المحتوى محمي
المحتوى محمي
قصة ريادة

القورو السعودية لتقنيات التعليم تستعد لتصبح شركة مليارية

لا تدخل القورو في منافسة مع شركات تقنيات التعليم الأخرى، ولكن هناك تعاوناً أكثر منه تنافساً، إذ إن التعاون ضروري في تلك المرحلة من أجل زيادة نمو هذه السوق، الأمر الذي يفيد الصناعة؛ لذا يجب الترحيب بلاعبين جدد في المجال.

بقلم


money

مهند الجاسر، الشريك المؤسس ومدير عام منصة القورو السعودية المتخصصة في تقنيات التعليم (مصدر الصورة: فورتشن العربية)

انضمام منصة القورو (AlGooru) السعودية المتخصصة في تقنيات التعليم إلى برنامج الشركات السعودية المليارية (Saudi Unicorns) يجعلها تحصل على دعم غير مسبوق من أجل الوصول إلى التقييم الملياري، وفقاً للشريك المؤسس ومدير عام المنصة مهند الجاسر. 

التعلق بتكنولوجيا التعليم

الإصابة بمرض التصلب اللويحي المتعدد في أثناء دراسة علوم الحاسب وهندسة البرمجيات بجامعة فيكتوريا في كندا، كانت السبب في لفت انتباه الجاسر لأهمية تكنولوجيا التعليم، حسب حديثه مع فورتشن العربية، إذ يشير إلى أنه كان يلجأ إلى التواصل مع مدرسين عبر برنامج سكايب (Skype)، وتلك التجربة كانت الشرارة التي ألهمته لإطلاق منصة تسهّل التواصل بين المدرسين والطلاب متخصصة فقط في هذا المجال؛ فأطلق الجاسر منصة علمني عام 2016، لربط الطلاب بمدرسين خصوصيين من خلال حصص عبر الإنترنت.

لم تحقق المحاولة الأولى للجاسر النجاح المطلوب، لعدم وجود الخبرة الكافية، ولرغبته في التركيز في دراسته، إذ وجد أن الجمع بين إدارة مشروع ناشئ والدراسة بكندا شيء صعب.

عاود الجاسر الكرّة في 2019، وأعاد العمل على فكرة مشروع علمني من جديد، وأسس تشيل ليرن (Chill Learn) بجانب عمله ومشاركته في تأسيس شركات ناشئة أخرى متخصصة في التوظيف عن بُعد وتجارة الأجهزة الكهربائية وخدمات التوصيل، لكن شغفه بمجال تقنيات التعليم كان أكبر؛ فقرر التفرغ له، خصوصاً بعد تطور هذا المجال عقب جائحة كوفيد-19.

نمو عمل شركته الناشئة، دفع منصة القورو التي تأسست في السعودية عام 2021، للاستحواذ على تشيل ليرن في أواخر 2021، لينضم الجاسر لها مؤسساً مشاركاً ومديراً عاماً.

تحقيق النمو

توفر القورو معلمين خصوصيين في جميع المواد بكل المراحل، وخطة دروس خصوصية مصممة خصيصاً حسب احتياجات الطلاب، كما تقدم باقات اشتراك شهرية وسنوية ونصف سنوية، مع إمكانية تضمين أكثر من طالب في باقة واحدة إن كان لولي الأمر أكثر من ابن.

حققت المنصة معدلات نمو كبيرة، وفقاً للجاسر، إذ شهدت نمواً في حجم السلة تجاوز 1000% من الربع الأول إلى لربع الرابع من عام 2022، وقدمت أكثر من 10 آلاف حصة دراسية، كما حققت نمواً شهرياً تجاوز 75% حتى الآن، بجانب وصول عدد الموظفين إلى 60 موظفاً.

جمعت القورو استثمارات وصلت إلى 3.1 ملايين دولار حتى الآن من مستثمرين محليين وإقليميين ومقيمين في وادي السيليكون، إذ نجحت المنصة في إقناع المستثمرين بخدماتها ونموذج عملها، وفقاً للجاسر، الذي أشار إلى أن الاستحواذ على شركات أخرى أمر مطروح، وهذا يعتمد على أهداف الشركة، مع أهمية أن تكون الشركة التي سيتم الاستحواذ عليها سعودية.

يضيف الجاسر إن القورو لا تدخل في منافسة مع شركات تقنيات التعليم الأخرى، ولكنّ هناك تعاوناً أكثر منه تنافساً، إذ يرى أن التعاون ضروري في تلك المرحلة من أجل زيادة نمو هذه السوق، الأمر الذي يفيد الصناعة؛ ولذلك يجب الترحيب بلاعبين جدد في المجال.

تحديات

أما عن أبرز التحديات التي تواجه المنصة فيقول الجاسر إن مجال تكنولوجيا التعليم ما زال ناشئاً في بداياته، بل في مرحلة النشوء والتكوين بالمملكة السعودية بشكل خاص، حيث إنه مازال يفتقر للتشريعات الخاصة به، وعندما تسعى القورو للتعاقد مع أي جهة يُطلب منها تصاريح من وزارة التعليم، ويتوجب على فريق عمل القورو إقناع تلك الجهة بأنها كمنصة ليست في حاجة إلى تلك التصاريح، لأنها وفقاً للقانون هي شركة تطوير برمجيات، فما يزال البعض ينظر للجهة التعليمية على أنها مبنى على الأرض وليست منصة إلكترونية.

