المحتوى محمي
المحتوى محمي
مقابلة

الرئيس التنفيذي للقطاع الصناعي التابع لـ "مجموعة المسعود" هاني التنير يكشف عن أحد أهم أسرار نجاح الشركات العائلية

توفر مجموعة المسعود حزمة واسعة من الحلول الصناعية المتكاملة للقطاعات الرئيسية، مثل قطاع الطاقة والمياه والشحن والمناولة الأرضية والجوية وغيرها. 

بقلم


money

هاني التنير، الرئيس التنفيذي للقطاع الصناعي التابع لـ "مجموعة المسعود" (مصدر الصورة: فورتشن العربية)

"لقد عملت مع الشركة لفترة طويلة، وفي الواقع، الأمر الذي لم يتغير وقد يكون أحد أسرار النجاح، هو أنّ القيّمين عليها والمدراء يحافظون على القيم التقليدية التي نشأت على أساسها الشركة، وانطلاقاً من هذه القيم يتطلعون للمستقبل. الآن على سبيل المثال، نتطلع لحلول مستدامة في القطاعات التي ننشط فيها"، هكذا وصف الرئيس التنفيذي للقطاع الصناعي التابع لـ "مجموعة المسعود"، هاني التنير، إكسير نجاح المجموعة التي تستمر في العمل بمجالها منذ أكثر من 50 عاماً. 

تولى التنير منصبه الذي يشغله حالياً  بعد عودته للمجموعة عام 2020، إذ سبق والتحق بها للمرة الأولى عام 1994 ونشط في مجال خدمات الأعمال والحلول اللوجستية، كما شغل مناصب إدارية وتجارية متنوعة في أقسام المركبات والمعدات التجارية والتصنيع والطاقة والإطارات حتى عام 2013. 

وشغل التنير بعد ذلك مناصب متعددة في شركاتٍ صناعية مختلفة، في كل من دبي وقطر والأردن، حيث تمثَّل دوره في تطوير استراتيجيات إعادة التمركز للشركات العاملة في هذه الأسواق الإقليمية المهمة.

فورتشن: كيف نمت مجموعة المسعود وتطورت خلال أكثر من 50 عاماً؟ 

التنير: أسس محمد بن مسعود الشركة في العام 1970، وبعده انتقلت إلى أبنائه الثلاثة وإلى أحفاده الذين يديرون العمل الآن، وهي لا تزال شركة عائلية تحافظ على قيم مؤسسها حتى هذه اللحظة. وقد بدأ مثل كثيرين بداية السبعينيات في التجارة العامة كالسيارات والمعدات الثقيلة. 

تطورت أعمال الشركة لاحقاً، لتوفر مجموعة المسعود حزمة واسعة من الحلول الصناعية المتكاملة للقطاعات الرئيسية، مثل قطاع الطاقة والمياه والشحن والمناولة الأرضية والجوية وغيرها. كما تلبي الأقسام الصناعية للشركة احتياجات قطاع النقل من إطارات وبطاريات ومستلزمات متقاربة. 

وتوفر المجموعة منتجات وخدمات بالشراكة مع أبرز العلامات التجارية العالمية والحلول التصنيعية المحلية. كما تعمل أقسام الطاقة والهندسة والصناعة في مجموعة المسعود على النهوض بخدمات التصليح والصيانة وإعادة التصنيع لتلبية احتياجات الدولة، والمنطقة بشكل عام.

وقد بنت المجموعة شراكات مع عدد كبير من العلامات التجارية العالمية، مثل شركة فولفو بنتا (Volvo Penta)، أحد موردي التطبيقات الصناعية والبحرية، وشاحنات يو دي (UD Trucks) وشاحنات رينو (Renault) وشركة مان إنيرجي (Man Energy)، وهي  شركة إقليمية متخصصة في مجال الطاقة، وشركة بريجستون (Bridgestone) للإطارات وغيرها من العلامات التجارية. ومعظم هذه الشراكات لا يزال قائماً حتى اليوم منذ نحو 50 عاماً، ما يدل على علاقات صلبة مع هذه الشركات.

فورتشن: أين تقف مجموعة المسعود من مفاهيم الاستدامة التي أصبحت أكثر من ضرورية خاصة في الشركات الكبرى؟

التنير: الاستدامة عنصر وركن مهم جداً في الشركات العائلية على عكس الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، أو حتى الشركات الناشئة. لا تعد الأرباح الهدف الأساسي الذي يدفع ويحرّك الشركات العائلية الكبرى، وهذا ما يميز نوعي الشركات عن بعضها بعضاً، إذ تدفعنا قيم العائلة، مثل الحفاظ على راحة وحياة الموظفين الذين يعملون معنا في الشركة؛ وبالتالي، الاستدامة عنصر مهم جداً في الأجندة.

