المحتوى محمي
Al-Majarra Al-Majarra Al-Majarra
المحتوى محمي
آراء وخبرات

الأصول البديلة توفّر عوائد أعلى ومخاطر أقل للمستثمرين

أحد الأسباب الرئيسية وراء الاهتمام المتزايد بالأصول البديلة هو السعي وراء عوائد أعلى، إذ يبحث المستثمرون عن طرق بديلة لإيجاد مصادر دخل إضافية مُحتمَلة وزيادة قيمة رأس المال.

بقلم


money

ألكسندر كافنديش، الرئيس التنفيذي لشركة هيدونوفا (مصدر الصورة: فورتشن العربية)

شهد قطاع الاستثمار تحوّلاً ملحوظاً نحو الأصول البديلة في السنوات الأخيرة؛ ففي حين كان المستثمرون يفضّلون الاستثمارات التقليدية مثل الأسهم والصناديق المشتركة، بدأت الأصول البديلة تكتسب شهرة متزايدة لدى الأفراد والمؤسسات بصفتها وسيلة لتنويع محافظهم الاستثمارية، وأحياناً تحقيق عوائد أعلى.

وأحد الأسباب الرئيسية وراء الاهتمام المتزايد بالأصول البديلة هو السعي وراء عوائد أعلى، إذ يبحث المستثمرون عن طرق بديلة لإيجاد مصادر دخل إضافية مُحتمَلة وزيادة قيمة رأس المال، وذلك على خلفية تشبُّع الأسواق التقليدية وتوفيرها فرص نمو محدودة. وتعد الأصول البديلة خياراً جذاباً لتحقيق تلك الأهداف استناداً إلى إمكانية تحقيقها عوائد أعلى.

وعلاوة على ذلك، توفّر الأصول البديلة للمستثمرين ميزة التنويع، إذ غالباً ما يكون ارتباط هذه الأصول بالأسواق التقليدية أقل، ما يعني أن أداءها قد يكون أقل تأثُّراً بالعوامل الاقتصادية الأوسع. وبذلك، يمكن للمستثمرين التخفيف من المخاطر وتقليل التقلبات من خلال تضمين الأصول البديلة في محافظهم الاستثمارية، ما يؤدي عموماً إلى عوائد أكثر استقراراً وثباتاً على المدى الطويل.

ماذا تشمل الأصول البديلة؟

الأصول البديلة هي فئة من الاستثمارات تتجاوز فئات الأصول التقليدية مثل الأسهم والسندات والنقد، وتشمل مجموعة متنوعة من الأصول الملموسة وغير الملموسة التي توفر إمكانية النمو والتنويع.

وما يميز الأصول البديلة هو خصائصها الفريدة وعوامل الأداء الخاصة بها، والتي غالباً ما تختلف فيها عن الاستثمارات التقليدية. وهذه بعض الأمثلة على الأصول البديلة:

العقارات: وتشمل العقارات السكنية والمباني التجارية وصناديق الاستثمار العقاري (REIT). توفّر العقارات إمكانية تحقيق دخل إيجاري وزيادة قيمة رأس المال وتنويع المحفظة الاستثمارية.

الأسهم الخاصة: وتتضمن الاستثمار في الشركات الخاصة غير المطروحة للتداول العام في البورصة، ويمكن أن تشمل استثمارات الأسهم الخاصة رأس المال الاستثماري المغامر (الجريء)، وشراء حصص مسيطرة في الشركة، والاستثمار في أسهم النمو، ويوفر هذا النوع فرصاً للمشاركة في نجاح الشركات الناشئة والشركات الواعدة.

القطع الفنية والمقتنيات: يمكن أن توفر الاستثمارات في القطع الفنية والمقتنيات النادرة والسيارات القديمة وغيرها من القطع الفريدة زيادة محتملة للقيمة بمرور الوقت. لكن مع ذلك، غالباً ما تتطلّب هذه الأصول خبرة وتقييماً دقيقاً لضمان الأصالة والموثوقية وطلب السوق.

العملات المشفرة: اكتسبت العملات الرقمية والمشفرة، مثل البيتكوين والإيثيريوم وغيرهما، شعبية واسعة في مجال الاستثمارات البديلة. وتوفّر هذه الأصول ميزة اللامركزية، وإمكانية تحقيق عوائد عالية، والاستفادة من تكنولوجيا البلوك تشين (سلسلة الكتل).

