المحتوى محمي
Al-Majarra Al-Majarra Al-Majarra
المحتوى محمي
أخبار

الصين تتقدّم في سباق الذكاء الاصطناعي مع إصدار علي بابا نظاماً "يقرأ" الصور

تعد هذه الإصدارات الجديدة أحدث الابتكارات في سباق الذكاء الاصطناعي لإنشاء أدوات متطورة بصورة متزايدة، وذلك مع تحوّل هذه التكنولوجيا من وسيلة للتحايل إلى عامل تحويلي حقيقي يغيّر ملامح السوق.

بقلم


money

(مصدر الصورة: غيتي إميدجيز- بلومبرغ)

أعلنت شركة علي بابا (Alibaba)، إحدى أكبر شركات التكنولوجيا في الصين، عن إطلاق نظامَي ذكاء اصطناعي جديدين يوم الجمعة يمثّلان تقدماً ملحوظاً في إمكانات الذكاء الاصطناعي.

النموذجان المفتوحا المصدر، والمُسميان كوين-في إل (Qwen-VL) وكوين-في إل تشات (Qwen-VL-Chat)، هما نموذجا لغة الرؤية، ما يعني أنهما "يقرأان" الصور بدلاً من النصوص، وذلك على عكس الأنظمة المنافسة مثل تشات جي بي تي (ChatGPT) وبارد من شركة جوجل (Bard). يتّصف نظام كوين-في إل تشات بميزات واعدة ومعقّدة مثل تزويد المستخدمين بالاتجاهات عن طريق مسح لافتات الشوارع، وحل المعادلات الرياضية استناداً إلى صورتها، وتأليف نص ما انطلاقاً من صور متعددة. وعلى سبيل المثال، يمكن لهذا النظام مسح صورة لافتة في مستشفى مكتوبة بلغة الماندرين ثم ترجمتها إلى اللغة الإنجليزية، أو مساعدة مؤسسة إخبارية في كتابة وصف لصورة ما، حسب تصريحات الشركة القائمة على النظام.

أما النظام الآخر الصادر يوم الجمعة، والمسمى كوين-في إل، فهو نسخة محدّثة من برنامج الدردشة الآلي الحالي لقراءة الصور، والذي يمكنه الآن قراءة الصور بدقة أعلى. ورفضت شركة علي بابا التعليق لصالح فورتشن (Fortune) بعد إعلانها العام.

تعد هذه الإصدارات الجديدة أحدث الابتكارات في سباق الذكاء الاصطناعي لإنشاء أدوات متطورة بصورة متزايدة، وذلك مع تحوّل هذه التكنولوجيا من وسيلة للتحايل إلى عامل تحويلي حقيقي يغيّر ملامح السوق. فعلى سبيل المثال، تقول شركة علي بابا إن التكنولوجيا الجديدة الخاصة بها لمسح الصور توفّر فرصاً كبيرة لمساعدة الأشخاص ضعاف البصر في التسوق، مثل مساعدتهم على مسح ملصق ما ضوئياً ثم سماع المعلومات الموجودة على الملصق عن طريق برنامج الدردشة الآلي.

سوف يتوفّر كلا النموذجين على منصة موديل سكوب (Modelscope) وهي منصة النموذج كخدمة (model-as-a-service) الخاصة بقسم الحوسبة السحابية في شركة علي بابا، علي بابا كلاود (Alibaba Cloud)، وعلى موقع شركة هاغينغ فيس (Hugging Face) الناشئة الشهيرة التي توفّر مكتبة لجميع نماذج الذكاء الاصطناعي.

يأتي إصدار شركة علي بابا بعد يوم واحد فقط من إطلاق شركة ميتا نموذج ذكاء اصطناعي جديداً مُدرّباً بعناية لكتابة الشيفرات البرمجية قائماً على نموذج لاما 2 (Llama 2) مفتوح المصدر والصادر في يوليو/تموز. ويعد إصدار شركة علي بابا إحدى محاولاتها لمواكبة ابتكارات شركة ميتا في ميدان الذكاء الاصطناعي خلال الأشهر القليلة الماضية، إذ أعلنت في وقت سابق من هذا الشهر عن أول نموذجين لغويين كبيرين مفتوحي المصدر، وهما كوي-7 بي (Qwen-7B) وكوين-7 بي تشات (Qwen-7B-Chat)، وهما نفس النموذجين اللذين يشكّلان أساس النموذجين الصادرين يوم الجمعة، كما توصّلت الشركتان في يوليو/تموز إلى اتفاق لجعل نموذج لاما 2 من شركة ميتا متاحاً للسوق الصينية عن طريق قسم علي بابا كلاود.

