قد يكون سعر البيتكوين قد انخفض بنسبة 50% عن ذروته في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ولكن يعتقد أن شخصاً ما متفائل ويعتقد على الأقل أن الوقت قد حان للشراء في ظل انخفاض القيمة.
حيث أعلن رئيس السلفادور نجيب بوكيلي يوم الاثنين الماضي أن بلاده قد اشترت 500 بيتكوين بسعر وسطي بلغ 30,744 دولاراً للعملة الواحدة، وهذه أكبر كمية من البيتكوين يشتريها البلد الأميركي اللاتيني منذ أن طرح بوكيلي مناقصة قانونية للعملات المشفرة في سبتمبر/أيلول الماضي.
ووفقاً لشبكة "بلومبرغ"، تمتلك السلفادور الآن 2,301 بيتكوين تبلغ قيمتها نحو 73 مليون دولار بالأسعار الحالية. وكانت آخر مرة اشترت السلفادور فيها بيتكوين في يناير/كانون الثاني، عندما اشترت 410 بيتكوين بسعر وسطي بلغ 36,585 دولاراً للعملة الواحدة.
ومع ذلك، فإن معظم السلفادوريين ليسوا متحمسين للبيتكوين مثل رئيسهم.
ويُذكر أن السلفادور قد حاولت تشجيع اعتماد البيتكوين على نطاق أوسع من خلال إنشاء شبكة من أجهزة الصراف الآلي الخاصة بالبيتكوين وإطلاق محفظة إلكترونية تسمى "شيفو" (Chivo) مع مكافأة تسجيل بقيمة 30 دولاراً بشكل بيتكوين. وفي ذلك الوقت، جادل بوكيلي بأن البيتكوين يمكن أن تساعد في توفير الخدمات المالية للمواطنين السلفادوريين الذين لا يمتلكون حسابات مصرفية ويشكلون نحو 70% من السكان. ومع ذلك، بعد ما يقرب من ثمانية أشهر، تخلى معظم السلفادوريين عن عملة البيتكوين.
يشير استطلاع نشره "المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية" الأميركي (National Bureau of Economic Research) الشهر الماضي إلى أن 20% فقط من السلفادوريين لا يزالون يستخدمون محفظة "شيفو" الإلكترونية، حيث توقّف معظم المستخدمين عن استخدام الخدمة بعد صرف المكافأة البالغة 30 دولاراً التي أطلقتها الحكومة لدفع المواطنين لتنزيل تطبيق المحفظة الإلكترونية، ويقول المكتب الوطني إن العشرين في المائة النشطين يستخدمون المحفظة في الغالب لتخزين وتداول الدولارات، وليس البيتكوين.
ووجد الاستطلاع أن المستخدمين الذين تمسكوا بعملة البيتكوين كانوا صغاراً في السن وذكوراً وحاصلين على تعليم ولديهم حسابات بنكية بالفعل، ما يعني أن السلفادوريين الذين لا يتعاملون مع البنوك فضّلوا النقود في الغالب.
وحاولت السلفادور أيضاً إطلاق "السندات البركانية" في مارس/آذار، وهي سندات مدعومة بالبيتكوين بقيمة 1 مليار دولار تهدف إلى تمويل بناء "مدينة البيتكوين" (Bitcoin City) التي ستكون مركزاً لتعدين البيتكوين مدعوم بالطاقة الحرارية الأرضية. وهناك معلومات متضاربة حول مدى جودة أداء السندات، حيث ادعى وزير مالية السلفادور في مارس/آذار أن الطلب على السندات بلغ 1.5 مليار دولار، لكن شبكة "بلومبرغ" تشير إلى أن السندات قد تراجعت في الأسواق الدولية.
وانتقدت وكالات التصنيف والمؤسسات المالية الدولية تحول السلفادور إلى البيتكوين، حيث قال "صندوق النقد الدولي" إن الانتقال "ينطوي على مخاطر كبيرة بشأن النزاهة المالية ونزاهة السوق، والاستقرار المالي، وحماية المستهلك".
وعلى الرغم من التحذيرات الدولية بشأن استخدام البيتكوين، فإن بعض البلدان تمضي قدماً في خططها لاعتماد العملة المشفرة رسمياً. حيث أعلنت جمهورية إفريقيا الوسطى أنها ستقبل البيتكوين عملةً رسمية في أواخر أبريل/نيسان الماضي. كما وافق المجلس التشريعي في بنما مؤخراً على قانون يسمح باستخدام البيتكوين والعديد من العملات المشفرة الأخرى وسيلةً للدفع، بالإضافة إلى إطلاق محفظة إلكترونية وطنية شبيهة بـمحفظة "شيفو" السلفادورية.
وانخفض سعر البيتكوين إلى ما دون 30 ألف دولار بقليل يوم الاثنين قبل أن يتعافى إلى 32,270 دولاراً مؤخراً، ما يوفر مكاسب سريعة ولكن ربما مؤقتة لعملة السلفادور الجديدة.