ركائز العوائد الأعلى لدى الأصول البديلة

هناك العديد من العوامل التي تسهم في إمكانية تحقيق عوائد أعلى في الأصول البديلة مقارنة بالاستثمارات التقليدية، والعاملان الرئيسيان هما التنويع وتقليل الارتباط بالأسواق التقليدية، فضلاً عن فرص الاستثمار الفريدة في فئات الأصول البديلة.

التنويع وتقليل الارتباط: تتميز الأصول البديلة بالقدرة على توفير فوائد التنويع للمحافظ الاستثمارية، وغالباً ما يكون ارتباط هذه الأصول مع فئات الأصول التقليدية مثل الأسهم والسندات منخفضاً أو سلبياً. ويشير هذا النوع من الارتباط إلى أنه عندما تواجه الاستثمارات التقليدية فترات ركود، يمكن أن تسلك الأصول البديلة مساراً مختلفاً أو حتى إيجابياً، وهذا يقلّل من المخاطر الإجمالية للمحفظة. وبذلك، يمكن للمستثمرين تعزيز العائدات المعدّلة حسب المخاطر من خلال التنويع والاستثمار في الأصول البديلة.

فرص الاستثمار: توفّر الأصول البديلة فرص استثمار لا تتوفر بسهولة في الأسواق التقليدية، وقد تكون هذه الفرص في القطاعات الناشئة أو القطاعات المتخصصة أو نماذج الأعمال غير التقليدية. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يوفّر الاستثمار في الشركات الناشئة أو الشركات في المراحل المبكرة من خلال صناديق رأس المال المغامر استثماراً في أفكار مبتكرة وإمكانات نمو عالية. وبالمثل، فإن الاستثمار في القطع الفنية أو المقتنيات أو العملات المشفرة يسمح للمستثمرين بالمشاركة في الأسواق ذات الديناميكيات وآفاق النمو المختلفة مقارنة بالأصول التقليدية.

مقارنة الأداء: الأصول البديلة والاستثمارات التقليدية

تكشف البيانات التاريخية إمكانية تحقيق عوائد أعلى في فئات الأصول البديلة، وذلك عند مقارنة أداء الأصول البديلة بالاستثمارات التقليدية مثل الأسهم والصناديق المشتركة، فقد أثبتت الأصول البديلة على مر السنين قدرتها على تحقيق عوائد جذابة، وتفوّقت غالباً على الاستثمارات التقليدية.

وبيّنت الدراسات أن بعض فئات الأصول البديلة، مثل الأسهم الخاصة ورأس المال المغامر، قد حققت عوائد قوية ضمن آفاق الاستثمار طويلة الأجل، إذ حقّقت صناديق الأسهم الخاصة تاريخياً عوائد سنوية تتراوح بين 10-20% في المتوسط أو حتى أعلى، متجاوزة عوائد مؤشرات السوق الواسعة مثل مؤشر إس آند بي 500 (S&P 500)، وذلك وفقاً لبيانات من مصادر متخصصة في القطاع.

وبالمثل، فإن استثمارات رأس المال المغامر في الشركات بمراحلها المبكرة تتصف بإمكانية تحقيق عوائد كبيرة، إذ بدأ بعض شركات التكنولوجيا المعروفة مثل أمازون وجوجل بصفة شركات ناشئة مدعومة برأس مال مغامر، وحقّقت ثروة كبيرة للمستثمرين الأوائل.

وبالمقارنة مع الاستثمارات التقليدية، أظهرت الأصول البديلة أنماط عوائد فريدة، إذ غالباً ما يكون ارتباط هذه الأصول بالأسواق التقليدية أقل، ما يسمح للمستثمرين بتنويع محافظهم الاستثمارية وربما تقليل المخاطر الإجمالية. وفي حين أن الأداء السابق لا يعد ضماناً للنتائج المستقبلية، فإن هذه الاتجاهات التاريخية تشير إلى أن الأصول البديلة كفيلة بتوفير عوائد جذابة للمستثمرين الراغبين في الخروج عن الاستثمارات التقليدية.


image
image