المحتوى محمي
المحتوى محمي
بيئة العمل

بيل غيتس: من يتفوّق في تطوير مساعد شخصي بالذكاء الاصطناعي سيتصدر القطاع

إن الذكاء الاصطناعي المولّد للنصوص ونماذج اللغة الكبيرة التي تشغّله هي "جوهر استعداد شركة أمازون للاختراع في كل مجال من مجالات أعمالها على مدى العقود القادمة".

بقلم


money

بيل غيتس، المؤسس المشارك لشركة مايكروسفت (مصدر الصورة: ديمتريوس كامبوريس - غيتي إميدجيز لصالح مجلة تايم)

أوضح مؤسّس شركة مايكروسوفت في تصريح من شأنه أن يعرقل شكل أعمال شركة أمازون المعتادة، قائلاً إن الذكاء الاصطناعي سيجعل عملاق التجارة الإلكترونية من الطراز القديم.

وأضاف فاعل الخير والملياردير إن الشركة التي ستفوز بسباق الذكاء الاصطناعي هي التي ستنجح في تطوير مساعد شخصي يمكنه أداء مهام معينة لتوفير وقت المستخدمين.

وأضاف قائلاً: "سيكون تطوير المساعد الشخصي هو الإنجاز الأهم بغض النظر عمن يقوم به، لأن ذلك يعني أنك لن تضطر بعد الآن لزيارة مواقع بحث أو موقع لزيادة الإنتاجية بعد الآن، ولن تحتاج حتى لزيارة موقع أمازون مرة أخرى".

وهذه ليست المرة الأولى التي يعبر فيها غيتس عن آرائه حول استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل مساعد شخصي. وافترض غيتس في مارس/آذار أن خدمات مثل نماذج اللغة الكبيرة سيتزايد انتشارها على أنها مساعدة للبشر، أو على حد تعبيره: "مثل وجود موظف إداري يرافقك بمفردك".

وليس واضحاً بعد ما سيفعله هذا المساعد الشخصي، لكن مع ذلك، اقترح غيتس في حديثه يوم الاثنين خلال حدث نظّمه بنك غولدمان ساكس (Goldman Sachs) وشركة إس في إنجلز (SV Angel) في سان فرانسيسكو أن إحدى مهام المساعدين الشخصيين العاملين بالذكاء الاصطناعي ستكون قراءة "الأشياء التي ليس لديك وقت لقراءتها" من بين مهام أخرى.

وتبقى قدرة شركة مايكروسوفت على طرح نموذج من هذا النوع أمراً متروكاً للمستقبل، إذ يتوقع غيتس أن تكون الشركة الفائزة إما شركة تكنولوجيا كبيرة راسخة وإما شركة جديدة في السوق، وليس هناك طرف أكثر ترجيحاً من الآخر.

وقال غيتس: "سأصاب بخيبة أمل إذا لم تكن مايكروسوفت هي الفائزة في هذا السباق، لكنني معجب بأداء بعض الشركات الناشئة مثل إنفليكشن (Inflection)".

ويقصد غيتس شركة إنفليكشن دوت أيه آي (Inflection.AI) التي أسّسها مؤسس شركة ديب مايند (DeepMind) مصطفى سليمان، والتي تهدف إلى "إنشاء نموذج ذكاء اصطناعي شخصي لكل شخص في العالم".

ومن المؤكد أن شركة مايكروسوفت تعزّز قدرتها على المنافسة للفوز في سباق الذكاء الاصطناعي، وذلك عقب استثمار 13 مليار دولار في شركة أوبن أيه آي (OpenAI) وتضمين خدمات نظام تشات جي بي تي (ChatGPT) في محرك البحث بينغ (Bing) المُعاد إطلاقه حديثاً. وبالمثل، لم تبقَ شركة أمازون خارج المنافسة، إذ أخبر الرئيس التنفيذي آندي جاسي المساهمين في رسالة أن التكنولوجيا ستكون "جانباً فائق الأهمية" للشركة.

وكتب في الرسالة إن الذكاء الاصطناعي المولّد للنصوص ونماذج اللغة الكبيرة التي تشغّله هي "جوهر استعداد شركة أمازون للاختراع في كل مجال من مجالات أعمالها على مدى العقود القادمة". ولم تستجب شركة أمازون على الفور لطلب فورتشن (Fortune) للتعليق.

متى سيصبح ذلك "المساعد الشخصي" متاحاً؟

ليس واضحاً بعد متى سنشهد انتصار إحدى الشركات وتطوير هذه النماذج ومن سيكون المنتصر، وذلك على الرغم من تسابق الشركات لريادة مضمار الذكاء الاصطناعي.

وأوضح غيتس أن المستهلكين ربما يضطرون للانتظار بعض الوقت قبل أن تتوفر تلك النماذج المساعدة، مضيفاً إنه حتى ذلك الحين، ستستمر الشركات في تضمين تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المولّدة للنصوص الحالية في منتجاتها الخاصة.

وهذا دون احتساب التأخير الإضافي المُحتمل الناجم عن الانتظار لوضع التشريعات والقوانين اللازمة؛ إذ وقّع قادة شركات تكنولوجية، مثل إيلون ماسك من شركة تسلا والشريك المؤسس لشركة آبل ستيف وزنياك، على خطاب مفتوح يطالب بفرض حظر لمدة ستة أشهر على تطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي إلى حين طرح حواجز الأمان الضرورية لهذا القطاع.

كما دعا مؤسس شركة أوبن أيه آيه سام ألتمان إلى سن القوانين اللازمة، لكنّه لم يوقع على الرسالة المفتوحة التي تدعو إلى الحظر. واتفق غيتس مع هذا الرأي المعارض، قائلاً إن الحظر لن يحل أياً من التحديات التي تواجه البشرية؛ لأنه من غير الممكن إيجاد نهج عالمي موحّد في هذا الميدان.

وعلى الرغم من أن غيتس أشار باستمرار إلى مخاطر إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي، فقد سلّط الضوء أيضاً على النتائج الإيجابية التي يمكن أن تحققها التكنولوجيا للبشرية.

وأكّد على آرائه مجدداً هذا الأسبوع، قائلاً إنه يأمل في انتشار التكنولوجيا لتعزيز تطوير الأدوية وتحسين قطاع الرعاية الصحية عموماً، وذلك على الرغم من التحذيرات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية من إمكانية تأثير التحيّز الذي يعاني منه الذكاء الاصطناعي على تجارب الأدوية إذا لم تُراقَب التكنولوجيا وتُراجَع بشكل كافٍ.

وأضاف المؤسس المشارك لمؤسسة بيل ومليندا غيتس فاونديشن (Bill & Melinda Gates Foundation) إن نماذج اللغة الكبيرة التي تتصف بالقدرة على كتابة نصوص مقنعة ستؤثر على الموظفين الإداريين، وهي نظرية يدعمها بنك غولدمان ساكس الذي توقّع زوال 300 مليون وظيفة أو تدهورها بسبب التكنولوجيا.

وفي الوقت نفسه، من المحتمل أن تحل الروبوتات محل العمّال (العمالة اليدوية) حسبما قاله غيتس، إذ قال إن الروبوتات البشرية (الروبوتات الشبيهة بالبشر) المستقبلية ستكون أقلّ تكلفة من نظرائها البشر.


image
image