نشر دونالد ترامب يوم الجمعة الماضي مقطع فيديو تحدّث فيه عن المدن الأميركية المستقبلية والسيارات الطائرة. وقال المرشّح الرئاسي عن الحزب الجمهوري لعام 2024 في الفيديو: "مثلما قادت الولايات المتحدة ثورة السيارات في القرن الماضي، أريد أن أضمن أنها هي التي ستقود ثورة مشابهة في النقل الجوي، وليس الصين".

لكن الرئيس التنفيذي لشركتي تسلا وسبيس إكس (SpaceX)، إيلون ماسك، قد رفض سابقاً الفكرة القائلة إن السيارات الطائرة هي مستقبل النقل. إذ أخبر وكالة بلومبرغ في عام 2017 أن السيارات الطائرة هي فكرة غبية، على الأقل للسفر ضمن المدن.

وقال في ذلك الوقت: "من الواضح أنني أحب المركبات الطائرة، لكن من الصعب تخيّل أن تصبح السيارة الطائرة حلاً قابلاً للتطوير". وأوضح إن النقطة الأولى في هذه المشكلة هي أن الحوادث في الهواء يمكن أن تُنتِج حطاماً مؤذياً للناس. مضيفاً إنه "إذا تخلّف شخص ما عن صيانة سيارته الطائرة مثلاً، فقد تسقط أجزاء منها على المارة، كما أن فكرة السيارات الطائرة التي تتحرك بشكل مستمر في الهواء مقلِقة، ولن تفيد في تقليل مستويات القلق لدى الناس".

وأشار أيضاً إلى مشكلة الضوضاء التي من المحتمل أن تسبّبها السيارات الطائرة، إذ ستحتاج هذه السيارة إلى توليد قوة هبوطية كبيرة لمنع السقوط، ما يعني الكثير من الرياح والضوضاء.

ونشر ترامب مقطع الفيديو الخاص به، والذي حمل عنوان قفزة نوعية في مستوى المعيشة الأميركية (Quantum Leap in the American Standard of Living)، على منصة التواصل الاجتماعي التي أسّسها، تروث سوشال (Truth Social). إذ قال الرئيس السابق وربما المستقبلي في هذا الفيديو إن أميركا قد "فقدت جرأتها"، لكنها سوف تستعيدها تحت قيادته. وأضاف إنه سيطلق مسابقة لتأسيس ما يصل إلى 10 "مدن مستقبلية متطوّرة" جديدة على أراضٍ فيدرالية غير مستثمَرة، كلٌّ منها بحجم العاصمة الأميركية واشنطن.

وقال: "سوف نبني فعلياً مدناً جديدة في دولتنا مجدداً. وستعيد المدن المستقبلية هذه فتح الحدود، وتأجيج الطموح الأميركي، وستمنح مئات الآلاف من الشباب وغيرهم وجميع العائلات المثابِرة فرصة جديدة لامتلاك المنازل، وتحقيق الحلم الأميركي في الواقع".

وتابع قائلاً: "هناك فرصة كبيرة أخرى في مجال النقل، إذ تتسابق العشرات من الشركات الكبرى في الولايات المتحدة والصين لابتكار مركبات طائرة للأفراد والعائلات تعمل بطريقة الإقلاع والهبوط العموديَّين". وقد انتشر الفيديو قبيل خطاب ترامب مساء السبت في مؤتمر العمل السياسي للمحافظين (Conservative Political Action Conference).

وتشهد هذه المركبات المستقبلية مستويات مختلفة من التطوير، لكن من غير المتوقع أن تصبح متاحة على نطاق واسع في المستقبل القريب. إلا أن ماسك يركّز أكثر على حلول النقل تحت الأرض ضمن عمله بصفة مؤسس شركة ذا بورينغ كومباني (The Boring Company)، إذ أنجزت هذه الشركة بالفعل نظام أنفاق تحت مدينة لاس فيغاس يخدم حالياً أقساماً مختلفة من مركز المؤتمرات في لاس فيغاس، وتخطّط لمحطات أخرى.