استأنفت شركة جدة الاقتصادية (Jeddah Economic Company) العمل على مشروع برج جدة الذي سيصبح أطول برج في العالم عند اكتماله بارتفاع يزيد على 1,000 متر، متفوقاً على برج خليفة في دبي البالغ ارتفاعه 828 متراً عن سطح الأرض، حسب مجلة ميد.
تأسست شركة جدة الاقتصادية عام 2009، بصفتها مشروعاً مشتركاً بين شركة المملكة القابضة وشركة أبرار القابضة وشركة قلاع جدة ومجموعة بن لادن السعودية.
وقد توقف العمل على بناء البرج منذ عام 2017 لأسباب تتعلق بجائحة كوفيد-19 وأزمات مرت بها شركتان من شركات جدة الاقتصادية، إذ ألقي القبض على رئيس مجلس إدارة شركة المملكة القابضة التي تمتلك 33% من أسهم البرج، الوليد بن طلال، ورئيس مجموعة بن لادن المقاول الرئيس بالمشروع والتي تمتلك 17% من أسهمه، بكر بن لادن، خلال حملة باشرتها السلطات السعودية عرفت باسم "التطهير ومكافحة الفساد". وقد كان من المفترض تسليم البرج عام 2020.
ودعت شركة جدة الاقتصادية المقاولين لتقديم عطاءاتهم بحلول نهاية هذا العام للحصول على عقد لإكمال الهيكل القياسي، فيما أكد الرئيس التنفيذي لشركة المملكة القابضة، أكبر مالك بالمشروع، طلال إبراهيم الميمان، أن المناقصة طُرِحت رسمياً.
ومن المتوقع أن يشكل المقاولون تحالفات مشتركة تضم شركاء محليين ودوليين. ومن أبرز الشركات التي تمت دعوتها لتقديم عطاءات العقد: هيونداي للإنشاءات الهندسية الكورية الجنوبية، وشركة محمد عبد المحسن الخرافي وأولاده الكويتية، وباور تشاينا الصينية.
وستبلغ مساحة البرج عند اكتماله 530 ألف متر مربع، وسيحتوي على منطقة تجارية وسكنية بمساحة 57 مليون قدم مربعة تضم منازل وفنادق ومكاتب.
وقد بدأت فكرة بناء البرج عام 2008، وكان من المؤكد أنه سيتجاوز برج خليفة في الارتفاع.
واقترح المعماري الأميركي الذي سبق وصمم برج خليفة، أدريان سميث، التصميم الحالي للمبنى في عام 2010، وكان من المتوقع أن يبدأ تشييده في عام 2012 إلا أن البنية الجيولوجية للمنطقة المحيطة شكلت تحدياً لبنائه. وبدأ البناء في عام 2013، ووصل بناء البرج إلى المستوى 63 من أصل 252 مستوى بحلول مارس/آذار 2017.
ويتميز برج جدة بموقعه شمال جدة على البحر الأحمر، وهو مبني بشكل مثلث، ومنحدر من الخارج من أجل مقاومة الرياح من جهة، وحتى يكون معزولاً عن ضجة المدينة من جهة أخرى، ومن المقرر أن يتضمن البرج أعلى سطح مراقبة في العالم على ارتفاع 664 متراً فوق سطح الأرض.
كما سيتضمن البرج مرافق وخدمات أخرى، مثل فندق فور سيزنز من فئة خمسة نجوم، وسيتألف من 200 غرفة و500 غرفة فندقية ومكاتب عمل تمتد على سبعة طوابق، و325 شقة سكنية.
وعند انتهائه، سيكون البرج محور مدينة جدة الاقتصادية، وهو مشروع معتمد من الحكومة في جدة سيضم مجموعة من المباني السكنية والتجارية التي سيتم إنشاؤها في المنطقة.
تبلغ تكلفة البناء التقديرية للبرج نحو 1.23 مليار دولار، وستبلغ التكلفة الإجمالية لمشروع مدينة جدة الاقتصادية الذي يقع فيه البرج نحو 20 مليار دولار، ومن المتوقع أن يضيف المشروع 47 مليار ريال سعودي (12.53 مليار دولار) إلى الاقتصاد السعودي بحلول عام 2030.
ويعد برج جدة جزءاً من 15 مشروعاً عملاقاً تعتزم السعودية إنجازها باستثمارات تصل إلى مئات مليارات الدولارات في إطار سعيها لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط، وخلق فرص العمل، وتعزيز مكانتها الدولية مركزاً تجارياً وسياحياً.
وفي سياق آخر، أشارت مجلة ميد في عام 2022 إلى أن صندوق الاستثمارات العامة السعودي يخطط لإنشاء برج ضخم بطول كيلومترين على مساحة 18 كيلومتراً مربعاً شمال الرياض بتكلفة تقدر بنحو 5 مليارات دولار، في مسعى لبناء مزيد من ناطحات السحاب في المملكة. وسيكون ارتفاع البرج المقترح أكثر من ضعف ارتفاع برج خليفة في دبي.