في السابق، كانت الشركات تحسب الإيرادات والمصروفات وفق معيار الأساس النقدي بتدوينها في الدفاتر في وقت استحقاقها الفعلي، ولكن الأمر اختلف بظهور معيار الاستحقاق المحاسبي (Accrual Basis)، فهو يحتسب الإيرادات والمصروفات وفقاً لموعد الاستحقاق المجدول مسبقاً خلال فترة زمنية محددة، وليس موعد السداد أو القبض الفعلي، بمعنى أن تضع الشركة جدولاً يوضح مواعيد استحقاق الأموال وخطة تحقيق ذلك خلال الفترة الزمنية المحددة.

ومع تطور عمليات الاستحقاق المحاسبي، أصبحت لدى الشركات قوائم مالية دقيقة بشأن محافظ الائتمان، وأيضاً الالتزامات الواجبة على الشركة.

وتحقق الشركات الاستفادة القصوى من الاستحقاق المحاسبي في عمليات حساب الإيرادات والمصروفات خلال الفترات طويلة الأجل، بمثال إذا كانت الشركة تريد سحب قرض من البنك بقيمة مليون دولار على مدار 10 أعوام، سيتم حساب الاستحقاق المحاسبي من خلال تقسيم قيمة القرض على المدة الزمنية المخصصة له، بواقع 100 ألف دولار يتم دفعها كل عام، فهي تبدأ في توفير مبلغ قسط القرض من خلال الإيرادات الشهرية عبر تقسيمه على 12 شهراً، دون الحاجة إلى انتظار جني الأرباح ثم سداد قيمة القسط مثلما كان يحدث في نظام الأساس النقدي سابقاً.

ويتميز الاستحقاق المحاسبي بأنه يمنح الشركة مزيداً من الاستقرار ولا سيما في حالات النفقات طويلة الأجل، فهو يضع رؤية واضحة لموقف الشركة المالي وخطتها لسداد التزاماتها أو تحصيل مستحقاتها، بعكس الأساس النقدي الذي يتعرض للعديد من تقلبات السوق بسبب تذبذب معدلات الأرباح والخسائر. فعندما تقسم الشركة الدين على شهور السنة، يكون الأمر أيسر لها من انتظار انقضاء السنة وسداد الدين دفعة واحدة، وهو ما يعرضها لمخاطرة احتمالية تسجيل خسائر والعجز عن السداد في الموعد المحدد.