 كل علامة تجارية وقّعنا عقوداً تجارية معها وقعت على اتفاقية باريس للحفاظ على خفض الانبعاثات والحرارة، ونيسان، شريكتنا، كانت أول مصنع سيارات ياباني وقع هذه الاتفاقية، وتوتال إنيرجيز وفولفو كذلك الأمر، فضلاً عن العلامات التجارية الأخرى التي نمثلها. 

أنشأنا أيضاً أهداف استدامة خاصة بنا، وبدأنا تدريبات حول كيفية العمل كشركة تلتزم الحياد الصفري، وبدأنا مراجعة استشاريين في الاستثمار البيئي والاجتماعي والحوكمة (ESG) لبناء إطار مناسب للمجموعة على الرغم من أننا لسنا شركة مصنّعة، وقد قررنا إطلاق تقرير خاص في هذا المجال، فهو مفيد جداً لنا وللقطاع الذي نمثّله. وضعنا أيضاً استراتيجية لاعتماد اللاورقية، ووقف استخدام البلاستيك ابتداءً من يناير 2023، كما أن لدينا هدفاً محدداً لخفض إنتاج النفايات، واعتماد إعادة التدوير بنسبة ارتفاع 20% سنوياً. 

من منظورنا، تتخطى الاستدامة حدود المناخ والبيئة والانبعاثات، وتتطرق أيضاً للشمول والتنوع. وتتميز مجموعة المسعود في أنّ موظفيها الذين يبلغ عددهم نحو 3,000 موظف، يمثلون أكثر من 65 جنسية. وللشركة أيضاً برامج متنوعة تتعلق بدعم وتمكين المرأة في العمل، وتجدر الإشارة إلى أنّ النساء يشكلن 8% من إجمالي الموظفين في المجموعة، لأنّ 70% من الموظفين هم عمال (كعمال البناء والميكانيكيين)، لكنّهن يحظين بنسبة 50% من المراكز الإدارية في الشركة.

تعتمد الشركة مبدأ توطين الوظائف، فكنا أول شركة في القطاع الخاص الإماراتي تحقق هدف توطين الوظائف بنسبة 10% من إجمالي الموظفين. لدينا أيضاً أقسام لا يديرها ويعمل فيها سوى إماراتيين، وقد طورنا برامج خاصة للشباب الإماراتي لتطوير مهاراتهم في التدريب المهني والإدارة.

فورتشن: كيف تتعاملون مع الشركات الناشئة ورواد الأعمال وهل هم من ضمن سلّم أولوياتكم كشركة؟

التنير: تحرّك روحية ريادية كبيرة مجموعة المسعود، وبالتالي، ومن ضمن مبادئ الشمول التي نعتمدها، هي أن نكون شاملين في تعاملنا مع البائعين، وبالتالي نرحب بالخدمات التي تقدمها الشركات الصغيرة والناشئة لنا، مثل شركات تقديم الطعام (catering)، كخدمات التسويق والتصميم. نتيح لهذه الشركات الاستفادة من طيف واسع من الخدمات التي بإمكانها أن توفرها لنا، كذلك الأمر بالنسبة للشركات الناشئة التي نسعى للتعاون معها في المجالات كافة. 

فورتشن: ما موقف مجموعة المسعود من التطور والتغيير الذي فرضته التكنولوجيا خاصة في فترة ما بعد جائحة كوفيد-19، وأين تقفون من الابتكار؟

التنير: أعتقد أن أحد الأسباب التي مكنتنا من عبور مرحلة الجائحة والحفاظ على دورنا وعلى ثبات عملياتنا هو امتلاكنا التكنولوجيا اللازمة لذلك، واستخدامها بشكل تلقائي وسلس في أقسامنا. بعد الجائحة، ومن وجهة نظر عملية، نتطلع إلى التكنولوجيا من منظار المكننة وما يمكن أن توفره لنا في إدارة بعض أقسامنا، ونسعى لتطوير نظام التخطيط لموارد المؤسسات (ERP Enterprise resource planning) الخاص بنا، وهو أحد أنواع أنظمة البرامج التي تساعد المؤسسات على أتمتة عمليات الأعمال الأساسية وإدارتها لتحقيق الأداء الأمثل بما سيتيح لنا تسهيل هذه العملية. 

