المحتوى محمي
Al-Majarra Al-Majarra Al-Majarra
المحتوى محمي
مالية ومصارف

بيل غيتس يعتقد أن ازدهار الصين يصب في مصلحة العالم بأكمله

كان ينبغي على الصين أن تسارع إلى توفير اللقاحات بشكل أسرع، وخاصة للمسنين، إذ كان ذلك كفيلاً بأن يساعدها على الانفتاح في وقت أبكر بطريقة أو بأخرى.

بقلم


money

بيل غيتس، المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت (مصدر الصورة: WILL MURRAY- Getty Images)

يعتقد بيل غيتس أن ازدهار الصين "يصب في مصلحة العالم بأكمله"، لكن يدرك أيضاً أن لا أحد يوافقه الرأي. إذ أوضح المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت وجهة نظره بشأن تحول الصين من اقتصاد نامٍ إلى قطب عالمي رئيسي، وذلك في معهد لوي (Lowy Institute)، وهو مركز أبحاث في سيدني. وقال غيتس: "لقد تحولت الصين من دولة شديدة الفقر في عام 1980 تعاني من الفقر والمجاعة وسوء التغذية إلى أغنى بلد متوسط الدخل في العالم، إنه أمر لا يصدق ويصب في مصلحة الجميع".

وحذّر الملياردير ورابع أغنى شخص في العالم حالياً أيضاً من المواقف السلبية تجاه الصين في الولايات المتحدة في الوقت الراهن، ومن موقف الصين بالمقابل كذلك الأمر. وقال: "أعتقد أن النظرة الأميركية الحالية تجاه الصين، والتي تعد نظرة متبادلة بين الطرفين فعلياً، هي اتجاه خاسر.

وإذا سألت السياسيين الأميركيين مثلاً إن كانوا يفضلون أن ينمو اقتصاد الصين أو أن يتباطأ، أعتقد أنهم سيفضلون التباطؤ والآثار السلبية المترتّبة عليه تجاه الصين، وذلك دون أدنى تفكير بأن الحلول اللازمة للاقتصاد العالمي هي حصيلة جهد جماعي، بما فيها إيجاد علاج للأمراض المستعصية ومواجهة التغيّر المناخي".

وحذّر أيضاً من أن التشدد الحالي تجاه الصين في الولايات المتحدة يمكن أن "يكون له عواقب سلبية"، ولم يعطِ مثالاً عن ذلك، لكن المشرّعين الأميركيين قد صوّتوا بأغلبية ساحقة هذا الشهر لصالح إنشاء لجنة مختارة في مجلس النواب مهمتها استكشاف التهديدات المختلفة التي تشكّلها الصين للولايات المتحدة ومواجهة تلك التهديدات التي وصفها النائب الجمهوري عن ولاية ويسكنسن، مايك غالاغر، بأنها "استراتيجية جماعية منسَّقة لتقويض القيادة والسيادة الأميركيتين" من قبل الحزب الشيوعي الصيني.

وأشار غيتس أيضاً إلى الأهمية الاقتصادية للصين قائلاً إنها تمثّل 20% من سكان العالم. وأوضح قائلاً: "يتطابق نصيبهم من الاقتصاد العالمي ومن تعداد سكان العالم تماماً، ولكن في بلدان مثل أستراليا والولايات المتحدة، فإن نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي يبلغ خمسة أضعاف نصيب الفرد الصيني، لذا فإن حصصنا من الاقتصاد العالمي متفاوتة بشكل ملحوظ".

لكن آراء غيتس ليست داعمة للصين بالكامل، إذ وجّه انتقادات أيضاً وتحدّث عن "غياب الديمقراطية" وأن الصين تمثّل "حالة شاذة نظراً لمستوى الثروة التي تملكها وحقيقة أنها ما تزال تعاني من الاستبداد". كما انتقد تأخّرها في توفير اللقاحات لشعبها بالشكل المطلوب في وقت مبكّر من الجائحة.

وقال: "كان ينبغي على الصين أن تسارع إلى توفير اللقاحات بشكل أسرع، وخاصة للمسنين، إذ كان ذلك كفيلاً بأن يساعدها على الانفتاح في وقت أبكر بطريقة أو بأخرى". ويُذكَر أن الصين قد خفّفت مؤخراً قيودها الصارمة المتعلقة بالجائحة، وتشهد زيادة طفيفة في الوفيات الناجمة عن الجائحة مع تخفيف قيود التنقل بشكل ملحوظ، لكن من المحتمل أن تكون أرقام الوفيات المُعلَنة أقل بكثير من الأرقام الفعلية، إذ قال غيتس: "لن نعرف أبداً تلك الأرقام الفعلية".

وأوضح أن دولاً مثل الصين بحاجة لإبراز نفسها بشكل أكبر في المشهد الدولي. وأضاف: "يمكننا القول إن الولايات المتحدة اليوم أضعف سياسياً مما كانت عليه سابقاً، وهذا أمر مخيف بالنسبة للعالم، إذ إن النظام العالمي الحالي متمحور حول قيادة الولايات المتحدة، لكن مع ازدياد ثراء البلدان الأخرى بما فيها الدول متوسطة الدخل مثل الصين والهند، فإنه يجب على هذه الدول تعزيز مشاركتها في النظام العالمي".


image
image