بريتون وودز (Bretton Woods Agreement) هي اتفاقية تهدف إلى استقرار الاقتصاد العالمي بعد الحرب العالمية الثانية، من خلال تثبيت أسعار صرف العملات أمام الدولار مقابل ربط الأخير بالذهب، ليتحول الدولار من عملة محلية إلى عملة احتياطيات دولية.
الاتفاقية ربطت قيمة عملات الدول بالدولار فيما يعرف بـ "قاعدة الصرف بالدولار الذهبي"، وحددت سعر الدولار بمقدار 0.88671 جرام من الذهب الصافي، وأصبح السعر الثابت للأوقية (الأونصة) من الذهب 35 دولاراً. ووعدت الولايات المتحدة بموجب الاتفاق بتحويل أي دولار تحصل عليه البنوك المركزية في البلدان الأخرى إلى ذهب. استمر هذا النظام النقدي العالمي من منتصف أربعينيات القرن العشرين إلى أوائل سبعينياته.
عُقد مؤتمر بريتون وودز للدول الأعضاء في الأمم المتحدة يوم 1 يوليو/تموز 1944، واستمرت أعماله حتى 22 من الشهر نفسه في فندق جبل واشنطن بمنطقة بريتون وودز، نيو هامبشر، وسط حضور 730 موفداً من 44 دولة.
ويعود الفضل في اتفاقية بريتون وودز إلى شخصين مؤثرين، الأول هو الاقتصادي البريطاني جون ماينارد كينيز (John Maynard Keynes) الذي دعا إلى إنشاء بنك مركزي عالمي باسم اتحاد المقاصة (Clearing Union)، كما نادى بإصدار عملة احتياطية دولية باسم البانكور (Bancor).
والمؤثر الثاني في اتفاقية بريتون وودز هو كبير الاقتصاديين الدوليين في وزارة الخزانة الأميركية هاري ديكستر وايت (Harry Dexter White) الذي طالب بتأسيس صندوق إقراض لمساعدة الدول يكون للولايات المتحدة دور بارز به، بدلاً من إصدار عملة احتياطية عالمية جديدة.
نتائج اتفاقية بريتون وودز
- توحيد صفوف 44 دولة بعد الحرب العالمية الثانية.
- تأسيس مجموعة البنك الدولي (WBG) في يوليو/تموز 1944.
- تأسيس صندوق النقد الدولي (IMF) في يوليو/تموز 1944، والذي بدأ عمله رسمياً في 27 ديسمبر/كانون الأول 1945، ويضم 190 دولة، والهدف منه مراقبة أسعار صرف العملات ومنح القروض للدول الأعضاء.
- توقيع الاتفاقية العامة للتعرفة الجمركية والتجارة (GATT) في أكتوبر/تشرين الأول 1947.
- لعب صندوق النقد والبنك الدوليان دوراً مهماً في إعادة بناء أوروبا في أعقاب الحرب العالمية الثانية.
انهيار بريتون وودز (صدمة نيكسون)
في 15 أغسطس/آب 1971، أعلن الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون (Richard Nixon) تعليقاً مؤقتاً لقابلية تحويل الدولار إلى الذهب وفك الارتباط بينهما، وترك العملة الأميركية للسعر الذي تستحقه بالفعل في السوق، وجاء ذلك في أعقاب تراجع المعروض من الذهب في الولايات المتحدة، وهو الحدث الذي عرف بـ "صدمة نيكسون".
وفي عام 1973، انهار نظام بريتون وودز تماماً، وأصبح للدول مطلق الحرية بتعويم عملاتها وتحديد قيمتها من خلال حجمها في السوق العالمية والمقارنة بعملة بلد أخرى أو بسلة عملات.