّع هذا الغزو الروسي في يوم من الأيام.

استحضر الرئيس الثاني والأربعون للولايات المتحدة، بيل كلينتون، في مؤتمر عقد في نيويورك هذا الأسبوع الفترة التي أدرك فيها أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لديه خطط للاستيلاء على جارته.

وقال كلينتون، الذي ظهر إلى جانب زوجته هيلاري في حفل أقيم في نيويورك، إن بوتين كان قد عارضه بشأن صفقة أبرمها مع الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين. وتضمّن الاتفاق الذي توسّطت فيه الولايات المتحدة تعهد روسيا باحترام سيادة الأراضي الأوكرانية مقابل تخلي كييف عن قوتها النووية.

ووصف كلينتون عدم موافقة بوتين في عام 2011 على الصفقة قائلاً: "قال إنه غير موافق عليها، وإنه لا يدعم الصفقة وليس ملزماً بها، وإنه علم من ذلك اليوم أننا سنشهد هذا الغزو يوماً ما".

وهذه ليست المرة الأولى التي يتذكّر فيها كلينتون في الصفقة التي عُقِدت في عام 1994، إذ كشف في أبريل/نيسان أن لديه "اهتمام شخصي" بحرب أوكرانيا، إذ يشعر بـ "السوء" لدوره في إقناع أوكرانيا بالتخلي عن أسلحتها النووية، كما مهّدت الاتفاقية الطريق لإدراج أوكرانيا لاحقاً في معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية (Treaty on the Non-Proliferation of Nuclear Weapons) بصفة دولة لا تمتلك أسلحة نووية.

قال كلينتون لإذاعة آر تي إي (RTE) الأيرلندية: "يعتقد الكثير من الأوكرانيين أن روسيا لم تكن ستنجح في هذه الحيلة لو أن ترسانة أوكرانيا النووية ما تزال موجودة".

تردّدت أصداء عدم ثقة كلينتون في بوتين لدى زوجته هيلاري، التي ترشحت للانتخابات الرئاسية لعام 2016 والتي هزمها دونالد ترامب، إذ قالت: "يشارك بوتين فيما يعتبره كفاحاً حقيقياً ولازماً لتقويض الديمقراطية الغربية وإعادة تأسيس الإمبراطورية الروسية قدر الإمكان، لذلك لن يتوقف". وذكرت صحيفة فايننشال تايمز أنهما حثّا خلال لقائهما قادة الغرب على مواصلة دعم أوكرانيا.

وقد صرّحت هيلاري سابقاً لمؤسسة فايتال فويسز (Vital Voices) غير الربحية قائلة: "أعتقد أننا بحاجة لأن نكون واضحين جداً في إيصال رسالة إلى بوتين بأننا سنبذل قصارى جهدنا للتأكد من أنه لن يحقق مبتغاه في أوكرانيا".

"في مرحلة ما، وبالنظر إلى الخسائر في جيشه وخسائر قيادته العسكرية والاضطرابات التي حدثت داخل قوات استخباراته وأمنه لأنهم أخبروه بما يريد سماعه لا بما يحصل فعلياً، ولم يكن ذلك مجدياً، أعتقد أننا سنرى الكثير من التطوّرات داخل الكرملين نتيجة ذلك".

قالت هيلاري إنه لإنهاء هذه القضية، يجب على أوكرانيا إما هزيمة الغزاة وإما، على الأقل، استعادة الأراضي الشرقية التي فقدتها العام الماضي.

وأضافت: "إنهم بحاجة إلى نفوذ، لن أثق بوجود بوتين على طاولة المفاوضات تحت أي ظرف ما لم يكن لدى الأوكرانيين الذين ندعمهم نفوذ كافٍ".

فتح الباب أمام الصين

تعتقد هيلاري أيضاً أن دعم الغرب لأوكرانيا ردع تحركاً مماثلاً للرئيس الصيني شي جينبينغ، وهو غزو تايوان. إذ قالت إنه لو لم يُقابَل غزو بوتين لأوكرانيا بأي عواقب، لشجع جي على أن يحذو حذوه، لكن الغزو قوبل بعقوبات على روسيا: "أعتقد أنه قبل الغزو الروسي، كانت لدى الرئيس الصيني فرصة جيدة للتحرك بشأن تايون، وأتوقّع أيضاً أن ما حصل أخّر هذه الخطوة فحسب".

أبدى مستشار الأمن القومي السابق في إدارة الرئيس ترامب، روبرت أوبراين، آراءً مماثلة، إذ قال لصحيفة يوميوري شيمبون (Yomiuri Shimbun) اليابانية إنه يعتقد أن الصين تعتزم غزو تايوان في غضون عام أو عامين، وإنّه ينبغي على الولايات المتحدة واليابان توفير دعم استباقي.

وأضاف أنه إذا لم تحرص الولايات المتحدة والدول الحليفة على "تزويد تايوان بالأسلحة التي تحتاجها للدفاع عن نفسها، ومنحها القوة الدبلوماسية التي تحتاجها لمنع الصينيين من الاعتقاد بأنهم يستطيعون غزو تايوان دون عواقب، فقد نكون في وضع خطير للغاية في تايوان".


image
image