المحتوى محمي
Al-Majarra Al-Majarra Al-Majarra
المحتوى محمي
مالية ومصارف

أرباح يو بي إس بلغت 29 مليار دولار من صفقة الاستحواذ على منافسه كريدي سويس 

عندما تستحوذ شركة على أخرى، فإنها تدفع سعراً أعلى من سعر السوق، ما يؤدي إلى إنشاء أصل غير ملموس يسمى "الشهرة"، وهو يمثل الفَرق بين القيمة المتصورة للشركة المستهدفة وسعر الاستحواذ.

بقلم


money

(مصدر الصورة: شاترستوك- مايكل ديرير فوكس)

في خطوة يمكن اعتبارها صفقة العَقْد، أعلن بنك يو بي إس (UBS) عن تحقيق مكاسب استثنائية في الربع الثاني، بعد أن أنقذ منافسه بنك كريدي سويس (Credit Suisse) من أزمة سيولة ناجمة عن انهيار بنك وادي السليكون.

كشف الرئيس التنفيذي لبنك يو بي إس، سيرجيو إرموتي، عن أن البنك حقق أرباحاً صافية مذهلة بلغت 29 مليار دولار، وهي زيادة كبيرة بمقدار 14 ضعفاً تُعزى فقط إلى هذا الاستحواذ الطارئ.

صرّح سيرجيو: "فخورون جداً لثقة العملاء بنا"، مستشهداً بعملاء إدارة الثروات الذين يضعون المزيد من أموالهم في البنك على الرغم من التوترات المحيطة بالصفقة. ومع ذلك، فإن هذه المكاسب الكبيرة في الربع الثاني هي مكاسب ورقية ناتجة عن "الشهرة السلبية" الناجمة عن الصفقة، ومع أن المصطلح يبدو سيئاً، إلا أنه في الواقع علامة على المهارات القوية في التفاوض.

عادة، عندما تستحوذ شركة على أخرى، فإنها تدفع سعراً أعلى من سعر السوق، ما يؤدي إلى إنشاء أصل غير ملموس يسمى "الشهرة"، وهو يمثل الفَرق بين القيمة المتصورة للشركة المستهدفة وسعر الاستحواذ.

في معظم الحالات، يُنظر إلى الشهرة الأقل على أنها ميزة للمستثمرين، لأن الشهرة الكبيرة للغاية يمكن أن تؤدي إلى تكاليف كبيرة مرتبطة بانخفاض القيمة إذا لم تتحقق الافتراضات بشأن الصفقة.

قد يكون المثال الأكثر شهرة هو شركة أيه أو إل تايم وارنر (AOL Time Warner). فبعد الاندماج في ذروة فقاعة الإنترنت، خسرت المجموعة الجديدة في عام 2002 ما يقرب من 100 مليار دولار من المكاسب المتحققة من الشهرة الناتجة عن الصفقة، ما أدى إلى أكبر خسارة في تاريخ الشركة.

وعلى سبيل المقارنة، حقق بنك يو بي إس شهرة سلبية من خلال دفع مبالغ قليلة لبنك كريدي سويس. في وقت الاستحواذ الطارئ، كان بنك كريدي سويس يتداول بالفعل بانخفاض كبير في قيمته الدفترية عندما أخبر بنك يو بي إس الحكومة الفيدرالية أنه لن يوافق على الشراء إلا إذا كانت الصفقة بسعر أقل من ذلك. وفي النهاية، اتفقوا على إنهاء 166 عاماً من تاريخ كريدي سويس مقابل 3 مليارات فرنك سويسري (3.4 مليارات دولار) فقط.

التشتيت هو أكبر خطر يواجه عملية التكامل الآن

كشفت النتائج الفصلية اليوم عن الحجم الهائل للحسم الذي حصل عليه مقابل عملية الاستحواذ. بفضل مفاوضات رئيس مجلس الإدارة، كولم كيليهر، تَمكّن يو بي إس من تحقيق نحو 30 مليار دولار من القيمة لمساهميه دفعة واحدة.

ولولا هذا الربح غير المتوقع، لشَهِد المقرِض خسارة ضئيلة عن تلك الفترة في صافي دخله البالغ 2.1 مليار دولار الذي حققه العام السابق.

ومع ذلك، ثمة جانب سلبي: يمكن أن تَنتج عن الصفقة تكاليف إضافية تصل إلى 28 مليار دولار، بما فيها 4 مليارات دولار ناتجة عن مخاطر التقاضي. لكن هذا التقدير الذي قدّمته الشركة هو على الأرجح من أسوأ السيناريوهات.

فقد خلق اندماج أكبر اسمين في سويسرا في مجال الصيرفة مشكلة مختلفة تماماً. تبلغ الميزانية العمومية المجمعة للشركة العملاقة الجديدة 1.7 تريليون دولار وهو تقريباً ضعف حجم الاقتصاد السويسري.

وقد أثار هذا مخاوف من أن المصرفيين في بنك يو بي إس قد يميلون إلى تحمل مخاطر كبيرة تماماً مثل زملائهم في بنك كريدي سويس، علماً بأن المؤسسة الآن بالتأكيد أكبر من أن تفشل.

ولتهدئة المخاوف في البلاد، قال كيليهر إن فريقه الإداري سيتحقق من المصرفيين الاستثماريين في كريدي سويس المعروفين بأنهم ذوو سمعة سيئة لضمان عدم وجود أي عناصر فاسدة في عملية التكامل الجارية.

في وقت سابق من هذا الشهر، أكد بنك يو بي إس للمواطنين السويسريين أن البنك ليس بحاجة إلى 9 مليارات فرنك من أموال دافعي الضرائب لدعم الخسائر الناجمة عن التعرُّض لمشتقات بنك كريدي سويس، وأعاد بالفعل كل الدعم إلى البنك المركزي في البلاد.

وقال المواطن السويسري، الذي جُلِبَ لأسباب سياسية بالتزامن مع الصفقة، إنه لا يريد أن تشغل عملية توحيد كريدي سويس وإعادة هيكلة الكيان المندمج حيزاً في أذهان موظفيه لمنع أي تشتيت في مهامهم اليومية.

وقال، قبل أن يصف عملية التكامل بأنها "أولوية ثانية": "يريد الجميع التحدث عنها، ولكن الحقيقة هي أن ما نحتاج إلى فعله هو البقاء على مقربة من العملاء وإدارة أعمالنا الحالية، سواء في يو بي إس أو كريدي سويس".


image
image