وأضاف الجاسر إن توظيف الكفاءات العالية يعد من ضمن التحديات التي تواجهها المنصة، وكذلك كسب ثقة العملاء، وهو تحد كبير يحتاج إلى مجهود ضخم، حتى يقتنع العميل بهذا المجال، لكن القورو تغلبت على كل ذلك من خلال توقيع شراكات حصرية مع منصات مثل رواق وعنّاب، وغيرها من أشكال التعاون.

تسعى القورو بالتعاون مع منصات تكنولوجيا التعليم الأخرى لترتيب اجتماع مع وزير التعليم السعودي الجديد يوسف بن عبد الله البنيان، حسب الجاسر الذي يؤكد على تفاؤله من وجود هذا الوزير، إذ إنه رجل أعمال في الأساس، حيث كان يعمل في شركة سابك، في مقرها الرئيسي وفروعها المتعددة، كما تدرج في المناصب حتى أصبح نائب رئيس مجلس إدارة الشركة بجانب كونه المدير التنفيذي لها، ويدرك التحديات التي تواجه الشركات. وسيكون أول طلب للقورو هو أن يكون هناك تصاريح يتم الحصول عليها من المركز الوطني للتعليم الإلكتروني.

ويلفت الجاسر إلى أن قطاع التعليم سوف يشهد، تحت إشراف البنيان، نقلة نوعية من حيث التجارة التعليمية، ويقصد بها أن التعليم كان مقتصراً على المدارس والجامعات أو المعاهد التقليدية، ولكن بجهود من المركز الوطني للتعليم الإلكتروني تُمكّن المملكة قطاعاً متكاملاً لخدمة منظومة التعليم الإلكتروني بأشكاله كافة، ما سيخلق بدوره فرصاً كبيرة لمنصات تقنيات التعليم، وسيكون هناك منظور مختلف للتعليم، خصوصاً مع التسارع والتطور الملحوظ الذي يشهده هذا المجال.

الشركات المليارية

انضمت القورو هذا العام إلى برنامج الشركات السعودية المليارية (Saudi Unicorns) برعايةٍ وتكاتف جهودٍ من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية ومؤسسة مسك الخيرية، وكذلك البرنامج الوطني لتنمية تقنية المعلومات. تحصل الشركات المختارة من خلال هذا البرنامج على دعم غير مسبوق من أجل تأهيلها للتقييم الملياري، حسب الجاسر الذي يقول إن القورو تعتبر أصغر شركة في القائمة المختارة، كما أن لديها هدف الوصول للمليارية قبل الانضمام إلى البرنامج، والذي يعتبر فرصة ذهبية تسرّع وتدعم تحقيق الشركة هذا الهدف.

يدعم برنامج الشركات المليارية الشركات التقنية سريعة النمو للوصول إلى مرحلة الشركات المليارية بتقديم مجموعة متكاملة من الخدمات، من خلال مسار النمو الذي يمكّن الشركات من التطور في مرحلة ما قبل التمويل الأوّلي للوصول لمرحلة النمو، ومسار التوسع الذي يدعم الشركات التي أثبتت جاهزيتها للانخراط في الأسواق المحلية والعالمية.

يشير الجاسر إلى أن البرنامج يقدم خدمات تنمية المواهب واستقطابها، والتوسع في أسواق جديدة، وتسهيل التواصل الحكومي، ودعم الظهور العالمي، والوصول لمساحات العمل المشتركة، والربط بين الشركات والمستثمرين، والتوجيه والإرشاد، والتواصل مع القطاع الخاص.

ضمن أفضل 20 شركة

لم يقف نجاح القورو عند هذا الحد، بل اختيرت أيضاً هذا العام كواحدة من أفضل 20 شركة في كأس العالم لريادة الأعمال، والتي أقيمت نهائياتها خلال مؤتمر بيبان بتنظيم من الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة -منشآت. ويشير الجاسر إلى أن تلك الرحلة كانت طويلة بدأت بالتنافس مع 3,500 شركة ناشئة من كل دول العالم. وأثبتت القورو جدارتها بتأهلها لتكون ضمن أفضل 20 شركة، مضيفاً إنها كلها خطوات تدعم نجاح القورو وتحقيقها لأهدافها بعيدة المدى.

أما عن الأهداف بعيدة المدى، فقال الجاسر إن المنصة تهدف إلى تغطية جميع المناطق في السعودية، ليكون لها حضور وتأثير في كل قرية ومدينة، بجانب تقديم مليوني دقيقة تعليم. لدى المنصة خطط توسعية خارجية كذلك، إذ ستبدأ تلك الخطط بالتوسع في منطقة الخليج، ثم الوصول إلى مصر وباكستان وتركيا، حسب الجاسر الذي يشير إلى أن تلك الخطوة ستُتَّخذ قبل نهاية عام 2024.


image
image