المحتوى محمي
المحتوى محمي
بيئة العمل

الاثنين الكسول هو أحدث اتجاهات العمل التي تركّز على رفاهية الموظفين

الاثنين الكسول (Bare Minimum Mondays) هو شكل من كآبة الاثنين، لكنه يترافق مع تداعيات محتملة على إنتاجية الموظفين والتوافق بين الموظفين وأصحاب العمل.

بقلم


money

(مصدر الصورة: فورتشن العربية، تصميم: أسامة حرح)

هناك سبب وجيه وراء الطابع المهدّئ للأغاني التي تتحدث عن بداية أسبوع العمل. وأحد أسباب هذه الصفة الملازمة ليوم الاثنين (الذي يشكّل بداية أسبوع العمل في بعض البلدان) هو الكآبة المصاحبة ليوم الاثنين (Monday blues)، وهي حالة يشعر بها الأشخاص الذين يعانون من الخمول والكسل عند بدء أسبوع العمل بعد عطلة نهاية الأسبوع، وتعد واحدة من أكثر المشاكل شيوعاً بين الموظفين.

ففي استطلاع للرأي أجرته شركة يوغوف (YouGov) عام 2021، قال 58% من المشاركين البالغ عددهم 4000 شخص إن يوم الاثنين هو أقل أيام الأسبوع تفضيلاً لديهم. والطريقة الجديدة للتعامل مع هذه المشكلة تشكّل أحدث اتجاهات مكان العمل، ومن غير المرجّح أن تحب الشركات هذا الاتجاه.

هذا الاتجاه يسمى الاثنين الكسول (Bare Minimum Mondays) وهو شكل من أشكال الكآبة المصاحبة للعمل في يوم الاثنين، لكنه يترافق مع تداعيات محتملة على إنتاجية الموظفين وعلى التوافق بين الموظفين وأصحاب العمل، ويشير إلى حالة حضور الموظفين للعمل وأداء الحد الأدنى من المهام في اليوم الأول من أسبوع العمل، وغالباً بدء العمل في وقت متأخر من اليوم بعد صباح غني بطقوس العناية بالذات.

وشاع هذا المصطلح بواسطة صانعة المحتوى على منصة تيك توك، ماريسا جو، التي وصفته بأنه طريقتها لتقليل ضغوط العمل ودفع نفسها "لإنجاز أقل قدر من العمل الضروري واللازم في بداية أسبوع العمل".

ولاقت مقاطع الفيديو التي تصنعها جو حول هذا الاتجاه الجديد انتشاراً واسعاً على منصة تيك توك، حيث نشرت أحدث فيديو لها الأسبوع الماضي وحصد أكثر من 670,000 مشاهدة، وتستعرض جو في هذا الفيديو بعض عاداتها لتفادي إجهاد يوم الاثنين والقيام بأشياء تمنحها شعوراً بالرضا، كما أعدّت قائمة موسيقى مخصصة لما يسمى بـ "الاثنين الكسول"، وجذب هاشتاغ #bareminimummondays نحو 1.8 مليون مشاهدة.

ووصفت هذا الاتجاه في أحد المقاطع بأنه "رفض للضغوط التي تشعر بها في بداية الأسبوع" وتفضيل الرفاهية على الإنتاجية بدلاً من الاستسلام لثقافة العمل المفرط. وتقول في الفيديو: "فضّلت أن أقنع نفسي ببذل الحد الأدنى من الجهد حتى لا أقع عرضة الشعور بالذنب تجاه إنتاجيتي".

وتقارن جو هذه الممارسة باتجاهات أخرى مثل الاستقالة الصامتة، والتي تشير إلى توقف الموظفين عن العمل بعد القيام بأقل قدر لازم من المهام وذلك للتركيز على حياتهم الشخصية، وتقول جو إنها اختارت القيام بالحد الأدنى من المهام في أول أيام أسبوع العمل لتفادي الإجهاد المرتبط بضرورة الإنتاجية في العمل بشكل يومي وبذل المزيد من الجهود في المهام المتعلقة بالعمل.

ويعد هذه الاتجاه واسع الانتشار الذي أطلقته جو أحدث نوع في سلسلة من الاتجاهات الجديدة التي ترسم ملامح مكان العمل في أعقاب جائحة كوفيد، حيث أدّت عمليات الإغلاق المطولة والتحول المفاجئ إلى ثقافة العمل من المنزل إلى معاناة الكثير من الموظفين من الإجهاد والاحتراق الوظيفي، والاستقالة بمعدلات كبيرة شكّلت ما يُسمّى بالاستقالة الكبرى.

وعلى الرغم من أن الكثير من الشركات بدأت بالعودة إلى الحالة المعتادة في عام 2022، فقد أشارت خبيرة الاتجاهات المهنية في شركة غلاس دور (Glassdoor)، جيل كوتون، إلى أن العام الماضي شهد أرقاماً قياسية من حالات الاحتراق الوظيفي.

وقالت لفورتشن: "هذا يعني أننا لم نحقق التوازن اللازم للحياة في العمل، وذلك على الرغم من التغييرات التي أجريناها والمرونة التي حققناها ونماذج العمل عن بُعد التي اعتمدناها. وإذا فكّرنا ملياً فيما يبحث عنه الموظفون والعمال في الوقت الحالي، سنجد أنه الاستقلالية".

وقد انتشرت أشكال فرعية من الاستقالة الصامتة مثل الاستياء الضمني من العمل والعمل الفوضوي في جميع أنحاء العالم، لدرجة أنها كانت موضوع حلقات نقاش في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس الشهر الماضي، وقال الخبراء إن مثل هذه الاتجاهات تعكس تغيّر العلاقة بين الموظفين وأماكن عملهم، ويمكن أن تكون مؤشراً على حاجة مكان العمل إلى الإصلاح.

وقالت كوتون: "سيصبح الكثير من الموظفين المهرة منتجين عندما تساعدهم أماكن عملهم على ذلك، وأعتقد أن أثر اتجاهات أيام الأسبوع الكسولة التي يكون لها تأثير على الإنتاجية هو في الواقع ضئيل بالمقارنة مع أهمية تعاون الموظفين وأصحاب العمل لتشكيل مكان عمل يعزز الإنتاجية بأفضل شكل ممكن".


image
image