المحتوى محمي
المحتوى محمي
حكومي

تقرير يكشف أن الإنفاق على الرعاية الصحية قد لا يكون دليلاً على جودتها

من النتائج الرئيسية التي توصّل إليها البحث أن الولايات المتحدة لديها أدنى متوسط عمر متوقع عند الولادة، وأعلى معدلات وفيات للأمهات والرضّع.

بقلم


money

(مصدر الصورة: فورتشن العربية، تصميم: أسامة حرح)

تنفق الولايات المتحدة على الرعاية الصحية أكثر من الدول الأخرى مرتفعة الدخل حسب ما كشفه تقرير جديد، لكنّها على الرغم من ذلك لا تتصف بالمستوى الصحي نفسه لتلك الدول عند قياس المؤشرات الصحية.

ووجد التحليل أن الإنفاق على الرعاية الصحية في الولايات المتحدة تجاوز بكثير إنفاق البلدان الأخرى ذات الدخل المرتفع عند قياسه على أساس إنفاق الفرد أو النسبة من الناتج المحلي الإجمالي على حد سواء، ما لفت الانتباه إلى المشكلة الرئيسية المتمثلة في سهولة الحصول على هذه الرعاية، إذ إن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة ذات الدخل المرتفع التي لا توفر تغطية صحية شاملة.

وجاء في التقرير: "بالنسبة للولايات المتحدة، تتمثل الخطوة الأولى لتحسين وضع الرعاية الصحية في ضمان حصول الجميع على رعاية ميسورة التكلفة، كما أن المشكلة لا تقتصر على أنها الدولة الوحيدة التي لا تتمتع بتغطية صحية شاملة، ولكن يبدو نظامها الصحي وكأنه مصمم لإعاقة وصول الناس إلى الخدمات"، وذلك لأن التكاليف تدفع الناس إلى تأخير طلب الرعاية أو التخلي عنه تماماً.

واعتمد التقرير الصادر عن صندوق الكومنولث (Commonwealth Fund) على بيانات صحية من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) ومصادر إضافية من 38 دولة مرتفعة الدخل، ولاحظ المؤلفون أن النتائج التي توصّلوا إليها قد كانت في فترة الجائحة، أي ربما في مرحلة لم يتلقَّ الناس فيها مستوى الرعاية التي كانوا يتلقّونها سابقاً.

متوسط العمر ووفيات الأمهات والأمراض المزمنة

من النتائج الرئيسية التي توصّل إليها البحث أن الولايات المتحدة لديها أدنى متوسط عمر متوقع عند الولادة، وأعلى معدلات وفيات للأمهات والرضّع، وأعلى معدلات وفيات "للحالات التي يمكن تجنبها أو علاجها"، ومعدل سمنة يصل إلى ضعف معدل منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، كما أنها ضمن الدول التي تتصف بأعلى معدلات انتحار إلى جانب اليابان وكوريا الجنوبية.

ووفقاً للتقرير، فإن العدد الهائل من أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة في الولايات المتحدة يمثل أيضاً مشكلة رعاية صحية رئيسية يجب حلّها، إذ يعاني الأشخاص في الولايات المتحدة من أمراض مزمنة متعددة بمعدلات أعلى من البلدان الأخرى، ويشير الباحثون إلى أن أحد الحلول هو "تطوير القدرة على تقديم رعاية شاملة ومستمرة ومنسّقة جيداً"، بينما أحد أسباب المشكلة هو أن الأميركيين يزورون الأطباء بشكل أقل من نظرائهم في العديد من البلدان الأخرى. ويضيف التقرير إلى الحلول الممكنة تعزيز العلاقات بين الطبيب والمريض إلى جانب إتاحة الوصول للرعاية الصحية بأسعار معقولة.

وورد في التقرير أيضاً: "تُظهر نتائج المقارنة بين الدول أنّ بعض الجوانب الرئيسية لنظام الرعاية الصحية الفعّال تتمثل في دعم الوقاية من الأمراض المزمنة وإدارتها، والتشخيص المبكر وعلاج المشاكل الطبية، والوصول معقول التكلفة إلى تغطية الرعاية الصحية، وترشيد التكاليف. وقد وجدت دول أخرى طرقاً لتغطية هذه الجوانب جيداً، لذا تستطيع الولايات المتحدة تحقيقها أيضاً".


image
image