تريد المملكة العربية السعودية الاستحواذ على أكبر نجوم الرياضة في العالم ولا تخشى دفع أموال كبيرة من أجل إقناعهم! ووفقاً لأحد أشهر الرياضيين في العالم، لا يمكن لدولة أخرى منافستها!
وتستثمر السعودية المليارات في مشهدها الرياضي الناشئ؛ فلم تكتفِ ببناء ملاعب ضخمة ورعاية أحداث كبرى واستضافتها، بل أنفقت ثروة هائلة لجذب نجوم الرياضة من فِرق عريقة.
وفي مقابلة مع بلومبرغ نُشرت يوم الجمعة، دافع لاعب الكريكيت الإنجليزي، بن ستوكس، عن قرارات الرياضيين الذين انتقلوا إلى المملكة العربية السعودية للعمل، قائلاً: "لا يمكن التنافس مع المال! خاصة تلك الأموال التي تنفقها المملكة العربية السعودية ببذخ على أشخاص معينين. يمكن أن يكون الأشخاص في مراحل مختلفة من حياتهم الشخصية والمهنية مهتمين بأشياء معينة أكثر من غيرها". ولم يكن الوصول متاحاً إلى متحدث باسم الحكومة السعودية للتعليق على كلام ستوكس.
دخول السعودية في عالم الرياضة
لعبة الكريكيت هي ثاني أكثر الرياضات شعبية في العالم بعد كرة القدم، ويتابعها الكثيرون في دول مثل الهند والمملكة المتحدة وأستراليا، ولم تُخفِ المملكة العربية السعودية نواياها في ترسيخ مكانتها بوصفها مركزاً للعبة.
وقد صرّح رئيس الاتحاد السعودي للكريكيت (SACF) الأمير سعود بن مشعل آل سعود، في وقت سابق من هذا العام، أن المسؤولين يريدون أن يجعلوا المملكة العربية السعودية "وجهة عالمية للعبة الكريكيت". وذكرت وسائل إعلام أسترالية في أبريل/نيسان أن المملكة العربية السعودية تفكر في بدء بطولة للكريكيت في محاولة لجذب بعض اللاعبين الأكثر متابعة في هذه الرياضة.
وسترعى شركة أرامكو السعودية العملاقة للنفط المملوكة للدولة - وهي إحدى الشركات الأعلى قيمة في العالم، واحتلت المرتبة الثانية في أحدث قائمة لفورتشن غلوبال -500 كأس العالم للكريكيت لعام 2023 الذي سينطلق في أكتوبر/تشرين الأول. وستمثل بطولة الكريكيت السعودية خطوة أخرى في مساعي البلاد لإحداث ثورة في عالم الرياضة.
وقد ضخت بالفعل أموالاً في سباقات الفورمولا 1 والملاكمة والغولف وكرة القدم. واشترى صندوق الاستثمارات العامة السعودي الحصة الأكبر في نادي نيوكاسل يونايتد في الدوري الإنجليزي الممتاز في عام 2021 مقابل ما يقارب 300 مليون جنيه إسترليني (380 مليون دولار)، لكن استثماره الكبير في الرياضات المحلية جعل أسماء كبيرة تتنافس على أرضه، مثل السائق بسباقات الفورمولا 1 لويس هاميلتون ونجم كرة القدم كريستيانو رونالدو.
ويأتي سعي المملكة العربية السعودية لتصبح نقطة جذب رياضية كبيرة في الوقت الذي تتطلع فيه الدولة الغنية بالنفط إلى تنويع اقتصادها بعيداً عن الوقود الأحفوري. وقد أثبتت استعدادها لدفع رواتب ضخمة لنجوم الرياضة المشهورين، بوصفه جزءاً من هذه الاستراتيجية.
وقد وقّع رونالدو، الذي لعب لأول مرة مع فريق النصر السعودي لكرة القدم في يناير/كانون الثاني، عقداً لعامين ونصف مع النادي الذي قيل إنه سيحقق للنجم البرتغالي ما يصل إلى 200 مليون دولار سنوياً. وحسب ما ورد، سيتقاضى لاعب كرة القدم البرازيلي، نيمار، الذي انضم حديثاً إلى نادي الهلال السعودي قادماً من نادي النخبة باريس سان جيرمان الفرنسي، 160 مليون يورو (174 مليون دولار) من اللعب في المملكة العربية السعودية.
ومع ذلك، لم يقبل جميع نجوم الرياضة الذين حاولت السعودية جذبهم عروضها. فبحسب ما ورد، رفض نجم الغولف تايغر وودز ما لا يقل عن 700 مليون دولار للعب في بطولة ليف (LIV) للغولف الممولة من السعودية. وأفادت التقارير أن مجموعة من لاعبي كرة القدم رفضت أموال السعودية، من بينهم ليونيل ميسي أحد أشهر الوجوه في اللعبة الذي رفض عرضاً من الهلال هذا العام وفضَّل الانتقال إلى نادي إنتر ميامي الأميركي.
وبحسب ما ورد، عُرضت على ميسي صفقة بقيمة 545 مليون دولار سنوياً للعب في المملكة العربية السعودية، لكنه وافق على راتب يصل إلى 60 مليون دولار في الموسم من النادي الفلوريدي. وقال ميسي لصحيفة موندو ديبورتيفو الإسبانية في يونيو/حزيران: "لو كان الأمر يتعلق بالمال، لذهبت إلى السعودية أو أي مكان آخر، بدا لي المبلغ كبيراً، والحقيقة هي أن قراري كان في اتجاه آخر وليس من أجل المال."