بجعل هذه النماذج الجديدة مفتوحة المصدر، تُتيح شركة علي بابا للمستخدمين تعديل الأدوات لتطوير تطبيقاتهم الخاصة أو إجراء الأبحاث، إذ يأمل معظم شركات الذكاء الاصطناعي أن يعمل المستخدمون على بناء أدوات لحالات استخدام متفرّدة ومحددة استناداً إلى النماذج مفتوحة المصدر، وذلك دون الحاجة لإنجاز المهام الشاقة المتمثلة في بناء نموذج لغة كبير من الصفر. وليس هذا فحسب، إذ تقدم الشركات نماذجها كخدمة إلى جانب العروض مفتوحة المصدر، وتأمل بهذه الخطوة أن تستحوذ على حصة سوقية ملحوظة في هذا القطاع المزدهر.

تطوير الذكاء الاصطناعي ضمن أولويات الحكومة الصينية

أصبحت الحكومة الصينية في الشهر الماضي واحدة من أوائل الدول التي أصدرت لوائح شاملة للذكاء الاصطناعي، وهو تطوّر يقول الخبراء إنه سمح لشركة علي بابا وشركات التكنولوجيا الصينية الأخرى بنشر منتجاتها للعامة

تستعد شركة علي بابا أيضاً للخضوع لعملية إعادة هيكلة كاملة من شأنها أن تفصل قسم الخدمات السحابية الخاص بها الذي يشرف على أبحاث الذكاء الاصطناعي، علي بابا كلاود، ليصبح قسماً مستقلاً في خطوة يرحّب بها المستثمرون.

وأساس هذا الفصل هو أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تتطلّب قدرة حوسبة ضخمة لا يمكن توفيرها بشكل صحيح إلا من خلال شبكة سحابية، لذا فإن جمع الذكاء الاصطناعي مع خدمات الحوسبة السحابية في قسم واحد كفيل بأن يعزز قدرات الذكاء الاصطناعي. ومن المتوقَّع أيضاً أن يغادر الرئيس التنفيذي الحالي ورئيس مجلس إدارة قسم علي بابا كلاود، دانييل تشانغ، منصبه في سبتمبر/أيلول ليحل محله اثنان من المؤسسين المشاركين لشركة علي بابا، وهما إيدي وو بصفة الرئيس التنفيذي وجوزيف تساب بصفة رئيس مجلس الإدارة.

كما أشارت الحكومة الصينية في أكثر من مناسبة إلى أنها تعتبر الذكاء الاصطناعي جزءاً أساسياً من مستقبلها التكنولوجي، لتدخل بذلك في سباق مع الولايات المتحدة في هذا الميدان. وحتى الأدوات التي تبدو غير ضارة، مثل تلك التي أصدرتها شركة علي بابا يوم الجمعة، يمكن أن يكون لها انعكاسات واستخدامات خطيرة بسبب التكنولوجيا التي تعد أساس هذه الأدوات وكيفية استخدام المطوّرين لها. وقال مدير معهد لاو الصين (Lau China Institute) في جامعة كينغز كوليدج لندن (King’s College London)، كيري براون، لفورتشن في وقت سابق من هذا الشهر:

"أصبح الذكاء الاصطناعي جزءاً من معركة السيادة العالمية بين الصين والولايات المتحدة". لكن في الواقع، يبدو أن شركات التكنولوجيا الصينية ما زالت متأخرة قليلاً عن نظيراتها الأميركية، إذ تعتمد النسخة مفتوحة المصدر من نموذج لاما 2 من شركة ميتا على ما يقرب من 70 مليار متغير، والتي تُسمى المعلّمات في ميدان الذكاء الاصطناعي، وهذا أكبر بنحو 10 مرات من متغيرات إصدارات شركة علي بابا الجديدة، لكن شركة علي بابا تقول إن لديها نماذج أكبر لكنها ليست مفتوحة المصدر. وعلى الرغم من الميزة التي تتمتع بها الولايات المتحدة، يشعر المسؤولون الحكوميون بالقلق من أن الحكومة الصينية سوف تستفيد في نهاية المطاف من بعض تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التي طورتها الشركات الخاصة في تطبيقات عسكرية أو لأغراض المراقبة، وفقاً لموقع أكسيوس (Axios).


image
image