يعتبر الاقتصاد الدائري نموذجاً للإنتاج بعد الاستهلاك عبر إعادة استخدام المواد المستهلكة بعد إصلاحها وتجديدها، وهو ما يعرف بـ "إعادة التدوير"، بهدف استثمار المواد بشكل كامل والمحافظة على موارد الكوكب وتقليل التلوث.
يقوم الاقتصاد الدائري على ثلاثة مبادئ هي: وضع طرق للتخلص من النفايات والتلوث، وجعل المنتجات قابلة للاستخدام أطول فترة ممكنة، وتجديد النظم الطبيعية والحفاظ على مواردها. وهو عكس الاقتصاد الخطي؛ حيث يتم تحويل الموارد الطبيعية إلى منتجات مقدر لها في النهاية أن تصبح نفايات بسبب طريقة تصميمها وتصنيعها. غالباً ما يتم تلخيص هذه العملية بعبارة "خذ، اصنع، اهدر" (Take, make, dispose).
10 حقائق عن نفايات يمكن تدويرها:
1 - تعتبر أنقاض البلاستيك أكثر أنواع القمامة وفرة في محيطات العالم.
2 - أكثر المواد الشائعة الموجودة عند تنظيف الشواطئ من المخلفات هي مغلفات الأطعمة، تأتي بعدها أعقاب السجائر والزجاجات البلاستيكية.
3 - من المتوقع أن يكون هنالك بلاستيك أكثر من الأسماك في المحيطات بحلول عام 2050.
4 - يفقد الاقتصاد العالمي 95% من قيمة مواد التغليف البلاستيكية التي تتراوح من 80 مليار دولار حتى 120 مليار دولار سنوياً.
5- يقدر معهد إعادة تدوير الحاويات (CRI) أن 36 مليار علبة ألمنيوم تم دفنها في حاويات القمامة العام الماضي، كانت قيمتها أكثر من 600 مليون دولار.
6 - يستغرق المحيط 450 عاماً لتفكيك البلاستيك، حسب تقدير الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي في الولايات المتحدة (NOAA)، والتي جمعت بيانات توضح المدة التي يستغرقها حطام بحري من صنع الإنسان للتحلل البيولوجي في البحر.
7 - الفلبين دولة تتكون من أرخبيل يضم أكثر من 7000 جزيرة، بطول 36.29 كيلومتراً من السواحل و4820 نهراً، يُقدر أنها تتسبب في انبعاث 35% من بلاستيك المحيط، وهي النسبة الأكبر عالمياً.
8 - تعد أستراليا من أكثر الدول التي تقوم بإعادة التدوير بنسبة 24.6% من حجم النفايات، حسب معدلات إعادة التدوير لكل دولة عام 2019.
9 - يُفقد أو يُهدر أكثر من ثلث إجمالي الأغذية المنتجة (حوالي 2.5 مليار طن) كل عام. ثلث هذا الهدر يحدث في مرحلة إنتاج الغذاء، وتقدر مجموعة بوسطن الاستشارية (BCG) أن هذا الطعام المهدر يساوي 230 مليار دولار.
10 - تقدر كمية السعرات الحرارية المفقودة من نفايات الطعام تقريباً بـ 24% من إجمالي السعرات الحرارية المتوفرة في الطعام عالمياً. وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن حوالي ثلث سكان العالم، معظمهم في البلدان النامية والبلدان ذات الدخل المنخفض، لم يكن لديهم ما يكفي للوصول إلى الغذاء في عام 2020، بزيادة قدرها 320 مليون شخص عن العام السابق.
يعتمد مفهوم إعادة التدوير على الإبداع والابتكار لتحويل النفايات إلى شيء مفيد، مثل التسميد؛ من خلال تحويل نفايات الطعام إلى سماد.
تحديات
ورد في كتاب صادر عن شركة أكسنتشر (Accenture) في العام 2015، بعنوان "النفايات إلى الثروة'' (Waste to Wealth)، أنّ الاقتصاد الدائري يمكن أن يسهم بما قيمته 4.5 تريليونات دولار بالنسبة للاقتصاد العالمي بحلول عام 2030 من خلال تطبيق تحوّل جذري في أنظمة الإنتاج والاستهلاك التقليدية. وبالتالي، فإن توسيع وتعميم الانتقال إلى نظام دائري عالمي يتطلب تعاوناً جدياً بين جميع القطاعات في جميع أنحاء العالم.
في العام 2019، أعلن المنتدى الاقتصادي العالمي عن مشروع جديد بالتعاون مع أكسنتشر خلال الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، بهدف تسخير الثورة الصناعية الرابعة للاقتصاد الدائري. وقال حينها رئيس مركز المنافع العامة العالمية في المنتدى الاقتصادي العالمي، دومينيك ووغراي: "تهدف هذه الشراكة إلى إطلاق حركة عالمية لإحداث تغيير جذري من خلال تحديد التقنيات الجديدة وحلول الأعمال التي تكسر اعتمادنا على استخراج الموارد الطبيعية، مع التوفيق بين أهداف حماية البيئة وأهداف تعزيز الاقتصادات"
ومن الممكن تقسيم التحديات الرئيسية للانتقال إلى الاقتصاد الدائري إلى أربع فئات رئيسية: إعادة تصميم سلاسل الإنتاج، ومواءمة التعميم مع المصالح التجارية، وتعزيز السلوك الدائري، وتصميم سياسات فعالة.
من الصعب جداً على الدول، وخصوصاً الدول محدودة الدخل التي تعتمد بشكل كبير على الواردات وصناعتها ضعيفة وتعتمد على المواد الأولية والزراعة، أن تطبق الاقتصاد الدائري وأن تقوم بإعادة تصميم شامل لسلاسل الإنتاج، بالإضافة إلى أن أهداف الاقتصاد الدائري قد تتضارب مع مصالح الرأسمالية للشركات والأفراد، ما يشكل عقبة كبيرة.
في 18 من مارس/آذار من كل عام، يحتفل العالم بـ "يوم إعادة التدوير العالمي"، وقد تم الاعتراف رسمياً باليوم العالمي لإعادة التدوير من قبل الأمم المتحدة في العام 2017. وذكرت مؤسسة إعادة التدوير العالمية (Global Recycling Day) أن "الابتكار الإبداعي" هو موضوع يوم إعادة التدوير العالمي لهذا العام.