المحتوى محمي
Al-Majarra Al-Majarra Al-Majarra
المحتوى محمي
قصة ريادة

أزديف تنافس بسوق تنظيم الفعاليات بأميركا والإمارات والسعودية

المنافسة في قطاع تنظيم الفعاليات أصبحت قوية، خصوصاً مع اعتماد بعض دول المنطقة على جذب الشركات العالمية، ما يمثل تحدياً أمام أزديف، ولكن لديها القدرة -وغيرها من الشركات المحلية- على مجاراة تلك المنافسة.

بقلم


money

ريان عزب، الشريك المؤسس في شركة أزديف (مصدر الصورة: فورتشن العربية)

تسعى شركة أزديف (AZDEF) الأميركية المتخصصة في الديكور الموسمي وإدارة الأحداث بأميركا والإمارات والسعودية إلى قيادة قطاع الفعاليات بالمنطقة، وأن تصبح شركة رائدة في هذا المجال قبل 2030، وفقاً للشريك المؤسس فيها، ريان عزب، الذي يؤكد أن الشركة قادرة على المنافسة مع الشركات الأجنبية التي جاءت للعمل بالمنطقة.

انطلاق الفكرة من أميركا

شغف المشروعات كان يراود عزب منذ أن كان صغيراً، فعندما كان طالباً بالمدرسة الابتدائية في السعودية، كان يشتري أطعمة وحلوى ويبيعها لزملائه بالمدرسة، متأثراً بالمقصف المدرسي، وهو المكان المخصص لبيع الوجبات بالمدرسة، من ثم، سافر إلى أميركا للدراسة بالمرحلة الثانوية ثم الجامعة.

وبدأت فكرة أزديف عندما كان عزب يدرس إدارة الأعمال في جامعة بارك (Park University) في الولايات المتحدة. وكان حينها يعمل في أحد البنوك إلى جانب دراسته، ولكنه كان يشعر بأن إمكانياته أكبر من مجرد وظيفة، فكان يفكر في مجال الأعمال وتأسيس المشروعات منذ صغره، وفقاً لحديثه مع فورتشن العربية.

خلال إقامته بمدينة كيزر سيتي، وجد عزب أن هناك العديد من الفعاليات تقام في تلك المدينة، وأن ثمة فنانين يأتون لمقابلة جمهورهم خلالها. ومن هنا، وجد أن هناك فرصة في هذا القطاع، وفكر في دخول مجال تنظيم مثل تلك الفعاليات، فأنشأ شركة ريان إنترناشيونال برودكشنز (Rayan International Productions) عام 2005، وكان ما يزال طالباً.

كان عزب واحداً من طلاب قليلين أسسوا شركات في أثناء الدراسة بجامعاتهم، إذ كان يشعر بأن له قيمة مختلفة، ولا يريد أن يكون مثل أي طالب سعودي يدرس بالخارج ويحلم بإنهاء دراسته والعمل لمدة عامين؛ ليعود إلى بلده من أجل الالتحاق بوظيفة عادية.

واجه عزب تحديات في البداية تتلخص في عدم وجود الخبرة الكافية في الإدارة أو توقيع العقود، إلى جانب قلة الأموال التي يمتلكها، فكانت الشركة فوق قدرات طالب جامعي، ولكنه امتلك الإصرار على النجاح.

كانت تكلفة أول فعالية في المجال الفني 3000 دولار، ولم يكن مع عزب سوى 1500 دولار ادخرها من عمله في البنك، فتعاون معه صديق له لم يذكر اسمه بباقي المبلغ، ولكن مُني عزب بخسارة حوالي 40% من هذا المبلغ، لكنه يؤكد أنها كانت أفضل أموال يخسرها، لأنه تعلم بعدها الإدارة الصحيحة للفعاليات وتجنب بعض الأخطاء، وساعد ذلك على تكوين عقليته الريادية ومعرفة الإدارة الجيدة للمشاريع.

