أثار انهيار بنك سيليكون فالي (Silicon Valley Bank) يوم الجمعة مخاوف الكثيرين من حدوث تأثير دومينو (رد فعل متسلسل)، وذلك على الرغم من تأكيدات وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، التي قالت يوم الأحد لبرنامج فيس ذا نيشن (Face the Nation) إن "النظام المصرفي الأميركي آمن تماماً وذو رأس مال جيد، وإنه مرن".
ومن أهم الذين يتوقعون فشل المزيد من البنوك الرئيس السابق للوكالة الفيدرالية للتأمين على الودائع (Federal Deposit Insurance Corporation)، ويليام إسحاق، إذ مُنِحَت الوكالة صفة الحراسة القضائية على بنك سيليكون فالي.
وقاد إسحاق الوكالة في أوائل الثمانينيات وسط إخفاقات مصرفية واسعة النطاق وأسعار فائدة مرتفعة. وعلّق على انهيار بنك سيليكون فالي في مقال نشرته صحيفة بوليتيكو (Politico) يوم الأحد قائلاً: "لا تساورني أي شكوك بأنه سيكون هناك المزيد من الانهيارات، لكنني لا أستطيع تقدير عدد الانهيارات المحتمَلة، ولا يمكنني أيضاً تقدير حجمها. لكن يبدو الأمر بالنسبة لي مشابهاً كثيراً لما حدث في ثمانينيات القرن الماضي".
وإسحاق ليس الوحيد الذي تراوده هذه الأفكار، إذ حذّر مؤسّس شركة ذا بير ترابس ريبورت (The Bear Traps Report)، لاري ماكدونالد، في حديث على قناة سي إن بي سي (CNBC) من أن البنوك الإقليمية قد تواجه تبعات انهيار بنك سيليكون فالي.
وتعرّض بالفعل الكثير من أسهم البنوك الإقليمية يوم الجمعة لإيقاف التداول بعد انخفاضات حادة في الساعات المبكرة من التداول، ومن بينها بنك فيرست ريبابليك (First Republic Bank)، وهو مقرض في سان فرانسيسكو يوفّر خدمات للشركات والعملاء الأثرياء في قطاع التكنولوجيا.
وصرّح البنك في إبلاغ تنظيمي أن لديه "قاعدة ودائع متنوعة جيداً و"مستويات رأس مال أعلى بكثير من المتطلبات التنظيمية اللازمة لتصنيفه ذا رأس مال ملائم (well-capitalized)". ومن جهته، لا يتوقّع وزير الخزانة الأميركي السابق، لاري سامرز، انتشار عدوى الانهيار في القطاع المصرفي.
وقال في حديثه ضمن برنامج وول ستريت ويك (Wall Street Week) التابع لشبكة بلومبرغ: "لا أعتقد أن يتحول هذا الانهيار إلى مشكلة ممتدة بطريقة ممنهجة على نطاق واسع"، لكنّه حذّر من العواقب الوخيمة التي سوف تترتّب على عدم تمكُّن الشركات التكنولوجية الناشئة من دفع رواتب موظفيها بسبب تجميد أموالها في بنك سيليكون فالي. كما حذّر مارك كوبان من حالة مماثلة.
وكتب أستاذ التمويل في جامعة ولاية تكساس، ويليام تشيتندن، مؤخراً في مجلة ذا كونفرسيشن (The Conversation): "هناك خطر ضئيل بأن ينتقل فشل بنك سيليكون فالي إلى البنوك الأخرى.
ويمتلك معظم البنوك حالياً رأس مال كافٍ لاستيعاب هذه الخسائر مهما كانت كبيرة، ويرجع ذلك جزئياً إلى الجهود التي بذلها الفيدرالي الأميركي بعد الأزمة المالية العالمية لعام 2008 في سبيل ضمان قدرة المؤسسات المالية على مواجهة التحدّيات". ووافق تشيتندن الوزيرة يلين بأن "النظام المصرفي سليم".
وفي يوم السبت، سألت الوكالة الفيدرالية للتأمين على الودائع المسؤولين في المقرضين الصغار والمتوسطين، بما في ذلك بنك فيرست ريبابليك، عن الأوضاع المالية لبنوكهم وشركاتهم، وذلك حسبما ذكرته وكالة بلومبرغ. وبحسب ما ورد، فقد ناقشوا أيضاً إنشاء وسيلة خاصة جديدة لطمأنة المودعين، وتوفير طريقة لاحتواء أي حالة من الذعر.