حذّر ضابط عسكري أميركي رفيع المستوى من احتمال اندلاع حرب بين الولايات المتحدة والصين بشأن تايوان في عام 2025. حيث تحدّث الجنرال في القوات الجوية الأميركية، مايك مينيهان، عن الظروف التي من شأنها أن تشجع الرئيس الصيني شي جينبينغ على غزو تايوان، وذلك في مذكرة أرسلها يوم الجمعة إلى القادة في قيادة التنقل الجوي (Air Mobility Command) التي يرأسها.
وكتب مينيهان في المذكّرة التي تحدّثت عنها لأول مرة شبكة إن بي سي (NBC): "آمل أن أكون مخطئاً، لكن حدسي يخبرني أننا سنخوض حرباً في عام 2025. بات الرئيس الصيني على أعتاب فترته الرئاسية الثالثة وعيّن مجلس الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2022. وستجري الانتخابات الرئاسية في تايوان عام 2024 وقد توفّر سبباً للرئيس الصيني ليشن حرباً، كما ستجري الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة في عام 2024 وستكون الولايات المتحدة مشتتة في تلك الفترة أيضاً".
ويشرف مينيهان، بصفته رئيس قيادة التنقل الجوي، على أسطول طائرات النقل والتزود بالوقود في القوات الجوية الأميركية، وقد حثّ المجنّدين في المذكرة على "مراعاة شؤونهم الشخصية" والتزام الجدية في التدريب. وقال لهم: "إذا كنتم مرتاحين في أثناء التدريب، فإن ذلك يعني أنكم غير جادين فيه ولم تبلغوا مستوى المخاطرة اللازم"
التدريبات العسكرية الصينية الضخمة
قال مسؤول أميركي في وزارة الدفاع لوكالة رويترز رداً على المذكرة: "هذه التعليقات لا تمثل وجهة نظر الوزارة تجاه الصين".
وتعتبر الصين تايوان تابعة لها، لكن الأخيرة تعد دولة ديمقراطية مستقلة ولم تسيطر عليها بكين أبداً. وزادت الصين في السنوات القليلة الماضية من حجم المناورات الجوية بالقرب من تايوان، ومنها التدريبات واسعة النطاق التي أجرتها في ضوء زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، إلى تايبيه في أغسطس/آب الماضي.
كما عزّزت وجودها العسكري في بحر الصين الجنوبي، بما يشمل القواعد التي بنيت فوق الشعاب المرجانية التي تحولت إلى جزر اصطناعية في المياه المتنازع عليها، حيث تطالب الفلبين ببعض مناطق الشعاب المرجانية تلك، ووصف الرئيس الفلبيني، فرديناند ماركوس جونيور، هذا الشهر التوترات بين الولايات المتحدة والصين بشأن تايوان بأنها "مقلقة للغاية بالنسبة لنا"، مضيفاً إنه يتوقع تعميق العلاقات العسكرية بين دولته وأميركا.
إذاً ماذا سيحصل إن غزت الصين تايوان؟
حذّر الرئيس التنفيذي لشركة سيتادل (Citadel)، كين غريفين، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي من التبعات الاقتصادية التي ستنجم عن غزو الصين تايوان والاستيلاء على قطاع تصنيع أشباه الموصلات فيها، والذي تعتمد عليه الولايات المتحدة "بشكل كامل" في صناعة رقائق الكمبيوتر، وقال: "إذا فقدنا الوصول إلى أشباه الموصلات التايوانية، فمن المحتمل أن يكون أثر ذلك على الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة بحدود 5% إلى 10%، وسيعني ذلك تكرار الكساد الكبير فوراً".
وقد وصف بيل غيتس ازدهار الصين بأنه "يصب فيل مصلحة العالم بأكلمه" في وقت سابق من هذا الأسبوع، وعبّر عن مخاوفه من أن "العقلية الحالية للولايات المتحدة تجاه الصين، والتي تعد نظرة متبادلة فعلياً، هي اتجاه خاسر". وأضاف إن التشدد الحالي تجاه الصين في الولايات المتحدة يمكن أن "يكون له عواقب سلبية".
كما حذّر النائب السابق لوكيل البحرية الأميركية، سيث كروبسي، في مقال رأي نُشر يوم الخميس في صحيفة وول ستريت جورنال أيضاً من حرب محتملة مع الصين بشأن تايوان، وتحدّث كروبسي أيضاً عن انتخابات تايوان في عام 2024 مؤكداً على رأي مينيهان، وأشار إلى أن الرئيس الحالي للحزب الحاكم هو نائب رئيس تايوان، لاي تشينغ-تي، الذي يعد من أشد المؤيدين لاستقلال تايوان، والذي تولّى منصب رئاسة الحزب الأسبوع الماضي.
وكتب كروبسي في المقال: "ستسعى الصين الآن بشكل شبه مؤكد للتدخل في انتخابات تايوان 2024 في محاولة لمنع لاي من الفوز بالرئاسة، وإذا فاز في الانتخابات المقبلة، فقد تتحرّك الصين فوراً للغزو".