فكرة تأسيس شركة في أميركا كانت مخاطرة، وفقاً لعزب الذي يصف نفسه على أنه شخصية مغامرة، وكان يعلم أن تلك الخطوة صعبة خصوصاً مع عدم امتلاكه الخبرة الكافية، إذ كان ما يزال طالباً، لكنه كان يشعر بأنه سينجح في هذا الطريق.

الانطلاق بالمنطقة العربية

استمرت الشركة 4 سنوات، ثم قابل عزب رائد الأعمال الأميركي جيمز دافينا (James DeFina) وكان معجباً بفكرة عزب. وكان والد دافينا رئيساً سابقاً لشركة باناسونيك (Panasonic) ويمتلك خبرة في الإدارة، وطلب من عزب التعمق أكثر في مجال الفعاليات والترفيه، وأطلقا معاً شركة أزديف عام 2008 في نيوجيرسي بأميركا.

بدأت الشركة بتقديم خدمات تنظيم الأحداث بما فيها الحفلات الموسيقية وعروض الأزياء التي تستفيد من ظهور الفنانين لإحداث أقصى قدر من التأثير وجلب المبيعات للعلامات التجارية وفرص التسويق لمجموعة واسعة من العملاء الدوليين.

في ذلك الوقت، كان طموح عزب هو الانطلاق بالمنطقة العربية، وبالتحديد في الإمارات والسعودية، ويقول: "كنت أطمح إلى تقديم خدماتنا بدبي كبداية للوجود بالمنطقة، لكنني كنت أرى أنه طموح صعب تحقيقه، فلم تكن المنطقة تهتم في ذلك الوقت بتنظيم الفعاليات المختلفة، وفكرة وجود سعودي أوخليجي يدير شركة تنظيم فعاليات لم تكن مقبولة، ولكن كان لديّ طموح خجول، خوفاً من عدم احترام البعض لهذا العمل".

على الرغم من ذلك، قرر عزب التوسع بالشركة إلى الإمارات في 2008، معتمداً على رؤيته بأن سوق تنظيم الفعاليات ستنمو بالمنطقة، ولكنه كان يخشى من عدم دعم الحكومات لهذا القطاع. إنما، وبدءاً من 2010، لقيت الفعاليات رواجاً كبيراً في الإمارات، ثم بدأت الأمور تتغير كثيراً في المملكة العربية السعودية، حيث وسّع عزب أعماله في 2010 مع المراكز التجارية والمجمعات السكنية، ثم انطلق في الفعاليات بشكل أكبر في 2013.

بدأت الشركة بالمنطقة بتقديم خدمات ديكور المواسم، مثل الديكورات التي تتجه إليها المراكز التجارية أيام شهر رمضان، بجانب الفعاليات الخاصة بالأطفال والعائلات في تلك المراكز.

نظمت الشركة العديد من الفعاليات بالتعاون مع بعض الجهات، منها الهيئة العامة للترفيه بالسعودية، ودائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي، ومهرجان دبي للتسوق، كما عملت أيضاً في قطر، خلال تنظيمها لكأس العالم، بالإسهام في تصميم ديكور الكورنيش، حسب عزب.

القدرة على النمو

حققت أزديف معدلات نمو من 15% إلى 20% في العام السابق لجائحة كوفيد-19، وبعد الجائحة، أصبح معدل النمو من 5 إلى 8%، حسب عزب الذي يشير إلى أن السبب في ذلك هو أن تكاليف الفعاليات قلّت عن السابق، على الرغم من وجود فعاليات كثيرة، ويعتقد أنه بدءاً من 2024 ستعود الأمور إلى ما كانت عليه.

ومن المتوقع أن تنمو سوق الفعاليات في الشرق الأوسط وإفريقيا من 53.63 مليار دولار في عام 2022 إلى 76.67 مليار دولار بحلول عام 2028، وفقاً لتقرير ريبورت لينكر (Reportlinker) الفرنسية لتحليلات وتوقعات السوق.

