المحتوى محمي
Al-Majarra Al-Majarra Al-Majarra
المحتوى محمي
أخبار

الملياردير المستثمر راي داليو يقول إن طفرة الذكاء الاصطناعي ستقلص أيام العمل الأسبوعية إلى ثلاثة

"سوف نكتسب مقدرة إنتاجية يعجز العقل عن الإحاطة بها. سوف نشهد الروبوت المعزز بالذكاء الاصطناعي؛ يكاد يكون بشراً. وإن أجدنا إدارة هذا الأمر، فأعتقد أن أسبوع العمل سيتقلص".

بقلم


money

راي داليو، مؤسس شركة بريدج ووتر أسوشيتس (مصدر الصورة: تايلور هيل، غيتي إميدجيز)

أضحى الذكاء الاصطناعي شغل وول ستريت الشاغل وسبباً في مخاوف مصيرية متعاظمة خلال العام الماضي، إلا أن الأسطورة الاستثمارية راي داليو يرى أن فوائده "مذهلة" على الرغم من ذلك.

أسس داليو شركة بريدج ووتر أسوشيتس (Bridgewater Associates) في السبعينيات وحوّلها إلى أكبر صندوق تحوّط في العالم، وفي معرض حديثه إلى قمة آسيا التي عقدها معهد ميلكن الخميس الماضي، قال إن العالم على أعتاب "واقع جديد هائل" مختلف.

وحدد خمس "قوى في عصرنا" قال إنها سوف تتطور وتُحدث تغييراً جذرياً في عالمنا؛ نمو الديون بحجم غير مسبوق، والصراع السياسي الداخلي في دول مثل الولايات المتحدة، والنظام العالمي المتغير، وتغير المناخ، والفتوحات التكنولوجية. وعند تناوله "القوة" الأخيرة تحديداً، اعتبر داليو الذكاء الاصطناعي قوة تحول هائلة، ووصف هذه التكنولوجيا بأنها "بمثابة الطاقة النووية، ولكنها أعتى قوة".

وقال متنبئاً، "سوف نكتسب مقدرة إنتاجية يعجز العقل عن الإحاطة بها. سوف نشهد الروبوت المعزز بالذكاء الاصطناعي؛ يكاد يكون بشراً. وإن أجدنا إدارة هذا الأمر، فأعتقد أن أسبوع العمل سيتقلص. ربما تتناقص أيام العمل الأسبوعية إلى ثلاثة أيام أو نحو ذلك". ولكنه ينبهنا إلى أنه ما لم تُفرض تدخلات معينة، فلن ينتفع من تلك المتغيرات سوى شريحة وحيدة من المجتمع.

وقال، "سوف تتحول المسألة إلى جدال حول ماهية الفعل وآلية تنفيذ ذلك الفعل"، مشيراً إلى أنه في الوقت الذي يزعزع فيه الذكاء الاصطناعي سوق العمل، سوف يجد بعض العمال أنفسهم بلا فائدة تذكر، أو أنهم بلا أي فائدة في الاقتصاد الجديد، بينما سيستمر آخرون في كدحهم". "وسوف ينجم عن ذلك تبعات هائلة فيما يتعلق بالثروات".

ومنذ أتاحت شركة أوبن أيه آي الصعود الكبير لروبوت الدردشة تشات جي بي تي، جرى استثمار مليارات الدولارات في تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي. وعلى الرغم من ذلك، فقد دق ازدهار الاعتماد على الذكاء الاصطناعي جرس الخطر إزاء احتمال إحلال الآلة محل ملايين العمال، بما يعني تعزيز أرباح الشركات لكن مع اتساع الفجوة بين الأثرياء والفقراء.

الحاجة إلى يقظة صناع السياسات

كما طرح داليو أمام حضور فعالية معهد ميلكن الأسبوع الماضي رأياً مفاده إن على صناع السياسات وبقية أصحاب المصلحة المشاركين في تنفيذ الذكاء الاصطناعي إدراك ضرورة ألا تؤدي الفوائد المرتقبة للتكنولوجيا إلى تفاقم عدم المساواة. إذ يقول: "ينبغي أن تصاحب منافع الإنتاجية قرارات تحدد طريقة مشاركتها".

وقال داليو إن هناك حاجة إلى إصلاحات تكفل عدم تفاقم فجوة الثروة نتيجة اضطرابات اجتماعية تلوح في الأفق. ولكنه يشك في إمكانية تحقيق ذلك في خضم المناخ السياسي الراهن.

وجادل بقوله إن "السبيل الوحيد إلى ذلك هو وجود مسار أوسط قوي، والأفضل أن يكون لهذا المسار الأوسط القوي قائد. أتصور رئيساً لديه حكومة من الحزبين. ومن ثم يجب الشروع في إحداث إصلاح واسع النطاق؛ إصلاح للنظام من شأنه أن يجعله مفيداً للأغلبية".

وأضاف إنه يجب أن يكون هناك "ما يعادل مشروع مانهاتن" بين الحزبين، قاصداً المشروع السري الذي تحقق خلال حقبة الحرب العالمية الثانية ليشهد العالم ميلاد أول قنبلة ذرية، بغرض التوصل إلى خطة إصلاح.

"ولأنه يعتمد على الحزبين فربما أمكن تحقيق ذلك"، كما يقول. "كل ما أقوله غير مرجح التحقيق في الوقت الحالي، لأن ما بين الحزبين [في أميركا] يعكس في الواقع حقيقة أن كل شريحة من شرائح السكان تقاتل من أجل نفسها، لتحقق الانتصار بأي ثمن. والحق ألا منتصر هناك، حيث لا سبيل لأن يقضي طرف على الآخر".

كيف يتحضر المستثمرون؟

ورداً على سؤال حول كيفية استعداد المستثمرين لهذا التغيير في النظام العالمي، بما في ذلك التأثير المزعزع للذكاء الاصطناعي، قال داليو إن من المهم أن تتجاوز الرؤية الشركات التي تؤثر بشكل مباشر في هذا التحول.

وقال: "سيكون الأمر في ظل التكنولوجيا الجديدة أشبه بالدخول في جمود زمني. سوف نكون في عالم مختلف، يُفرض فيه واقع جديد على الشركات التي سبق أن فرضت علينا واقعاً جديداً. وأنا لا أود انتقاء تلك الشركات التي تصنع تكنولوجيا جديدة. إذ يتوجب عليّ انتقاء تلك التي تستغل التكنولوجيا الجديدة بأفضل طريقة ممكنة".

وأضاف إنه بسبب الشكوك بشأن العرض والطلب على الديون، فإنه لا يرغب في "امتلاك الديون والسندات وتلك الأنواع من الأشياء". وقال داليو إن "السيولة النقدية هي الخيار الأمثل في الوقت الحالي مؤقتاً"، لكنه أشار إلى أنه لا يعتقد "أنها ستكون خياراً دائماً بسبب المسائل التي نتحدث عنها".

وكان صاحب صندوق التحوط، الذي يقدر صافي ثروته بنحو 16.5 مليار دولار، قد ترك منصب الرئيس التنفيذي المشارك في شركة بريدج ووتر في العام 2017، ولم تعد له حصة الأغلبية في الشركة منذ العام الماضي. وتدير بريدج ووتر، التي أسسها داليو من شقته في نيويورك، أصولاً تتجاوز قيمتها 120 مليار دولار.


image
image