المحتوى محمي
المحتوى محمي
مالية ومصارف

بنك أوف أميركا يجني فوائد انهيار بنك سيليكون فالي

مصائب قوم عند قوم فوائد؛ يبدو حالياً أن الفائدة ستكون لصالح بنك أوف أميركا، والذي استقبل أكثر من 15 مليار دولار من الودائع بعد انهيار بنك سيليكون فالي.

بقلم


money

(مصدر الصورة: فورتشن العربية، تصميم: أسامة حرح)

استفاد أحد أنصار وول ستريت من انهيار بنك سيليكون فالي (Silicon Valley Bank) مؤخراً، إذ أصبح بنك أوف أميركا (Bank of America) وجهة الشركات الناشئة وأصحاب رؤوس الأموال المغامرة الذين يسارعون لوضع أموالهم في أيادٍ أمينة بعد انهيار بنك سيليكون فالي.

وقد انهار بنك سيليكون فالي في أواخر الأسبوع الماضي بعد أن حاول المودعون سحب 42 مليار دولار من البنك، وتولّت الوكالة الفيدرالية للتأمين على الودائع (Federal Deposit Insurance Corporation) الحراسة القضائية على البنك خلال عطلة نهاية الأسبوع. وفي غضون ذلك، استحوذت إدارة الخدمات المالية في نيويورك (New York Department of Financial Services) على بنك سيغنتشر (Signature Bank) يوم الأحد، قائلة إن البنك قد "فشل في تقديم بيانات موثوقة ومتّسقة، ما تسبب في أزمة ثقة كبيرة في قيادة البنك".

وكما يقول المثل، مصائب قوم عند قوم فوائد؛ يبدو حالياً أن الفائدة ستكون لصالح بنك أوف أميركا، والذي استقبل أكثر من 15 مليار دولار من الودائع بعد انهيار بنك سيليكون فالي.

وقالت مصادر مطّلعة على الأمر لشبكة بلومبرغ إن التدفقات الواردة إلى بنك أوف أميركا قد جاءت من عملاء قلقين راغبين بتحويل أموالهم إلى مؤسسة مالية يعتبرونها أكبر من أن تفشل بشكل مماثل، والفيدرالي الأميركي يعتبرها كذلك أيضاً، كما أن البنك هو ثاني أكبر بنك في الولايات المتحدة. وفي الواقع، يكشف أحدث تقرير سنوي للبنك لعام 2022 أن الدخل الصافي للبنك بعد الضرائب قد بلغ 27.5 مليار دولار، وأن قيمة الأصول التي يملكها البنك قد بلغت 3.05 تريليونات دولار من الأصول.

طفرة البنوك الكبرى

بنك أوف أميركا ليس البنك العملاق الوحيد الذي يشهد تدفقاً بعد التطورات الأخيرة، فوفقاً لتقارير من صحيفة فايننشال تايمز (Financial Times)، يدعم بنك جيه بي مورغان (JPMorgan) مجموعة عملائه الجدد من خلال تقليل وقت الانتظار لفتح حساب جديد، كما يعمل على تسريع المعدّل الذي يمكن للعملاء الجدد الوصول به إلى الأموال، وذلك لضمان قدرتهم على دفع رواتب الموظفين هذا الأسبوع، وذلك حسبما أكد مصدر مطّلع على الأمر.

وحسب ما ورد، سارع بنك سيتي غروب (Citigroup) أيضاً إلى جذب العملاء، حيث شهدت جميع البنوك الكبيرة تدفقاً كبيراً على وجه الخصوص من أصحاب الحسابات التي تضم ما يزيد على 250,000 دولار، وهي العتبة التي يتوقف عندها التأمين الفيدرالي، وذلك على الرغم من تعهّد الحكومة بأنها ملتزمة بتأمين كافة الحسابات.

وشبّه أحد كبار المصرفيين المكالمات الواردة إلى البنك بالاندفاع في مطار شيكاغو أوهير (Chicago’s O’Hare) في يوم صحو، وذلك كناية عن حجم التدفق الهائل، كما أكّدت مصادر أخرى على أنه جرى نقل موظفين من وظائفهم الحالية مؤقتاً للتعامل مع الاندفاع الجماعي للاتصالات والاستفسارات.

والملياردير مارك كوبان هو واحد من أولئك الذين يحاولون جاهدين إنشاء حسابات جديدة، إذ قال في مكالمة سبيس (Space) على منصة تويتر (Twitter) خلال عطلة نهاية الأسبوع إنه يسعى جاهداً لإنقاذ "شركته الصغيرة"، وهي منصة الأدوية الميسورة التكلفة كوست بلاس دراغز دوت كوم (CostPlusDrugs.com)، عن طريق التواصل مع البنوك وفتح حسابات جديدة وتحويل أمواله إليها. ويُذكَر أن بنك أوف أميركا، وبنك سيتي غروب، وبنك جيه بي مورغان، لم يستجيبوا على الفور لطلب فورتشن (Fortune) للتعليق.

سر بيع محفظة سندات بنك سيليكون فالي

تتراوح الأسباب التي شاعت في السوق لانهيار بنك سيليكون فالي من "فشل الإدارة" إلى الذعر المصرفي إلى خسائر من محفظة السندات التي بيعت إلى مشترٍ غامض في 8 مارس/آذار.

وقالت وكالة رويترز (Reuters) إن بنك سيليكون فالي قد اضطر إلى الاعتراف بخسارة 1.8 مليار دولار في محفظة سندات بقيمة 21 مليار دولار تتكون إلى حد كبير من سندات الخزانة الأميركية، وكانت عوائد المحفظة أقل بكثير من عائد سندات الخزانة الحالي لأجل 10 سنوات، والذي يبلغ نحو 3.9%، بينما بلغت عوائد المحفظة 1.79% فقط.

وأكّد بنك سيليكون فالي مؤخراً أن بنك غولدمان ساكس (Goldman Sachs) هو المشتري الغامض للمحفظة المثيرة للمشاكل. وقال متحدث باسم بنك سيليكون فالي لوكالة رويترز إن الصفقة تمّت "بأسعار متفاوَض عليها" وحققت عائدات بقيمة 21.45 مليار دولار. ورفض بنك غولدمان ساكس طلب فورتشن التعليق.


image
image