ويشير عزب إلى أن هذه السوق ستنمو بالمنطقة أكثر من أوروبا وأميركا؛ بسبب معاناتهما من مشاكل مالية، عكس منطقة الخليج، ما يدل على تحسن القطاع في المنطقة بشكل أكبر، لافتاً إلى أنه خلال السنوات الخمس القادمة ستصبح المنطقة رائدة في قطاع تنظيم الفعاليات، ويقول إنّ المطرب كان يشعر سابقاً أنه وصل إلى قمة مجده بمجرّد أن يغنّي على خشبة في أميركا أو أوروبا، أما الآن فهو يشعر بذلك عندما يغني في دبي أو السعودية، ما يعبر عن قيمة هذه السوق بالمنطقة.

يشير عزب إلى أن ما يراه حالياً بالإمارات والسعودية، والخليج بشكل عام، من فعاليات كان بمثابة طموح وحلم بالنسبة له، فالأمور أصبحت أفضل مما كان يتوقع، مضيفاً إن المنطقة أصبحت مبتكِرة في تنظيم الفعاليات، بعد أن كانت في البداية تقلّد بعض الفعاليات الأجنبية، ولكن حالياً يتم تنظيم فعاليات متوافقة مع الثقافة العربية.

يرى عزب أن ما ينقص المنطقة لنمو هذا القطاع هو دعم الشركات الصغيرة المحلية العاملة في هذا المجال؛ من خلال تمويلها من قبل البنوك، مثلما يحدث في أميركا وأوروبا، لتعمل تلك الشركات بجانب الشركات الكبرى أو الأجنبية.

المنافسة

يرى عزب أن المنافسة في هذا القطاع أصبحت قوية، خصوصاً مع اعتماد بعض دول المنطقة على جذب الشركات العالمية لتنظيم الفعاليات، ما يمثل تحدياً أمام أزديف. لكن عزب يثق في قدرة الشركة وغيرها من الشركات المحلية على مجاراة تلك المنافسة التي تُعتبر بمثابة نقطة إيجابية، تجعل الشركات المحلية تعمل بكامل طاقاتها وتبحث عن الابتكار للتنافس مع شركات أجنبية لديها خبرة أكثر من 50 عاماً في هذا القطاع، مؤكداً أن هناك شباب اكتسبوا خبرات بالعمل مع تلك الشركات الأجنبية.

أما عن منافسة أزديف مع الشركات المحلية فيشير عزب إلى أن هناك احتياجاً كبيراً للعديد من الشركات للعمل بهذا القطاع، وأن السوق تستوعب العديد من المنافسين، مضيفاً إن الميزة التنافسية لدى أزديف هي خبرتها في تنظيم الفعاليات خارج المنطقة، مؤكداً أنه خليجي بخبرة عالمية، إذ تعتمد بعض الشركات بالمنطقة على جذب الخبرات من الخارج، ولكنه يمتلك تلك الخبرة والرؤية المختلفة في إدارة المشاريع.

ويقول عزب إن بدايته المبكرة مع تنظيم الفعاليات جعلته يتجاوز أي أخطاء يمكن أن يقع فيها أي شخص يبدأ في هذه السوق الآن، مشيراً إلى أن شركته قادرة على الاستمرار في أسوأ الظروف لامتلاكه القدرة على التعامل مع أي تحديات؛ وذلك من واقع دراسته وعمله بأميركا. والدليل على ذلك هو عدم حاجة الشركة إلى جذب استثمارات منذ نشأتها، وقدرتها على تغطية نفقاتها ومصاريفها وتحقيق الربح والنمو، مضيفاً إن نسبة كبيرة من الشركات بالخليج كانت في حاجة إلى استثمارات من أجل النمو خصوصاً بعد جائحة كوفيد-19.