في عمليات قطاع التجزئة بشكل خاص، هناك مجهود أكبر للاعتماد على التطبيقات وعلى التسوق الرقمي وما يتيحه من جمع وتحليل للبيانات. ونحن في صدد استخدام أنظمة تخطيط أكثر تطوراً لمساعدتنا في تحقيق استراتيجيتنا المستقبلية.

وفي سياق عملنا وتعاوننا مع الحكومات، فنحن نزودها بالسيارات مثلاً فضلاً عن خدمات ومنتجات أخرى، اعتمدنا كثيراً على التكنولوجيا خلال الجائحة، فأطلقنا شات بوتس وصالة عرض رقمية وغيرها من التسهيلات لتأمين استمرار العمل. فاعتماد التكنولوجيا ينبثق من قناعة إدارة الشركة بأننا من خلالها نتمكّن من القيام بالأمور بشكل أفضل وننمو بشكل أفضل وهذا ما يعطينا "الغطاء" للقيام بكل ذلك.

فورتشن: ما مدى أهمية المشاركة في الفعاليات مثل مشاركتكم في معرض أديبك؟

التنير: معرض أديبك، أحد أكبر الفعاليات في قطاع الطاقة والنفط على مستوى العالم، مهم جداً لمجموعة المسعود منذ اليوم الأول، ونحن نشارك في هذا المعرض منذ 23 سنة على التوالي، وهو مهم لأن أديبك بنى علامته التجارية الخاصة ليصبح الحدث الأبرز في هذا المجال حول العالم، ومن الرائع أنه يستمر بالنمو والتوسع خاصة مع الابتكارات في قطاع الطاقة والنفط. فأصبحنا نرى أكثر من مجرد مزودي خدمات في القطاع، وبالنسبة لنا، تعد المشاركة في فعاليات مماثلة أمراً بديهياً. 

ونحن بشكل عام نسعى إلى المشاركة في المعارض الأبرز في مجالنا، أكان إيكوويست (Ecowaste)، الذي يعنى بإعادة التدوير والطاقة المتجددة، أم بيغ فايف (Big 5)، أحد أكبر المعارض في مجال المنشآت، وغيرها. وقد شاركنا أيضاً في الفعاليات الرقمية التي حصلت خلال الجائحة، والتي ساهمت في الحفاظ على الرابط والحوار بين العاملين في القطاعات. 

بشكل عام لا نعتقد أنّ المعارض والفعاليات الرقمية قد تحلّ محل المعارض على أرض الواقع، ونحن نظنّ أنّ الجمهور لا يزال يفضل هذا النوع، والدليل على ذلك هو التسارع الكبير إلى معاودة الحضور بمجرّد إزالة ضوابط كوفيد-19 ومعاودة المعارض نشاطها. 

فورتشن: ما مشاريع توسّع مجموعة المسعود في  2023؟

التنير: إنّ بعض خدماتنا موجود في الإمارات، ونحن موجودون في البحرين أيضاً. ومع نمو القيمة المضافة التي نقدمها والخدمات التي نوفّرها، أصبح بإمكاننا تصدير خدماتنا للسعودية وعمان، وننوي القيام بالمزيد في السوق السعودية مدفوعين بالخدمات الإضافية التي تتركز على التصنيع والتجميع. كما نهدف إلى التوسع في الخليج. إنّ الشراكات لا تنتهي والفرص كذلك في القطاعات كافة.

قطاع التصنيع نشط جداً في السعودية، أما في قطاع الطاقة، وهو قطاع أعمال تقليدي، فهناك تركيز على الابتكار سواء على صعيد الطاقة الشمسية، أو الهيدروجين والطاقة البديلة بشكل عام، وشراكاتنا مع الشركات العالمية تتيح لنا التوسع أكثر في هذه المجالات. بشكل عام، تتركز استراتيجيتنا على التوسع بخدمات ومنتجات مستدامة، ما يسمح بخدمة أفضل.

استراتيجيتنا تركز على ما لدينا والبناء حوله والتوسع، والحفاظ على ما بنيناه وأن نكون أكثر استدامة.

بعد المبيعات وتوسيع هذا النوع من العلاقات مع العملاء، هناك تركيز على الخدمات الاستشارية التي نوفرها في مسعانا للتركيز على خدمة العميل على أفضل وجه.


image
image