المحتوى محمي
المحتوى محمي
استثمار

شركة معاشات تقاعدية سويدية عملاقة تصف استثمارها في بنكَي سيليكون فالي وسيغنتشر بأنه "فشل ذريع"

بحلول نهاية عام 2022، كانت شركة أليكتا رابع أكبر مساهم في شركة إس في بي فايننشال، وسادس أكبر مساهم في بنك سيغنتشر، وخامس أكبر مساهم في بنك فيرست ريبابليك.

بقلم


money

ماغنوس بيلينغ، الرئيس التنفيذي لشركة أليكتا (مصدر الصورة: فورتشن العربية، تصميم: أسامة حرح)

يواجه أكبر صندوق تقاعد في السويد، وهو شركة أليكتا (Alecta)، انتقادات هذا الأسبوع بسبب استثماراته في البنوك الإقليمية الأميركية التي انهارت مؤخراً. فبعد انهيار بنك سيليكون فالي (Silicon Valley Bank) الذي يركّز على الشركات التكنولوجية الناشئة يوم الجمعة الماضي، وبنك سيغنتشر (Signature Bank) الذي يركّز على العملات المشفرة يوم الأحد، واللذين اعتُبِرا ثاني وثالث أكبر فشل مصرفي في التاريخ الأميركي على الترتيب، تواجه شركة إدارة المعاشات التي تدير معاشات 2.6 مليون سويدي خسائر تزيد عن مليار دولار.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة، ماغنوس بيلينغ لشبكة بلومبرغ (Bloomberg) يوم الثلاثاء: "نعتقد وضوحاً أن ما حدث الأسبوع الماضي هو فشل ذريع لنا أيضاً كمستثمرين، وعلينا التعلّم من هذه التجربة واتخاذ إجراءات قائمة على الدروس المستفادة".

وتعود استثمارات شركة أليكتا في بنك سيغنتشر، والشركة الأم لبنك سيليكون فالي إس في بي فايننشال (SVB Financial)، والبنك الإقليمي بنك فيرست ريبابليك (First Republic Bank) إلى عام 2017 عندما بدأت الأولى بشراء أسهم في الكيانات المذكورة، ثم زادت حصتها على مدار العامين التاليين. وبحلول نهاية عام 2022، كانت شركة أليكتا رابع أكبر مساهم في شركة إس في بي فايننشال، وسادس أكبر مساهم في بنك سيغنتشر، وخامس أكبر مساهم في بنك فيرست ريبابليك الذي شهد انخفاضاً في سهمه بنسبة 70% تقريباً بالتوازي مع بنوك إقليمية أخرى يوم الاثنين.

وتمكّن سهم بنك فيرست ريبابليك من التعافي بأكثر من 50% حتى وقت نشر نتائج يوم الثلاثاء، وذلك بعد عمليات بيع ضخمة يوم الاثنين. وكشف البنك خلال عطلة نهاية الأسبوع أنه تمكّن من الحصول على تسهيلات ائتمانية بقيمة 70 مليار دولار من بنك جيه بي مورغان (JP Morgan)، ومن "تعزيز الجدارة الائتمانية خاصته" لدى الفيدرالي الأميركي؛ لكن الأسهم ما تزال منخفضة بأكثر من 60% منذ بداية العام حتى تاريخه. وبلغت الحصة الإجمالية لشركة أليكتا في هذه البنوك الإقليمية الأميركية الثلاثة المتعثّرة نحو 21 مليار كرونة سويدية (أي نحو 2.1 مليار دولار).

وسعى بيلينغ إلى طمأنة عملائه السويديين يوم الثلاثاء بعد بداية الأسبوع المظلمة للبنوك الأميركية، مشيراً إلى أن استثمارات شركة أليكتا في البنوك الإقليمية الثلاثة تبلغ 1% فقط من إجمالي رأس مالها. وقال: "ليس هناك أي تأثير ملموس من وجهة نظر العميل، ولن يؤثر ذلك في المعاشات التي نلتزم بها لعملائنا"، واصفاً نظام التقاعد السويدي بأنه "راسخ".

وأعربت هيئة الرقابة المالية السويدية (Financial Supervisory Authority) هذا الأسبوع أيضاً عن رأيها بأن النظام المالي المحلي في السويد لن يتأثر بمشاكل البنوك الإقليمية الأميركية بحجة أنه يتمتع "بمرونة كبيرة"، وذلك حسبما ذكرته صحيفة فايننشال تايمز (Financial Times) يوم الثلاثاء.

وأوضح بيلينغ يوم الثلاثاء إنه "لا يتوقع أي فوائد" من استثمار شركته في بنك سيليكون فالي وبنك سيغنتشر؛ حيث بلغت هذه الاستثمارات 1.1 مليار دولار لكنه قال في مقابلة إذاعية سويدية يوم الاثنين إن بنك فيرست ريبابليك في وضع أفضل من نظرائه.

وقال بيلينغ وفقاً لموقع ماركت ووتش (MarketWatch): "أعتقد أن المؤشر الأهم هنا هو الثقة في البنك، وهذه الثقة أكبر في بنك فيرست ريبابليك منها في بنكَي سيليكون فالي وسيغنتشر، وحدسي يخبرني أن بنك فيرست ريبابليك سوف يتجاوز هذه المحنة".

لكنّه أوضح يوم الثلاثاء إن الوضع في بنك فيرست ريبابليك ما يزال "متقلّباً" وأنه لم يتخذ أي "قرار مهم" بعد. واستدعت الهيئة التنظيمية المالية السويدية المذكورة الفريق التنفيذي لشركة أليكتا هذا الأسبوع لمناقشة استثماراتها في البنوك الثلاثة.

إذ يواجه بيلينغ وفريقه ضغوطاً بعد أن تخلّوا (باعوا أسهماً) في بنوك سويدية أكثر تحفظاً، بما في ذلك أسهم في أكبر بنك في البلاد وهو سفينسكا هاندلس بانكن (Svenska Handelsbanken)، وذلك للاستثمار (شراء أسهم) في شركات التكنولوجيا المتقدّمة والشركات الناشئة والبنوك التي تركّز على العملات المشفرة في الولايات المتحدة. وقال الرئيس التنفيذي يوم الثلاثاء إن قرار عدم الاستثمار في البنك السويدي كان "قراراً منفصلاً"، وشرح سبب تفضيل شركة أليكتا الاستثمار من الأساس في بنوك سيليكون فالي وسيغنتشر وفيرست ريبابليك.

إذ قال: "ما جذبنا إلى هذه البنوك هو مكانتها السوقية؛ إذ إن لها مكانة مميزة فيما يتعلق بالتحول إلى الفضاء الرقمي، بالإضافة إلى حجم السوق الأميركية وعمقها".

وتابع بيلينغ قائلاً إنه كان على علم بالمشاكل التي يواجهها بنك سيليكون فالي الأسبوع الماضي قبل انهياره، وإنه أجرى محادثات مع الإدارة التي وضعت خطة عمل لتغيير مجرى الأمور.

وأضاف: "اعتقدنا أن خطة العمل التي وضعتها الشركة كانت ملائمة، وكانت الشركة شفافة بشأن ذلك؛ كما رأينها أنها مدروسة جيداً لكن ما حصل هو أن الشركة قد سلكت طريقاً مختلفةً عن خطة العمل التي اقترحَتَها واتفقنا عليها في الأسبوع الماضي، وكان ذلك مفاجئاً، وأعتقد أن هذا التغيير كان خطأً فادحاً من جانب الشركة".


image
image