المحتوى محمي
المحتوى محمي
استثمار

ما الفرق بين الشركة القابضة والشقيقة والتابعة؟

كلما كانت الشركة القابضة تمتلك أسهماً أكبر في شركات أخرى زادت سيطرتها، وعليه اختلفت تسمية الشركات المستثمرة فيها.

بقلم


money

(مصدر الصورة: فورتشن العربية، تصميم: أسامة حرح)

ثمة عامل رئيسي واحد في التفرقة بين الشركة القابضة (Holding Company) والشركة الشقيقة/الزميلة (Sister Company) والشركة التابعة العاملة (Operating Subsidiary Company)، هو عامل السيطرة؛ فكلما كانت الشركة القابضة تمتلك أسهماً أكبر في شركات أخرى زادت سيطرتها، وعليه اختلفت تسمية الشركات المستثمرة فيها.

والشركة القابضة، هي شركة مساهمة لا تمارس نشاطاً تجارياً بصورة مباشرة، وتسيطر إدارياً على شركات أخرى عبر امتلاكها حصص أغلبية أو أصول في هذه الشركات، ويحدد حجم محفظة الشركة القابضة من أسهم الشركات الأخرى مدى سيطرتها على هذه الشركات، كما يحدد تصنيف هذه الشركات سواء كانت شقيقة/زميلة أو تابعة.

وبالتالي، فالغرض من الشركات القابضة ليس العملية الإنتاجية، إنما الاستثمار في شركات أخرى وامتلاك الأصول الثابتة مثل العقارات ومقرات الشركات، أو المنقولة مثل الأوراق المالية كالأسهم والسندات وبراءات الاختراع والعلامات التجارية، فهي كيان استثماري في المقام الأول.

3 مزايا رئيسية للشركات القابضة

للشركات القابضة 3 مزايا رئيسية؛ هي:

1- الحماية من مخاطر تقلب السوق أو الدعاوى القضائية: لأنها ليست الشركة صاحبة القرار أو المتحكمة في أصول الشركات التابعة أو الشقيقة، بل هي فقط شركة لها استثمارات في هذه الشركات. وحتى في حالة التدخل الإداري في سياسات الشركات التابعة، يكون ذلك بشكل محدود وبعد موافقة أعضاء مجلس إدارة الشركة التابعة وجمعيتها العمومية.

2- سداد ضرائب أقل: لأنها تجمع نتائج أعمال الشركات التابعة متضمنة الأرباح والخسائر ونفقات الاستثمار ضمن نتائج أعمالها المجمعة، وبالتالي تخصم نفقات الاستثمار وخسائر الشركات التابعة من ضرائب الشركة القابضة، فتسدد ضرائب أقل عن النتائج المالية المجمعة سنوياً.

3- التوسع والسيطرة على الشركات بأقل حجم من رأس المال المدفوع: وذلك من خلال امتلاك 51% فقط من أسهم الشركات التابعة، أو 20-50% من أسهم الشركات الشقيقة، ويصبح لها بعد ذلك الأحقية في الإسهام باتخاذ القرار حسب حجم محفظتها من الأسهم والأصول.

الشركة الشقيقة أو الزميلة

الشركة الشقيقة أو الزميلة (Sister Company) هي الشركة التي تخضع ملكية أكثر من 20% وحتى 50% من أسهمها لصالح شركة أخرى، وهنا يصبح من حق الشركة المستثمرة المشاركة في اتخاذ القرار لدى الشركة الشقيقة. ولكن هذه السيطرة محدودة وغير ملزمة، حيث يمكن للشركة الشقيقة قبول هذا التدخل أو رفضه، كما أن نتائج أعمال الشركة الشقيقة السنوية تكون منفصلة تماماً عن نتائج أعمال الشركة المستثمرة فيها.

والهدف من شراء الشركات أسهماً لدى شركات شقيقة هو التوسع في إنتاج سلعة أو خدمة، أو استهداف علامة تجارية محددة مرشحة لتحقيق ربحية كبيرة مستقبلاً، أو المشاركة في براءة اختراع قد تسهم في تحقيق نقلة نوعية بحجم أرباح الشركة مستقبلاً.

وتستفيد الشركة الشقيقة/الزميلة من استثمار الشركات فيها، من خلال الاستفادة من خبرات الشركة المستثمرة التي عادة ما تكون مؤسسة كبرى، والاستفادة المالية من حجم الاستثمار الذي حصلت عليه منها، أو من مساهمة الشركة المستثمرة في تطوير المنتجات والأفكار المبدئية للشركة الشقيقة التي عادة ما تكون شركة صغيرة أو ناشئة.

ما هي الشركة التابعة؟

الشركة التابعة (Subsidiary Company) هي شركة مملوك أكثر من نصفها (51%) أو مملوكة كلها (100%) لصالح شركة أخرى قابضة. وتكون إدارة الشركة التابعة مستقلة تماماً عن الشركة المستثمرة من حيث التزاماتها وضرائبها وحوكمتها، ولديها أيضاً محاسبة مالية منفصلة عن الشركة المستثمرة، لكن تدمج نتائج أعمالها السنوية ضمن نتائج الأعمال المجمعة للشركة المستثمرة بنهاية كل عام مالي.

ويحق للشركة التدخل في السياسة الإدارية والمالية للشركة التابعة في حالة وجود خلل، أو لتطوير الشركة وتحسين معدلات إنتاجيتها بصفتها المسيطرة على النصيب الأكبر من ملكيتها، كما يمكنها استغلال كتلتها التصويتية المسيطرة في اختيار فريق مجلس الإدارة.

أما الشركة التابعة العاملة، فيحق لها امتلاك شركات تابعة أخرى لها، كما يحق لها رفع الدعاوى القضائية، باعتبارها كياناً مستقلاً عن الشركة المستثمرة، له ذمة مالية منفصلة.

والفرق بين الشركة التابعة والشركة التابعة العاملة (Operating Subsidiary Company) هو أن الأولى عبارة عن شركة تابعة لأخرى أكبر منها، وتكون الشركة التابعة هنا مستقلة بذاتها من حيث الإدارة والأرباح ونفقات الاستثمار والحوكمة عن الشركة المستثمرة وتقدم خدماتها ومنتجاتها بشكل منفصل (وذلك لأنه في بعض الأحيان تكون حصة ملكية الشركة المستثمرة حاكمة ولكنها ليست 100% من أسهم الشركة التابعة)، وبنهاية العام تضاف نتائج أعمالها ضمن نتائج الأعمال المجمعة للشركة المستثمرة (الكبرى)، أما الشركة التابعة العاملة فهي شركة تعمل من خلالها الشركة المستثمرة على تقديم خدمة أو إنتاج سلعة ما، وبالتالي فهي شركة عاملة لصالح الشركة المستثمرة، وعادة ما تكون مملوكة بالكامل لصالح الشركة المستثمرة، ويعيَّن مجلس إدارتها من قبل الشركة القابضة، بخلاف الشركة التابعة التي قد تكون ملكية الشركة المستثمرة في أصولها أقل من 100%.

وإحدى أبرز الشركات القابضة في المنطقة العربية هي شركة أبوظبي التنموية القابضة (ADQ) التي تمتلك تحت مظلتها أكثر من 25 شركة تعمل في 11 قطاعاً، ومن أبرز هذه الشركات الشركة القابضة العامة - صناعات، وسوق أبوظبي للأوراق المالية، وإيمج نيشن أبوظبي، بالإضافة إلى أسهم في شركة الجرافات البحرية الوطنية وشركة الإمارات لتعليم قيادة السيارات.


image
image