الرنين المغناطيسي

إلى جانب تنظيم الفعاليات، تنظم الشركة ندوات خاصة بسلامة التصوير بالرنين المغناطيسي، وندوات حول أهمية وجود إجراءات لحماية المرضى والموظفين القائمين على جهاز الرنين من الممارسات الخاطئة من أجل سلامتهم. 

وكان السبب في توجه عزب إلى ذلك هو خبرة والده في المجال الطبي قبل وفاته، إذ كان يحمل شهادة الدكتوراة في إدارة المستشفيات، وكان يدرك أهمية هذا المجال. ووجد عزب ندرة في مثل تلك الندوات والمؤتمرات بمنطقة الخليج عكس انتشارها بأميركا وأوروبا، لذلك أراد أن يكون رائداً في نشر الوعي حول ذلك بالمنطقة، وهو يطمح إلى الاستمرار في تنظيم ندوات مماثلة تساعد على نشر التوعية في القطاع الطبي لمواطني دول الخليج.

خطط مستقبلية

تخطط أزديف إلى أن تكون رائدة بمجال الديكور في المنطقة، وأن تساعد الشركات الجديدة من خلال تقديم النصح والإرشاد لها، حسب عزب الذي يشير إلى أن لديه رغبة في مساعدة أي شركة تدخل قطاع الفعاليات لتتخطى مشاكل كثيرة يمكن أن تمر بها خصوصاً في الإدارة، لتكون أزديف مثل المعلم لها.

ويضيف عزب إن من ضمن خطط أزديف أيضاً التوسع بالمغرب ومصر والكويت، إذ يرى أن تلك الدول تمتلك سوقاً تنمو بشكل سريع، ويريد أن يساعد في هذا النمو، ويشير إلى أن من أهم أهدافه حالياً هو الحفاظ على الجودة التي يقدمها من خلال خدمات الشركة، وفي مرحلة أخرى يمكن أن تجذب الشركة مستثمرين لتحقيق نمو وتوسع أكبر.

مساعدة الشركات على التوسع بالمنطقة والخارج

فتحت أزديف الباب أمام عزب لاقتناص فرص متنوعة من خلال تعامله مع العديد من الشركات خارج المنطقة. ووجد عزب أن هناك شركات تريد أن تتوسع في أميركا، وأخرى بالخارج تريد أن تتوسع بالمنطقة، وكانت هذه رغبة والده، على حد تعبيره، إذ كان يريد أن يرى شركات عالمية تتوسع في السعودية في القطاع الطبي، فقرر عزب استخدام خبرته، وسد تلك الفجوة.

أطلق عزب شركة عزب الاستشارية بأميركا في 2022، والتي تساعد الشركات على التوسع المحلي داخل المدينة أو الولاية التي تريدها، أو التوسع على الصعيد الدولي. ساعدت تلك الشركة العديد من الشركات على التوسع دولياً بصفقات قيمتها أكثر من 150 مليون دولار.

ثم أسس عزب شركة آب رايت (UPRIGHT) بالسعودية في 2022، لتكون ممثلة لشركته الأميركية، وتساعد الشركات أيضاً على التوسع بالمنطقة، وتقديم الاستشارات لها، ومساعدتها في الإجراءات.

أهداف

يهدف عزب إلى أن يكون خير ممثل للسعودية والخليج، ويساعد الشركات التي تريد الدخول إلى السوق الخليجية. وإلى جانب ذلك، يريد أن يصبح مستثمراً في الشركات الصغيرة والناشئة بالمنطقة في جميع المجالات، لأنه لم يجد من يستثمر معه عندما كان مشروعه في بداياته.

ويأمل عزب أن يساعد الشباب حتى لا يمروا بنفس المشاكل التي عانى منها في بداياته، ويتجنبوا الأخطاء التي وقع فيها، خصوصاً مع إدراكه لوجود عدد كبير من الشباب المتحمس والمبتكر، وينصحهم بتبنّي المخاطرة وتحويل أفكارهم لمشروعات.


image
image