المحتوى محمي
المحتوى محمي
نفط وطاقة

صفقة مرتقبة بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة لتوريد 10 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال

أدّى الارتفاع الهائل في أسعار الغاز الطبيعي إلى أزمة طاقة أوروبية على مدار العام الماضي، وتفاقمت الأزمة في عام 2022 بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا والجهود اللاحقة بأوروبا.

بقلم


money

(مصدر الصورة: فورتشن العربية، تصميم: أسامة حرح)

تشير أخبار جديدة إلى أن المملكة المتحدة والولايات المتحدة تقتربان من عقد صفقة ستشهد ضخ أميركا إمداداتٍ ضخمة من الغاز الطبيعي في السوق البريطانية.

إذ أدّى الارتفاع الهائل في أسعار الغاز الطبيعي إلى أزمة طاقة أوروبية على مدار العام الماضي، وتفاقمت الأزمة في عام 2022 بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا والجهود اللاحقة في أوروبا لتقليل اعتمادها على الطاقة الروسية. وقد تضررت المملكة المتحدة بشكل خاص من الأزمة، إذ تعتمد بشكل كبير على الغاز الطبيعي كمصدر للطاقة، ويعاني حالياً ما يقدّر بنحو 6.7 ملايين أسرة في البلاد من "فقر الوقود" مقارنة بـ 4.5 ملايين في العام الماضي.

فقد شهدت الأسر البريطانية زيادة في فواتير الطاقة بنسبة 54% في أبريل/نيسان، وكان متوقعاً أن ترتفع بنسبة 80% أخرى في أكتوبر/تشرين الأول قبل أن يحد تدخل الحكومة من ارتفاع الأسعار في أكتوبر/تشرين الأول بنسبة 27%. ومع ذلك، قلّصت الجهات التشريعية البريطانية هذا الدعم مؤخراً، ما يعني أنه سيكون سارياً لمدة ستة أشهر فقط بدلاً من فترة السنتين التي وعدت بها في البداية.

ونتيجة لذلك، يمكن أن ترتفع أسعار الطاقة بشكل حاد مرة أخرى في أبريل/نيسان المقبل، وذلك بالتوازي مع استعداد الهيئة الناظمة للطاقة في بريطانيا لمراجعة سقف أسعارها.

وذكرت صحيفة التلغراف (Telegraph) البريطانية مساء الاثنين أن رئيس الوزراء المعيّن حديثاً، ريشي سوناك، سيعلن عن اتفاق كبير للطاقة مع الولايات المتحدة بعد قمة الأمم المتحدة للتغير المناخي كوب 27 (COP27). وحسب ما ورد، فإن شراكة أمن الطاقة المرتقبة أصبحت في المراحل النهائية من المحادثات. وستبيع الولايات المتحدة بموجب الاتفاق ما يصل إلى 10 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال إلى المملكة المتحدة خلال العام المقبل حسب ما ذكرته صحيفة التلغراف.

كما تعهّدت الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا العام بتزويد الاتحاد الأوروبي بأكمله بـ 15 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال. كما ورد أن سلف سوناك، ليز تروس، قد ناقشت الصفقة مع الرئيس الأميركي جو بايدن، لكنها استقالت من منصبها قبل الانتهاء من الاتفاق والإعلان عنه.

وذكرت الصحيفة أن المسؤولين البريطانيين الذين يعملون تحت قيادة سوناك واصلوا متابعة الصفقة، ويُتوقَّع أن يصدر الإعلان في غضون أسبوعين. ولم يكن المتحدث باسم الحكومة البريطانية متاحاً للتعليق على تقرير صحيفة التلغراف عندما تواصلت فورتشن (Fortune) معه.

وفي حين أنه من غير الواضح متى ستدخل إمدادات الغاز الطبيعي المسال الأميركية السوق البريطانية، فإن الصفقة ستؤمن قسماً من موارد الطاقة المطلوبة بشدّة في بريطانيا، والتي تكافح في ظل نقص خطير محتمل وارتفاع الأسعار.

وحذّرت الشبكة الوطنية للطاقة في المملكة المتحدة مؤخراً من إمكانية فرض قطع التيار الكهربائي بين الساعة 4 مساءً و7 مساءً في أيام الأسبوع الشتوية "القارسة" إذا قطعت أوروبا صادراتها من الغاز الطبيعي، حيث تقدم الشبكة خصومات على فواتير الكهرباء للأسر إذا خفضت استهلاكها في أوقات الذروة. وستساعد الصفقة مع الولايات المتحدة أيضاً المملكة المتحدة على وقف استيراد الغاز الطبيعي الروسي، الذي مثّل 4% من إمدادات بريطانيا في عام 2021.


image
image